معادلةُ الردعِ التراكميةُ للمقاومةِ وصلت الى حدٍّ بات فيه العدوُ يَحسِبُ ألفَ حسابٍ قبلَ القيامِ بأيِّ مغامرةٍ جديدةٍ ضدَ لبنان. بلسانِ الاعلامِ الصهيوني: المخزونُ الصاروخيُ الهائلُ لحزبِ الله يضعُ اسرائيلَ امامَ تهديدٍ لم تواجِهْ مثيلاً له من قبل، ووضعُ اسرائيلَ الامنيُ يواجهُ اسوأَ الحالاتِ في تاريخه، ولدى حزبِ الله ما يكفي من الصواريخِ لامطارِ الكيانِ الصهيوني بأربعةِ آلافِ صاروخٍ يوميا ، وضربِ مقرِ وزارةِ الحربِ وهيئةِ الاركانِ في تل ابيب، وكذلك الاحياءِ الفاخرةِ في المحيطِ بحسبِ الاعلامِ الصهيوني.
المقاومةُ اذن تُسيِّجُ بواباتِ لبنانَ ضدَ أيِ غزوٍ عسكري، فمن يُشَرِّعُ الشبابيكَ أمامَ الحربِ الثقافيةِ التي لا تقلُّ خطورةً عن التهديدِ العسكري؟ لا شكَ أنَّ الدولةَ بكلِّ مسؤوليها هي المعنيُ الاولُ قولاً وفعلاً وتلميحاً لقطعِ الطريقِ على ضعافِ النفوسِ اللاهثينَ وراءَ المالِ والشهرةِ والجوائزِ العالميةِ التي ارتبطت ماضياً وحاضراً باسماءٍ انجرفوا وراءَ رياحِ التطبيعِ معَ العدوِ الصهيوني. رياحٌ تهبُ بعنفٍ هذه الايامَ من دولِ الخليجِ في محاولةٍ لاقتلاعِ واحدةٍ من أهمِ المحرماتِ المزروعةِ عميقاً في ضميرِ الامةِ التي كان بعضُ مسؤوليها اليومَ كعادل الجبير وغيرِه يتكرمونَ بالتصريحاتِ على الاعلامِ الصهيوني في مؤتمرِ دافس السويسري.
فهل يُحصِّنُ لبنانُ نفسَه ضدَ رياحٍ خارجيةٍ أيضاً هدفُها الاطاحةُ بالانتخابات؟ الرئيس نبيه بري يؤكدُ أمامَ لقاءِ الاربعاءِ النيابي انَ الانتخاباتِ باتت أمراً واقعاً ، وأنَ البلدَ دخلَ فعلاً في أجواءِ هذا الاستحقاقِ الوطني برغمِ سعيِ دولتينِ لتخريبِه. فمن هما هاتانِ الدولتانِ ، ولماذا تسعيانِ لمنعِ الانتخابات؟ واللبيبُ من الاشارةِ يَفهم.
أما الشيءُ الذي يتعذرُ فَهمُه ، لماذا يَتركُ لبنانُ ثروتَه المائيةَ في مهبِّ التلوثِ على انواعِه. اجتماعٌ في السرايِ الحكومي حولَ حالِ نهرِ الليطاني خلَصَ الى انَ هذا الموردَ المائيَ الضخمَ يتجهُ من حالةِ الاحتضارِ الى الموتِ المحتَّمِ اذا لم تُدخِلْهُ الدولةُ في غرفةِ الانعاشِ المركزة.
المصدر: قناة المنار