أشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” العبرية “عاموس هرئيل”، إلى أنه إذا انتهت الجولة الحالية في الشمال قريباً بتهدئة، فعلى المدى الأبعد سيتشكل هنا واقع استراتيجي جديد، سيكون على “إسرائيل” مواجهة مجموعة إشكالية من التطورات: استعداد إيراني للعمل ضدها، جرعة زائدة من الثقة بالنفس لدى النظام السوري، وما يقلق أكثر، دعم روسي للخط المتشدد لباقي أعضاء المحور”.
وبحسب المحلل العسكري “لقد سمحت سبع سنوات من الحرب السورية لإسرائيل العمل بحرية كبيرة في سماء الشمال، عندما كان يتم تشخيص تهديد للمصالح الأمنية الإسرائيلية كان سلاح الجو يعمل تقريبا دون إعاقة”.
وبحسب المحلل الإسرائيلي إن “الظروف تغيرت في السنة الأخيرة ازاء الانتصار التدريجي للنظام السوري في القتال – الذي يتركز الآن في العمليات البرية التي يقوم بها الجيش السوري ضد الجيوب المحدودة للمتمردين – جددت سوريا محاولاتها لإسقاط طائرات إسرائيلية أثناء الهجمات، وواصلت إسرائيل العمل في الشمال ضمن النمط الهجومي السابق، الى حين الوصول الى الشرك الاستراتيجي الذي وجدت نفسها فيه أول أمس، والذي من غير المستبعد أن يكون نتيجة لكمين متعمد نصب لها”.
واضاف هرئيل أنه “في زمن الحروب الإعلامية الحالية، سيلقي تدمير الطائرة وإصابة طاقمها بظلاله عليها، والتي سوقت في الجانب العربي كانتصار كبير وسببت الإحراج لإسرائيل، وعلى سلاح الجو التحقيق معمقا في كيفية اختراق صاروخ قديم نسبيا لغلاف الدفاع الإسرائيلي، وسيتم بالتأكيد فحص اعتبارات الطاقم: هل الطائرة لم تبق في مكان مرتفع جدا ومكشوفة، من أجل متابعة إصابة الصاروخ للهدف في سوريا، في الوقت الذي تمكنت فيه الطائرات الأخرى من التشكيلة من التملص؟”.
وذكر المحلل في “هآرتس” أن “إيران استغلت الحادثة للإعلان بأنه منذ الآن لن تستطيع إسرائيل العمل في سوريا الإعلان المقلق أكثر قدمته روسيا التي استضافت في نهاية كانون الثاني رئيس الحكومة نتنياهو عندما أعلنت أنه على إسرائيل احترام السيادة السورية – وتجاهلت تماما إطلاق الطائرة الإيرانية بدون طيار نحو أراضيها”.
ويختم عاموس هرئيل مقاله أن “تبادل اللكمات هذا من شأنه أن يستمر الآن، أيضا لاعتبارات الكرامة الوطنية والحرج الجماهيري في ظروف مشابهة تماما، في كانون الثاني 2015، اتهمت إسرائيل بإغتيال جنرال إيراني والناشط في حزب الله جهاد مغنية، في هضبة الجولان، حزب الله رد بعد عشرة أيام بكمين صاروخي مضاد للدبابات قتل فيه ضابط وجندي من الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ ولكن إسرائيل قررت أن هذا يكفي وامتنعت عن رد انتقامي آخر – ومر خطر الحرب، الآن ايضا يبدو أن هناك ما يمكن القيام به في القناة السياسية – مثلا من خلال نقل تهديدات بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، قبل مواصلة الانزلاق الخطير نحو مواجهة عسكرية”.
المصدر: الاعلام الحربي