هو “ابراهيم صالح البنا” المولود عام 1965 في مصر، وضعته وزارة الخارجية الأمركية في كانون الثاني من العام 2017 على لوائح الإرهاب، ورصدت مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار أميركي، لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى التوصل إليه.
البنا حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، وكان قياديا في جماعة “الجهاد الإسلامي” المصرية في اليمن بين عامي (1996- 1998)، وكان مسؤولاً عن التدريب والاستخبارات ضمن الجماعة، كما شغل منصب مسؤول الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو يعد من أهم المؤسسين لهذا الفرع.
ووفقا لتحقيقات سابقة، فإن “البنا” كان يجيد تزوير الأوراق الرسمية ويجيد أيضا التخفي والتنقل بين الدول بكل سهولة ويسر، وكان يحظى باحترام وتقدير قيادات التنظيم في أفغانستان، نظرا إلى أنه “أسطورة” في إعداد الأوراق المزورة لأعضاء القاعدة دون أن تنكشف، كما كان يقول عنه دائما زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وعبر سنوات طويلة، ظل “البنا” هو مفتاح مرور عناصر التنظيم عبر مطارات العالم بفضل أوراقه الرسمية المزورة، التي أسهمت في إخفاء عناصر القاعدة عن أعين أجهزة الاستخبارات في العالم.
كما يعد إبراهيم البنا مؤسس مخابرات تنظيم القاعدة، وقام بتدريب عناصر القاعدة على أعمال التجسس والتخفي بناء على تعليمات من زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري. ولعب دورا كبيرا ومؤثرا في تدريب كوادر التنظيم في اليمن، وامتد تأثيره إلى الفرع العراقي.
في العام 2011، قتل 9 من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن بعملية للجيش في محافظة شبوة، ورجحت وسائل الاعلام اليمنية حينها مقتل إبراهيم البنا ضمن عناصر القاعدة، إلا أن مصيره بقي غامضاً آنذلك إلى أن أعلن عن مقتله في ريف حلب الغربي، برصاص مسلحين من حركة نور الدين الزنكي.
وفي سوريا، شارك أبو أيمن المصري في عدة معارك بريف حلب الغربي والشمالي والجنوبي وفي معارك ادلب، وعمل في حياته الاخيرة مسؤولاً للتعليم وحلقات القرآن بإدارة شؤون المهجرين، ضمن صفوف “هيئة تحرير الشام” التي يقودها أبو محمد الجولاني بعد فك الإرتباط مع تنظيم القاعدة.
محمد فؤاد حسن هزاع، القيادي المصري الموجود حالياً في سوريا، كان قد اعترف خلال وجوده في سجن أبو زعبل المصري، في القضية العسكرية المعروفة إعلاميا بـ«العائدون من ألبانيا»، بأنه كان على علاقة بأبو أيمن المصري، وكان مقيما معه في اليمن. وبحسب الرسائل التي عثر عليها خلال القبض على هزاع، فإن البنا مسؤول عن استقطاب وضم عدد كبير من المصريين إلى تنظيم القاعدة، وترحيلهم إلى دول أخرى بعد تدريبهم وتزوير الوثائق الرسمية لهم.
واعترف هزاع بأن البنا هو الذي تولى تدريب “أبو أيوب المصري”، الذي سافر إلى العراق لاحقا بأوراق مزورة، وقام بتدريبه على أعمال الاستخبارات. أبو ايوب المصري هو “عبد المنعم البدوي” والمعروف أيضاً بإسم “أبو حمزة المهاجر”، تولى قيادة تنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي في العام 2006.
هزاع الذي سبق وأن قدم معلومات للأجهزة المصرية عن “أبو أيمن المصري”، نفى تعمد مسلحي حركة نور الدين الزنكي قتل أبو أيمن، وقال إن الأخير تجاوز الحاجز ولم يقف حين أمر بالوقوف، ما دفع بعناصر الحاجز إلى إطلاق النار عليه وقتله وإصابة زوجته.
يذكر أنّ هزاع الملقب بـ “أبو أيوب الأنصاري” قدم إلى سوريا، بعد أن استقال من “حزب النور السلفي” المصري، وانضم إلى جبهة النصرة بصفة قاضٍ، قبل أن ينشق عنها، بخلاف رفاقه المصريين الذين اختاروا الانضمام إلى حركة أحرار الشام.
المصدر: الاعلام الحربي المركزي