أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إلى أن وزارة الحرب الإسرائيلية قرّرت في الرابع من كانون الثاني، إنشاء وحدة صاروخية تابعة للقوات البرية، بكلفة مليار شيكل، عقب اجتماعٍ في مكتب وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، في مقر الوزارة في تل أبيب.
ووفق المحلل العسكري في الصحيفة أليكس فيشمان، فإن الحديث عن القرار ينطوي على بذور تغيير في العقيدة القتالية للجيش، وذلك من خلال بناء منظومة صاروخية فعّالة (صواريخ أرض – أرض) متوسطة المدى، تنتهي في العام 2020.
وأضاف بأن ذلك يأتي بعد جدالٍ استمر لسنوات عديدة داخل الأجهزة الأمنية، بشأن حاجتها إلى ذراع صاروخية لمدى 150 وحتى 300 كيلومتر.
وحسبما ورد في التقرير العبري، فإن المشروع مقسم على عدة مراحل، في المرحلة الأولى سيتم بناء منظومة صواريخ أرض – أرض لمدى 150 كيلومترا، يتم تفعيلها بواسطة القوات البرية، والحديث هنا عن صواريخ “إكسترا” التي تنتجها شركة “تاعاس” (الصناعات العسكرية)، كما سيتم تسليح السفن الحربية التابعة لسلاح البحرية، “ساعار 5” و”ساعار 6″، بهذه الصواريخ. كما تعمل “تاعاس” على ملاءمة هذه الصواريخ لسلاح الجو، وفي مراحل متقدمة سيتم إدخال صواريخ يصل مداها إلى 300 كليومتر، ومن المتوقع أن تصل التكلفة النهائية للمخطط إلى نحو 7 مليار شيكل على مدى 10 سنوات، ويكون ذلك متعلقا بعدد الصواريخ التي يسعى الجيش للتسلح بها.
ويشير فيشمان، إلى أن التغيير في التفكير العسكري الإسرائيلي حصل قبل نحو 5 سنوات، وكان نتيجة تطورات تكنولوجية عالمية، حيث فقدت الدول الغربية احتكارها للأسلحة الدقيقة مع تمكن إيران من تطوير منظومات توجيه وتصويب مسار يمكن تركيبها على صواريخ بسيطة من إنتاجها، وتحويلها إلى صواريخ دقيقة، حيث أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أنه خلال عقد من الزمن، سيكون على أرض لبنان أكثر من ألف صاروخ دقيق، يكون كل واحد منها قادرا على إصابة الهدف بمستوى دقة يصل إلى أمتار معدودة، مما قد يؤدي إلى إيقاع أضرار شديدة لمنظومة الاستخبارات والتحكم وقواعد سلاح الطيران، ناهيك عن البنى التحتية مثل شبكات الكهرباء والمياه والوقود، وكذلك رموز الحكم مثل الكنيست والحكومة و”الكرياه” وغيرها.
ويضيف المحلل العسكري، أن حقيقة وجود أسلحة صاروخية دقيقة لدى حزب الله قادرة على ضرب كافة مناطق البلاد، قد إستنفرت في الأيام الأخيرة، كل من رئيس الحكومة ووزير الحرب ورئيس أركان الجيش والمتحدث باسم الجيش إلى الحديث على كل منصة ممكنة عن مصانع الصواريخ المزعومة.
ويتابع فيشمان، أنه قبل عدة سنوات، كان من الممكن القول إن سلاح الطيران يشتري الطائرات، وقادر على تدمير آلاف الأهداف في يوم واحد، ولديه القدرات على جمع المعلومات الاستخبارية عن الأهداف، ولذلك لم تكن هناك حاجة لصواريخ برية، لكن ذلك تغير، حيث أن هناك تطورا كبيرا في الأسلحة المضادة للطائرات، إضافة إلى كمية من الصواريخ الدقيقة، كما أنه رغم أن توالي إطلاق الصواريخ الدقيقة على المطارات العسكرية لن يشل سلاح الجو الذي استعد لمثل هذا السيناريو، إلا أن فاعلية سلاح الجو التي تقاس بالقدرة على خلق تواصل في الغارات سوف تتضرر، ولن تعود القنبلة الرخيصة على جناح الطائرة ذات فائدة.
ويقول فيشمان أنه في عصر الصواريخ الدقيقة، فإن إسرائيل بحاجة إلى القدرة على الهجوم منذ اللحظة الأولى، وليس انتظار تجنيد قوات الاحتياط أو انتظار تجهيز القوات البرية للعمليات البرية أو انتظار مراكمة القوة لدى سلاح الجو.
ويشير اليكس فيشمان، إلى أن تهديدات الصواريخ الدقيقة لحزب الله أقلقت هيئة أركان الجيش، فبدأت عملية البحث عن صواريخ يصل مداها إلى 20 – 40 كيلومترا. وكان لدى سلاح المدفعية صواريخ أميركية يصل مداها إلى 30 كيلومترا، وعملت “تاعاس” على تحويلها إلى صواريخ دقيقة.
المصدر: الاعلام الحربي المركزي