لعبت تل ابيب بالنار حتى اَحرقت كلَ معادلاتِها، وباتت ترتجي الروسيَ تهدئةً بعدَ طولِ تهديداتِها..
أكثرُ من كسرٍ للردعِ الاسرائيلي اصابَ ذاكَ الصاروخُ السوري، المنطلقُ من ارضٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ وشعبيةٍ صُلبة..
لم يضغط على الزنادِ الضابطُ السوريُ فحسب، بل دولةٌ ارادوها ساحةَ ولاءٍ لتل ابيب، او مشظاة ً بعيداً عن ميدانِ النزالِ معها، فانزلَ الصاروخُ السوريُ سلاحَ الجوِ الاسرائيليَ من عليائِه، ومعه كلُ المعادلاتِ والمخططاتِ التي رُسمت لسوريا على مدى سنوات، ليرتطموا جميعُهم اسرائيليينَ واميركيينَ وحلفاءَهم او التابعينَ بواقعِ اَنَ سوريا عادت الى واجهةِ الجبهةِ بثباتِها وجديدِ معادلاتِها..
صاروخٌ سوريٌ كانَ اولَ الواصلينَ الى سماءِ القدس، التي اشتمَّت اليومَ رائحةَ احتراقِ العنجهيةِ الاسرائيليةِ ، وتنشقت أملاً وُثِّقَ بصاروخٍ اسقطَ طائرةَ الأف 16، فساوى يقينَ العارفينَ من سوريينَ ولبنانيينَ وفلسطينيينَ وايرانيين، وكلِّ محورِ المقاومين، اَنَ طريقَ القدسِ ليسَ ببعيد ..
اوسعُ ضربةٍ وأكثرُها فعاليةً يتلقّاها سلاحُ الجوِّ الاسرائيليُ منذُ العامِ 82 قالَ كبارُ قادتِهم العسكريين، وهو اولُ مؤشرٍ لما ستكونُ عليه الحالُ لو تمادت تل ابيب بالتصعيدِ قالَ آخرون..
وبينَ صافراتِ الانذارِ التي اَسكنت المستوطنينَ ملاجِئَهم، واسكنت حلفاءهم زوايا خيبتِهم، قولٌ للشعوبِ من أسوارِ غزةَ الى ساحاتِ القدس، ومن مرتفعاتِ الجولانِ الى دمشقَ واليمنِ وكلِّ لبنان، اِنه زمنُ العزِّ المسمَّى باسمِ فلسطين، وباسمِها كانَ بيانُ حزبِ الله الذي قرأَ بالتصدي السوري بدايةَ مرحلةٍ استراتيجيةٍ جديدةٍ تضعُ حداً لاستباحةِ الاجواءِ والاراضي السورية ، بل تطورٌ يعني بشكلٍ قاطعٍ سقوطَ المعادلاتِ القديمة..
ومن جديدٍ أكدَ اللبنانيون وقوفَهم الى جانبِ سوريا بوجهِ العدوان، مشتكينَ الاسرائيليَ لمجلسِ الامنِ ورافضينَ استباحتَه السماءَ اللبنانيةَ للاعتداءِ على الاراضي السورية..
المصدر: قناة المنار