تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 06-06-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها أزمات النائب سعد الحريري الآتية من تياره والتي كان أخرها اقتحام موظفي “سعودي أوجيه” مبنى الشركة في الرياض وتحطيم مكتبه..
السفير
من أزمة «أوجيه» إلى مغامرة المشنوق ومفاجأة ريفي
هذه رواية الحريري لـ«الأيام الصعبة»
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لم يكن ينقص الرئيس سعد الحريري سوى أن يقتحم موظفو «سعودي أوجيه» مبنى الشركة في الرياض وتحطيم مكتبه، احتجاجا على عدم قبض رواتبهم منذ أشهر، حتى يكتمل قوس السيناريوهات والاستنتاجات المتصلة بواقع علاقته مع المملكة، والتي غذتها نتائج اللواء أشرف ريفي في طرابلس ومغامرة الوزير نهاد المشنوق في تسمية الأشياء بأسمائها.. السعودية.
لعلها من المرات النادرة أو القليلة التي تصبح فيها طبيعة العلاقة القائمة بين الحريري والسعودية مادة للأخذ والرد، على هذا النحو المكشوف، في داخل بيت «تيار المستقبل» الذي أصبح بـ «منازل كثيرة».
ليس خافيا أن الحريري لم يعد مدللا في المملكة التي تغيرت أولوياتها وقيادتها، لكن ذلك لا يكفي للافتراض بأن حصانتها رُفعت عنه. ربما لم يعد «الرهان الوحيد»، إلا أنه لا يزال، أقله حتى إشعار آخر، متقدما عن الآخرين في الترتيب.
ولئن كان المشنوق قد اقتحم «المحرمات» حين حمّل القيادة السعودية السابقة المسؤولية عن القرارات الصعبة التي اتخذها الحريري في المرحلة الماضية، ما دفع رئيس «المستقبل» الى التبرؤ من كلامه، والسفير عواض علي عسيري إلى انتقاده، غير أن المتحمسين لـ «مجازفة» وزير الداخلية يؤكدون أن الرجل لم يتفاجأ بردود الفعل التي كان يتوقعها أصلا، مشيرين إلى أنه يراهن في الأساس على نبض الناس الذين يدركون بحدسهم السياسي أن ما قاله صحيح، وأن ما أخفاه أعظم.
وأبدى عسيري في مقابلة مع تلفزيون «الجديد»، استغرابه لما صدر عن المشنوق بحق المملكة وتحميله مسؤولية الفشل السياسي لقيادتها السابقة، مشيرا إلى «أن تأكيدات وصلتنا بأنه لا علاقة للرئيس سعد الحريري به، ونحن نرفض أن تكون المملكة شماعة لمن يريد أن يلومنا على شيء لم يوفق في إنجازه في بلده».
رواية «المستقبل»
ولكن… كيف يقارب «المستقبل» وقائع المحطات الملتبسة التي واجهته مؤخرا، من ملف التحالف مع السعودية إلى مخاض الانتخابات البلدية؟
يؤكد أحد المقربين من الحريري أن الموقف الرسمي لتيار «المستقبل» يعبر عنه رئيسه شخصيا، أما التمايز في الآراء أحيانا فإنما يعود إلى كون التيار ليس تنظيما حديديا، لافتا الانتباه إلى أن المشنوق اجتهد في تفسير غير دقيق لخيارات الحريري، وهو ليس وحده في هذا الإطار، بل سبقه على سبيل المثال الرئيس فؤاد السنيورة، خلال إحدى جلسات طاولة الحوار، حين طرح زيادة سعر البنزين، من دون أن يكون مضطرا إلى اتخاذ هذا الموقف، إذ لا هو رئيس الحكومة ولا وزير المال، فلماذا يتورط ويورط التيار في اقتراحات من هذا النوع؟
ويؤكد المصدر الموثوق المحيط بالحريري أن علاقة رئيس «المستقبل» مع السعودية هي ثابتة من ثوابته الإستراتيجية، برغم الأجواء الإعلامية التي توحي بأن هناك خلافا في هذه المرحلة بين الجانبين، مشددا على أن أي التباس أو سوء تفاهم يبقى تحت سقف هذه العلاقة التي لا بديل عنها.
ويضيف المصدر وقد ارتفع منسوب صراحته: نعم.. «تيار المستقبل» جزء من محور إقليمي تقوده السعودية، ومن يظنون أن تحالفه مع هذا المحور قابل للاهتزاز، نسألهم: هل تعتقدون أنه يمكن للحريري أن يبتعد عن الخط الذي تمثله السعودية أو يختلف معه كي يذهب إلى المجهول أو إلى أحضان إيران؟
وترفض الشخصية المقربة من الحريري مقاربة ارتباط «المستقبل» بالسعودية من زاوية أنه يتبع لها تبعية عمياء، مضيفة: نحن لا ننفذ أوامر أو طلبات تُملى علينا، ولا نحدد سياستنا وفق برقيات خارجية، وإن نكن نحرص على أن يحظى أي قرار نتخذه، أو اتجاه نسلكه، بمواكبة إقليمية ودولية، وللدلالة على ذلك، لا بأس من استعادة الموقف الذي اتخذه الحريري حين أقر مجلس التعاون الخليجي بقيادة الرياض عقوبات صارمة بحق لبنان، إذ تدخل الحريري يومها للتخفيف من وطأة الغضب الخليجي ولم يلجأ إلى التماهي معه، فهل هذا مؤشر إلى الخضوع أم إلى تغليب أولوية المصلحة اللبنانية على ما عداها؟
ويهزأ المصدر اللصيق بالحريري من الاستنتاجات التي افترضت أن انتصار وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في طرابلس يندرج في سياق تمهيد الطريق أمامه كي يكون البديل السعودي عن الحريري لبنانيا، على قاعدة أن السعودية ربما تكون بحاجة إلى رجل قوي من طينة ريفي لمواجهة «حزب الله» في لبنان.ىولا يتردد المصدر في القول بأن تحميل فوز ريفي هذا المعنى، إنما هو أقرب إلى نكتة سياسية من أي شيء آخر.
ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية وما تمثله من وزن في المنطقة لا يمكن أن تكون بهذه الخفة التي يتوهمها البعض، وهي إذا أرادت أن توجه رسالة ما، فلا تُوجِّهها بهذه الطريقة، وإنما لديها وسائلها لذلك، لافتا الانتباه إلى أن الحريري ليس إبن الأمس أو اليوم في السياسة، والرئيس سعد الحريري لم يحمل فقط إرث والده الشهيد رفيق الحريري، بل صنع تجربته الخاصة، وأثبت حضوره، وهو الذي فاز مرتين متلاحقتين في الانتخابات النيابية، أما الانتخابات البلدية فلها ظروفها، وريفي استفاد من نقمة شعبية على الوضع العام، واستخدم خطابا تحريضيا لدغدغة العواطف واستقطاب الأصوات، حين صوّر بأن طرابلس ستسقط في يد «حزب الله» أو «سرايا المقاومة» إذا فازت اللائحة المدعومة من التحالف العريض، من دون أن نعرف كيف أن رئيس البلدية يمكن أن يواجه أو يسهل هذا المشروع، إذا وُجد.
وتشدد الشخصية المحيطة بالحريري على أن حدود انتصار ريفي لا تتجاوز مدينة طرابلس وتحديدا باب التبانة – جبل محسن، وما حققه هو رسالة محلية لا إقليمية، ومن الخفة بمكان الافتراض بأن الناس يمكن أن تترك بيت الحريري وحيثيته المتعددة الأبعاد، حتى تمشي وراء ريفي.
ولا يقيم المصدر المقرب من الحريري وزنا لقول ريفي بعد انتصاره بأن حظوظ ترشيح سليمان فرنجية سقطت، مؤكدا أن الحريري مستمر في ترشيحه لرئيس تيار المردة، وهذه المبادرة هي الوحيدة الموجودة على الطاولة ولا يجب أن تُهمل، وما دام لم يُنتخب بعد رئيس للجمهورية فان فرنجية يبقى الإسم الأكثر جدية.
ويعتبر ان نتائج انتخابات طرابلس لا يمكن ان تسري على المعادلة الرئاسية، وأي خلط للأمور سيكون خلطا عبثيا، ولو سئل أهل المدينة عمن يفضلون إذا جرى تخييرهم بين ميشال عون وسليمان فرنجية، فهم سيختارون بالتأكيد فرنجية.
ويؤكد ان قرار الحريري بترشيح فرنجية لم يكن مفروضا من السعودية، لكنه بالتأكيد لم يلق معارضة منها، خصوصا إذا لم يكن هناك حل بديل وواقعي لدى أحد، موضحا ان رئيس «المستقبل» أطلق هذه المبادرة معتقدا انها قد تدفع في اتجاه تسهيل التسوية مع «حزب الله»، باعتبار ان فرنجية مقبول منه ومنا.
ويتابع شارحا كواليس الترشيح: عندما حصل اللقاء بيننا وبين سليمان فرنجية، افترضنا انه تكلم مع «حزب الله» ونسق معه، وفي ما بعد قيل لنا أعطونا شهرا او شهرين حتى نسوق الأمر لدى الحزب، وبالتالي نحن طرحنا هذا الخيار بكل نية حسنة، من دون ان ننفي السعي الى تأمين مواكبة خارجية له، وهذا ما تطلع اليه الحريري عندما التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس حيث قال له: انا وسليمان فرنجية لسنا من أعز الاصدقاء، بل أختلف معه في أمور عدة، لكنني قادر على التحاور والتفاهم معه، واعتقد ان وجود رئيس نختلف وإياه يظل افضل من الفراغ، تماما كما ان وجود إميل لحود في الرئاسة برغم كل خلافاتنا العميقة كان أفضل من الفراغ..
وبالنسبة الى الحوار المستمر بين «المستقبل» و «حزب الله»، يشدد المصدر الوثيق الصلة بالحريري على انه لا بديل عن مواصلته، حتى لو انه لم يؤد حتى الآن الى نتائج باهرة، لافتا الانتباه الى ان مجرد استمراره يساهم في تنفيس الاحتقان المذهبي ويمنع الانزلاق الى حرب أهلية.
ويضيف: هذا خيار استراتيجي، خاض فيه الحريري انطلاقا من مقاييس داخلية بالدرجة الاولى، وليس بإيعاز خارجي، على الرغم من معرفته بان كلفته قد تكون مرتفعة، لانه يعلم ان هذه هي الطريق الوحيدة لحماية لبنان من أي مواجهة مذهبية قد تقوده الى المجهول.
ويوضح السياسي اللصيق بالحريري ان نتائج الانتخابات البلدية ستخضع الى مراجعة دقيقة من قبل «تيار المستقبل» لاستخلاص الدروس والعبر اللازمة، لافتا الانتباه الى ان هذا الاستحقاق كان بمثابة مناورة بالذخيرة الحية سمحت لنا بان نحدد نقاط الضعف التي تحتاج الى معالجة في جسم «المستقبل»، ومن حسن الحظ ان الانتخابات البلدية تمت قبل النيابية، لانه سيكون هناك وقت لسد الثغرات والاستعداد جيدا للاختبار النيابي الذي ستكون نتائجه مغايرة حُكما لتلك التي افرزها الاختبار البلدي.
نصيحة جنبلاط
الى ذلك، اعتبر النائب وليد جنبلاط في حوار مع «المؤسسة اللبنانية للارسال»، أن الاعتدال السني في خطر، معربا عن اعتقاده بان المطلوب شيء خارجي من ريفي لم يقم به الحريري. وتوجه الى الحريري بالقول: لا تعد الى الخطاب السابق بوجه «حزب الله» والشيعة حتى ولو لم يبق بقربك أحد.
ورأى أن هناك تحجيما للحريري، داعياً اياه الى الحذر من محيطه، ومشيراً الى أن ريفي والمشنوق لا يريدان له ان يكون الزعيم السني الأوحد في لبنان. وأوضح أن «هناك ساحة صراع ساخنة لإسقاط سليمان فرنجية والوصول الى مرشح رئاسي جديد».
النهار
جنبلاط للحريري: احترس من أقرب المقربين
السفير السعودي يجهل دوافع المشنوق ويرفضها
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول ” اذا كان “ويك أند” لبنان ظل منهمكاً بالرياضة ونتائج مباراة كرة السلة بين فريقي الحكمة والرياضي، لا ولعاً وتعلقاً بالرياضة بل نتيجة الفراغ الذي يعيشه اللبنانيون على كل المستويات، وارتفاع منسوب التوتر في الشارع، فان المرحلة المقبلة ستخصص لاعادة ترتيب الاولويات والبيوت الداخلية لاحزاب وتجمعات تصدعت بفعل الانتخابات البلدية وما تبعها من ارتدادات.
واذا كانت مواقف وزير الداخلية نهاد المشنوق قبل يومين ولدت رياحاً متعددة الاتجاه، فان الردود جاءته من اتجاهات عدة بخلاف الرئيس سعد الحريري الذي لاذ بالصمت حتى الساعة، وكذلك فعلت الماكينة الاعلامية لـ”تيار المستقبل”. وأكد الحريري عبر تغريدة له انه سيقول “كل شيء خلال الشهر الفضيل” وهو ما أبلغه مصدر في “المستقبل” لـ “النهار” موضحاً ان المواقف المقبلة للحريري ستكون بالغة التشدد حيال كل المجريات والتطورات.
ومن المتوقع ان تستمر الردود على المشنوق في رأي السفير السعودي علي عواض العسيري الذي قال إن “الغضب في التعبير سيستمر لان ما حصل بحق المملكة ليس بسيطاً”. وتحدث العسيري الى برنامج “الاسبوع في ساعة” عبر “الجديد”، فاستغرب “تصرف المشنوق ونرفض ان تكون المملكة موضوع جدل بين اللبنانيين”. ورأى ان “كلام المشنوق جانب شخصي ولا يعبر عن الحريري وعن تيار المستقبل، علماً ان المملكة ليست شماعة لأحد وأنا أجهل دوافع المشنوق”. ودعا السفير السعودي “ألا ينكر أحد جهود الملك عبدالله من أجل لبنان”. وأكد أن “لدينا خلاف مع حزب الله بسبب سوء تصرفاته ولا مشكلة مع الشيعة”.
اما النائب وليد جنبلاط فرد أيضاً على المشنوق معتبراً انه ليس الوقت مناسباً لمحاسبة الملك عبدالله. ورأى أن الاعتدال السني اليوم في خطر، وأنه مطلوب شيء خارجي من (الوزير أشرف) ريفي على ما يبدو لم يقم به الحريري، مشيراً الى أن العامل الرئاسي في لبنان سوري قبل أن يكون ايراني. وتوجه الى الحريري قائلاً: “لا تعد الى الخطاب السابق بوجه حزب الله والشيعة حتى لو لم يبق بقربك أحد”، متسائلاً “اذا انزلق الحريري الى الخطاب الطائفي والتجييشي فما الذي يميّزه عن المشنوق وريفي ؟ المطلوب ان يبقى معتدلاً”.
وتحدث عن تحجيم لسعد الحريري، وقال إن ريفي والمشنوق لا يريدان لسعد الحريري ان يكون الزعيم السني الأوحد في لبنان، و”المطلوب تحجيم الحريري والخوف أن يكون من أقرب الناس وأهل البيت” داعياً اياه الى الحذر من المقربين منه.
وعن رئاسة الجمهورية قال إن “هناك ساحة صراع ساخنة لإسقاط سليمان فرنجية للوصول الى مرشح رئاسي جديد من هو لا أعرف”. واضاف: “أنا اقبل بقرار المصالحة المسيحية واذا قالت كل الاقطاب المسيحية ان خلاص لبنان هو برئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون فلا مشكلة، وأنا اعتمد عون رئيساً ان كانت مصلحة لبنان تقتضي هذا الامر”. وأقر بأنه “كنت معارضاً لعون قبل المصالحة المسيحية وأسير به رئيساً اذا رأى المسيحي في لبنان أن مصلحته وخلاصه عون”.
وشدد جنبلاط على ان الوضع الاقتصادي في لبنان في حاجة الى ان يكون في سدّة الرئاسة رئيس، مشيراً الى ان “الكلفة الاقتصادية مع العقوبات الاميركية التي هي موجعة جداً على لبنان والمواطن الشيعي تقتضي وجود رئيس”.
وفي تغريدة جديدة بعد طول غياب عن “تويتر”، كتب الرئيس الحريري: “يا صديقي وليد بك خط الاعتدال مش موقف أخذناه هو فعل قمنا به. الحسرة على يلي عّم يقاتل في سوريا واليمن نحن مشوارنا طويل يا بك بدها صبر وحكمة”.
قانون الانتخاب
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان اللجان النيابية المشتركة ستعقد هذا الاسبوع إجتماعيّن لمتابعة موضوع قانون الانتخاب تحضيراً للدورة العادية للمجلس الخريف المقبل. ووفق معطيات من أوساط في اللجان يبدو إمكان التوصل الوصول الى تصور نهائي غير متوافر على ان يبدأ نائب رئيس المجلس النائب فريد مكاري الذي يرأس جلسات اللجان إجازة صيفية بدءاً من الاسبوع المقبل.
الامن
أمنياً، كشفت مصادر امنية لـ”النهار” ان العمل جار في منطقة لبنانية على ملاحقة وتوقيف عناصر تنتمي الى “داعش” وعلى صلة بشبكة تم تفكيكها في عملية امنية نوعية.
ودهمت قوّة من الجيش فجر أمس، منزل المواطن درويش ابرهيم عبد الخالق في مجدل عنجر – البقاع، وأوقفته والسوري حسن محمد صالح الذي كان في رفقته، وضبطت داخل المنزل حزاماً ناسفاً وبندقية حربية “كلاشنيكوف” وكميّة من الذخائر الخفيفة، وأربع رمانات يدوية وأربعة صواعق، الى أعتدة عسكرية متنوعة. وسلّم الموقوفَان مع المضبوطات إلى المرجع المختص، وبوشر التحقيق.
ومساء، أفيد عن توقيف الجيش أربعة سوريين في عكار مرتبطين بمجموعة خربة داود وهم على درجة عالية من الخطورة.
الأخبار
فريق عمل أشرف ريفي: أنا
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “تحول اللواء أشرف ريفي من شخصية أمنية إلى حالة سياسية، دون أن يتنبه أي من خصومه لذلك. توهموا أنهم قادرون بمجرد توافقهم على حسم الإنتخابات البلدية، فوصل ريفي إلى طرابلس على حصان المناطق الشعبية، حاملاً لواء «ثورة الأرز» ومحاربة «المشروع الفارسي» وسلاح حزب الله «اللاشرعي». استفاد وزير العدل المستقيل من شخصيته الشعبية الناتجة من تربيته في منطقة القبّة المتواضعة. هو «ابن البلد» الذي يعرف كيف يُدغدغ أهواء الأحياء الفقيرة. خطط ريفي لمعركة البلدية، وضعها معه عدد من الأفراد الذين يؤلفون «الفريق التنفيذي»، فقط. أما «عقل» هذا الفريق فليس سوى اللواء المتقاعد.
تلميذ الضابط في المدرسة الحربية أشرف ريفي، ابن الـ17 عاماً، تحدى نفسه وقائد الكلية الحربية عام 1973. حارس مرمى فريق الحربيّة نجح في صدّ كرة جزاء فريق الجامعة الأميركية.
أهدى فريقه النصر، فأُعفي من الحجز طيلة سنوات دورته الثلاث. بعد 43 عاماً، وقف وزير العدل المستقيل أشرف ريفي من جديد أمام الشباك: إمّا أن يصدّ ضربة جزاء موجهة ضدّه من تيار المستقبل وبمساندة ستّ قوى سياسية أخرى، فيُنصّب نفسه «كابتن» مدينة طرابلس، وإمّا يُطيحه تحالف «الضمّ والفرز» (المنطقة الحديثة في طرابلس التي يعيش فيها الميسورون)، فيُشهر البطاقة الحمراء بوجه نفسه. الإحصاءات التي كان يُجريها مدير مركز «الرأي اللبناني» جوني نحاس لمصلحة ريفي كانت تُشير إلى أنّ خرق مرشحين من لائحة «قرار طرابلس» للائحة «لِطرابلس» مؤكد، إنما من دون أن يتوقع أحد هذه النتيجة. وحده «الجنرال المدني» حسمها ليل السبت، عشية الإنتخابات. ردّ على سؤال ابنه كريم، الآتي من فرنسا: «إما نفوز بكامل الأعضاء أو نُخرق بـ4 أعضاء». صدقت توقعات اللواء إلى حد ما، ووأد مُخطط تدميره على يد «القوى العظمى» في مهده. بات ريفي ظاهرة طرابلسية في مرحلة الصعود. واقع أكدته الإنتخابات البلدية ولكن مرحلة الإعداد له بدأت منذ أن كان ريفي مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. لكن بخلاف ما هو قائم اليوم، كان ريفي في المديرية «رأس جسر» التواصل بين الحريري وحزب الله، حتى في ذروة التصعيد السياسي والامني بين تيار المستقبل والحزب. وبعد خروجه من المديرية، أحرق الجسور، وقرر اداء دور رأس الحربة في مواجهة حزب الله و«المشروع الإيراني» بعدما أُجبر الرئيس سعد الحريري على عقد التسويات، فظهر ريفي «ممانعاً» أمام محاولة «فتح طرابلس». إلا أنه لم يكن وحده صانع النصر الانتخابي. فقبل أن تتحول «قرار طرابلس» إلى لائحة أشرف ريفي، كانت هذه اللائحة تجّمع «المنكوبين» الذين لفظهم التحالف بعيداً تحت حجة عدم اختيار أعضاء سابقين للبلدية. أحمد المرج، أحمد قمر الدين، رياض يمق، خالد التدمري، توفيق العتر، جميل جبلاوي… هم عناصر جمعهم ريفي وخاض المعركة باسمهم ولو أنّ قسماً منهم لا يواليه في الأصل. هؤلاء هم أبناء المناطق الطرابلسية التي تمثّل رافعة كلّ القوى السياسية. يعرفهم اللواء جيداً، فمن رحمهم تكوّن. هو «العصامي الذي بنى نفسه بنفسه»، يقول عارفو ريفي عنه. أما هو فيُعرّف عن نفسه: «أنا ربيان في القبّة مطرح ما كنا نلعب الفوتبول». بنى شعبيته حجرا حجرا، تماماً كما أدراج المناطق الشعبية التي تربط الأحياء المتصارعة بعضها ببعض. عصب جبينه بمقولة والده «إياك وقاتل الرجال»، أي الغرور. فأصبح التواضع أول ما يخطر على بال كلّ من يُسأل عن ريفي.
«أبو أشرف» كان مسؤول الحزب التقدمي الإشتراكي في طرابلس وصاحب مطحنة على نهر أبو علي. «كانت مركزاً للتجمع ضدّ سياسة آل كرامي»، يُخبر ريفي لـ«الأخبار». البعض يُشبّه الحالة التي كوّنها بحالة نائب طرابلس «الثائر» عبد المجيد الرافعي، الذي تمكن عام 1972 من الحصول على أعلى نسبة من الأصوات في الإنتخابات النيابية خارقاً لائحة الرئيس الراحل رشيد كرامي. «فيها شي صحّ. أصلاً أخي الذي توفي صغيراً سُمي عبد المجيد تيمناً بالنائب الرافعي». ليس فقط واحداً من هؤلاء «الدراويش»، بل راعيهم الرسمي. يُخبرون عن «أشرف» الذي «فرش بيتي وكان يدفع حقّ المفروشات بالتقسيط. سنة الـ2000 ما كان معو مصاري». الفتاة التي أمن لها الرعاية الصحية لعمليات وجهها بعد احتراقه، كانت حاضرة لاستقباله في القبّة قبل الإنتخابات البلدية. هو «ملك العلاقات العامة الذي يعرف كيف يقتنص الفرص، لكن هذه النزوة لا تؤسس لزعامة»، إستناداً إلى أحد رفاق دورته. ريفي هو من المسؤولين القليلين الذين يردون على كل الاتصالات التي تردهم، «حتى الذين لم أكن قادراً على خدمتهم». يحفظ أصواتهم، من بائع الكعك وصولاً إلى أكبر مسؤول، «وحين لا أقدر أن أرد بسبب التعب، أحرص على إعادة الإتصال».
لكن لأفعال ريفي «الخيرية» وجه آخر. في عام 2013، رأى أنّ قادة المحاور هم «أبناء المدينة التي يُدافعون عنها ونحن نفخر بأولادنا على المحاور»، قبل أن ينفض يديه منهم «ويزج بعضهم بالسجن ويحرم آخرين العودة إلى طرابلس». خصومه السياسيون يتحدثون عن تأسيسه لـ«كيان رديف خارج القانون، خدمةً لمصالحه السياسية عبر تقديم الحماية لطالبها». التقديمات التي كان يُقدمها «هي على حساب الدولة بامتياز: إدخال الحاجيات للمساجين في سجن رومية، تغطية مخالفات البناء، التستر على مخالفات الأملاك البحرية». سياسياً، يعترفون له بقدرته على «استرداد وهج 14 آذار من الحريري». ولكنه يُخطئ العنوان بالقول إنه يُمثل نهج الرئيس الراحل رفيق الحريري «الذي كان رمزاً للتسويات والعلاقات من الندّ إلى الندّ مع سوريا». يُدافع وزير العدل المستقيل عن الحريري الأب: «تعاطينا مع سوريا لم يكن من منطلق أننا أداة لها. أنا أعرف ماذا كان الحريري يقول للبطريرك (نصرالله بطرس صفير) وفي مجالسه الخاصة. قلبه كان مع خطّ البريستول حتى قبل أن ينطلق، وحالما سنحت له الفرصة التحق به». أما عن نفسه، فيقول إنه كان يُساعد المناطق الشعبية «اجتماعياً. بالنتيجة، أنا ابن المؤسسات ولا أؤمن بالسلاح غير الشرعي».
الحصار الإعلامي الذي يزعم الوزير أنه فُرض عليه قبل الإنتخابات البلدية، انتهت مفاعيله بعد الفوز. بين مقابلة تلفزيونية وأخرى، يعتذر عن إجراء مقابلة ثالثة. المنزل في بيروت تُزينه اللوحات التي تعكس حُبه للطبيعة. طاولة مليئة بالأوراق والملفات، وآلة رياضية للمشي يستخدمها يوميا عند السابعة صباحاً. الحضور هنا محصور بالرجال، الذين يتوزعون كلّ لمهمة خاصة به. غياب سيدة المنزل، بسبب وجودها الدائم في طرابلس، تُعوضه صورها الكثيرة. المحامية سليمة أديب تُتهم بأنها هي التي ترسم سياسة زوجها. «غير صحيح»، يجيب أعضاء في فريق عمل الوزير، «هي تهتم باستقبال الناس بغيابه. قراره من نفسه». حول هذه النقطة الأخيرة، يُجمع خصوم وحلفاء ريفي: «أشرف هو فريق عمل نفسه.
يسمع كثيراً ولكنه في النهاية يأخذ القرار الذي يراه مناسباً». عدد أفراد فريق العمل التنفيذي الذي ساعد ريفي على ربح المعركة السياسية صغير. مدير المكتب في طرابلس هو الصيدلي رشاد ريفي، أمّا إدارة مكتب الوزارة في بيروت فسُلّمت إلى النقيب محمد الرفاعي، بينما أحمد خوجة الذي كان من الأساسيين في فريق عمل آل كرامي، التحق بريفي ودوره الأساسي «حمام زاجل» بين الوزير والفريق الآخر. القاضي محمد صعب والمحامي هاني المرعبي هما المستشاران القانونيان. أما العميد روبير جبور، رفيق دورة ريفي، فيشغل مركز المستشار الأمني والإداري. العميد فواز متري هو أحد مستشاريه أيضاً. أما الصحافي أسعد بشارة، فهو المستشار الإعلامي والشخص الذي عمل على تطوير «سلاح» وسائل التواصل الإجتماعي لمواجهة «الحصار الإعلامي في الإنتخابات»، تعاونه في المكتب الإعلامي سحر آغا. هذا فضلاً عن قرابة الـ100 «مفتاح» في المناطق الشعبية، يتواصلون مع ريفي على نحو دائم. وينفي ريفي أي دور لشقيق زوجته محمد أديب ونسيبه سعدي أديب في دعمه.
بالاضافة للخطاب السياسي وفريق العمل، يتحدث خصوم ريفي عن ماكينة إنتخابية «سرية» ضخمة كان مركزها في مجمع الميرامار، مُقسمة إلى ماكينات صغيرة. مثلاً: ماكينة الشيخ بلال شعبان عملت لمصلحة الجبلاوي ويمق والتدمري. ماكينة وليد ومعن كرامي دعمت التدمري ويمق. أما الخرق الأبرز لماكينة الرئيس نجيب ميقاتي، فكان بانسحاب وليد قمر الدين منها وتضامنه مع شقيقه، رئيس اللائحة الفائزة، أحمد، ولكن بالنسبة لريفي «ماكينتنا لم تكن ناجحة. أعضاؤها عملوا بصدق، إلا أنه كانت تنقصهم الخبرة الكافية. اكتشفنا أن هذا الشغل بحاجة إلى أشهر». ويكشف عن سلاح آخر استُعمل في المعركة هو «الحرب النفسية التي لا تعني الكذب».
النظام العسكري ينعكس على تفاصيل حياة ريفي. طباعه نظامية، يتكلم بسرعة وحازم. خلافاً لإطلالته الإعلامية ومواقفه «المتطرفة»، يظهر ريفي هادئ الطباع، لائقا في التعامل مع الآخرين. ترتسم ابتسامات بسيطة على ثغره من وقت لآخر، وخاصة حين يعترف: «أتشدد حتى أشد العصب».
نجح ريفي في «غشّ» زعماء لائحة التوافق الذين سكِروا بقدراتهم التي تبين أنّها هشّة. ارتباط اسمه برفيق الحريري وظهوره كحامي «ثورة الأرز»، مقابل تنازلات الحريري الذي يريد استعادة سلطة فلتت من بين يديه، إضافة إلى شخصيته الشعبوية، عوامل ساهمت في بلورة «حالة أشرف ريفي». العيون تشخص إليه حالياً وهو يخضع للإختبار الأصعب. أمامه فرصة تدعيم ركائزه وتمكين تحالفه مع قادة المناطق الشعبية. تحوله إلى زعيم بحاجة أيضاً إلى دعم سعودي، لكن تلكؤ ريفي لن يمنع أبناء البلد من تلقينه درساً تماماً كما فعلوا مع «ابن الشهيد». لا يزال ريفي متواضعاً: «أنا لست زعيماً. أنا حامل قضية وأعيش قضيتي».
اللواء
أجندة رمضان: مصير حوار المستقبل – حزب الله وقانون الإنتخاب
جنبلاط يتخوف علی الأمن والنقد.. عسيري: نرفض أن تكون المملكة شمّاعة لأحد
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “من المفترض ان تدخل البلاد في أجواء تبعد التشنج عن الأداء السياسي، وتخفف من ازيز الخطابات التعبوية، رأفة بهذا البلد التي تحدق به المخاطر من كل اتجاه، من «تعريض النقد الوطني للخطر، أو بروز مؤشرات سلبية عن وضع امني»، من جرّاء معلومات الأجهزة الأمنية عن عمليات «داعش» أو إعادة طرابلس إلى أجواء التوتير السياسي بعد التوتير العسكري، وفقاً بما كشف عنه النائب وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية مع L.B.C.I، جرى تقديمها من الخميس إلى الأحد بسبب توقف البرامج السياسية في شهر رمضان.
ولم يخف جنبلاط من ان يكون النظام السوري في معرض البحث عن فتنة «لانو بعد بيلعب فينا»، داعياً الرئيس سعد الحريري إلى عدم الانجرار إلى تشنج، وأن يبقى صوت الاعتدال والاستمرار في الحوار مع «حزب الله»، متوقفاً عند مواقف إقليمية متشددة لتركيا وبعض الدول كان لها دور في ما وصفه بـ«مؤامرة على الحريري داخلية وخارجية»، موجهاً نصيحة إليه بأن «يحترس من أقرب النّاس إليه في داره»، ملاحظاً ان لا فرق بين الوزيرين نهاد المشنوق واشرف ريفي، رافضاً ان يذهب لبنان إلى «ساحة صراع عربي – ايراني»، داعياً كلاً من الرئيس الحريري والسيّد نصر الله (الأمين العام لحزب الله) عدم الوقوع بالخطأ، مخاطباً نصر الله بالقول: «لبنان أهم من اليمن وسوريا»، رافضاً السير بالتمديد للمجلس النيابي أو اجراء الانتخابات على أساس قانون الستين، منتقداً الموقف المسيحي (القوات والكتائب) من تعطيل المجلس النيابي، ملمحاً إلى إمكان تعديل موقفه من ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى بعد إعلان «تفاهم معراب»، مدافعاً عن قناعته بأن «التنازل أهم من الفتنة».
وفي الشأن البلدي، وصف جنبلاط تعاطفه مع لائحة «بيروت مدينتي» بأنها «أهضم» مدافعاً عن عدم تقاسمه الحصص مع الأمير طلال أرسلان، معرباً عن اهتمامه بما حصل في كفرنبرخ بين الاشتراكيين و«القوات»، كاشفاً انه بصدد معاقبة حتى مرافقيه إذا تجاوزوا، وانه استبعد كلا من الوزير اكرم شهيب والنائبين علاء الدين ترو وغازي العريضي، وأمين السر العام ظافر ناصر في إطار المساءلة والمحاسبة.
ولم يتأخر الرئيس الحريري في الرد على دعوة جنبلاط، فغرد عبر «تويتر» قائلاً: «يا صديقي وليد بك خط الاعتدال مش موقف اخذناه، هو فعل قمنا به، الحسرة على يلي عم يقاتل في سوريا واليمن، نحن مشوارنا طويل وليد بك بدها صبر وحكمة».
ومع هذه الصورة التي تعكس السباق بين الاعتدال والجنوح إلى التطرف، تعود اللجان النيابية في بحر الأسبوع الطالع إلى عقد جلستين غداً والخميس لبحث قانون الانتخاب من أجل التوصّل إلى قانون حل وسط يسمح باجراء الانتخابات النيابية، سواء المبكرة أو في موعدها لمنع الانزلاق إلى خيارات التمديد أو المقاطعة، ولانقاذ النظام السياسي الذي يتآكل تحت ضربات الفساد والعجز والعقوبات الأميركية والتهديدات الأمنية.
ومن المؤكد من المواقف التي سيعلنها كل من الرئيس الحريري والسيّد نصر الله في اطلالات رمضان ستؤثر على المنحى الذي يمكن ان تسلكه التطورات، لا سيما في ما خص الحوار الثنائي، وسط أجواء لدى «حزب الله» ان تيّار «المستقبل قد ينسحب منها، وما هو مصير الاستحقاق الرئاسي مع تزايد القناعات السياسية والدبلوماسية بأن فرصة النائب سليمان فرنجية قد تراجعت إلى ما دون 50 في المائة.
لكن مصدراً في تيّار «المستقبل» نفى أن يكون هناك اتجاه لدى التيار بإعادة النظر في حواره الثنائي مع «حزب الله»، داعياً إلى انتظار ما سيعلنه الرئيس الحريري في إفطار غروب يوم الخميس المقبل من مواقف في شأن المستجدات السياسية.
في هذا الإطار، رأت مصادر سياسية أن كلام وزير الداخلية حول ترشيح فرنجية وظروفه قد يكون الضربة التي أطاحت به بعدما كشف النائب جنبلاط أن فرنجية ذهب بعيداً عندما زار باريس للاجتماع مع الرئيس الحريري، وهذا الأمر لم يرح السوري.
وتساءلت المصادر عمّا إذا كان النائب عون يقبل في البحث عن بديل له كمرشح للرئاسة كالعميد شامل روكز أو أي شخص آخر يسميه هو، باعتبار أن حزب الله لا يزال متمسكاً بترشيح عون، أو اعتباره الممر الإلزامي للرئاسة الأولى.
وفيما لوحظ في هذا الإطار انتقاد صحيفة «عكاظ» السعودية للوزير نهاد المشنوق على تصريحاته الأخيرة واصفة إياها بأنها كانت بمثابة «دعسة ناقصة» لسياسي يمتلك طموحاً لمناصب أعلى، جدد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري استغرابه لتصريحات الوزير المشنوق وتحميله مسؤولية الفشل السياسي للمملكة والقيادة السابقة لها، كاشفاً بأن تأكيدات تبلغها بأن لا علاقة للرئيس الحريري ولا لتيار المستقبل بها، رافضاً أن تكون المملكة «شمّاعة» لمن يريد أن يلومها على شيء لم يوفق على إنجازه في بلده.
سد جنّة
وفي ما خص مجلس الوزراء، كشف النقاب عن أن متابعة البحث في سد جنة ستنطلق من دراسات وتقارير لخبراء مثل مدير معهد البحوث العلمية الدكتور معين حمزة الذي وضع بين يدي الرئيس تمام سلام تقريراً منذ ستة أشهر توقف فيه عند مخاطر بيئية على تنفيذ السد في منطقة نهر إبراهيم، وانه بناء على ذلك فان وزير الزراعة سينسحب من تأييد تنفيذ مشروع السد بعد المعلومات والتقارير التي وصلت إلى قيادة الحزب الاشتراكي.
وقال مصدر وزاري مطلع أن الرئيس سلام متمسك بمقاربة هذا الموضوع من زاوية فنية – علمية – تقنية وليس من زاوية سياسية باعتبار أن لا خلاف على سياسة بناء السدود، وأن مائة مليون دولار التي انفقت ربما تكون موضع مساءلة، مع العلم أن تكلفة المشروع لا تقل عن 300 مليون دولار.
غير أن مصادر وزارية لم تشأ أن تؤكد أو أن تنفي إمكان بحث الملف داخل الحكومة مرّة ثانية في مجلس الوزراء الخميس المقبل، بانتظار استكمال كل النقاط حوله، مشيرة إلى أن أي بحث في الملف مجدداً من دون رغبة في معالجته يعني أن بنود جدول الأعمال الذي لا يزال قيد البحث قد لا تشق طريقها نحو الإقرار.
وقالت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللواء» أن الحلول يجب أن تكون فنية، وإذا بقي الملف يناقش سياسياً فان الأزمة ستطول، لافتة إلى إمكان استدعاء خبراء ومسؤولين لسؤالهم عن الملف وآثاره البيئية.
اما بالنسبة إلى ملف جهاز أمن الدولة، فقد علمت «اللواء» أن الوزراء لم يتسلموا أي تُصوّر جديد حوله، علماً أن الوزير ميشال فرعون الذي يلاحق هذا الملف عقد اجتماعا في الأسبوع الماضي مع الرئيس سلام بعيداً من الإعلام تركز حوله، استناداً إلى العديد من الملفات القانونية والإدارية والتنظيمية المختصة بهذا الجهاز.
وأشارت مصادر متابعة إلى أن الرئيس سلام أصبح على اطلاع كامل على تفاصيل الملف، لافتة إلى أن الأجواء بدأت تأخذ منحى ايجابياً مع بروز معلومات عن حل موضوع «داتا» الاتصالات التي يطلبها الجهاز، بالإضافة إلى اقتراب موعد إحالة نائب مديره العميد محمّد الطفيلي على التقاعد في 27 الشهر الحالي.
وأعرب الوزير فرعون لـ«اللواء» عن اعتقاده بأن يطرح الرئيس سلام حل هذا الموضوع على جلسة الحكومة الخميس في حال أصبحت لديه كل المعطيات المتعلقة به والتي كان ينتظرها، إلا أنه أشار إلى انه في حال لم يتم طرح الملف هذا الأسبوع فسننتظر اسبوعاً آخر لنثير هذا الأمر مع رئيس الحكومة.
يوم التجاوزات
في غضون هذه التطورات السياسية، سجلت أمس، مجموعة حوادث أمنية كانت لافتة إلى حدّ انها شكلت ظاهرة ملفتة، من بينها حوادث سير ذهب ضحيتها قتلى في زحلة والبترون، بالإضافة إلى جرائم قتل وحوادث متفرقة، فيما دهمت قوة من الجيش منزل في مجدل عنجر، وأوقفت صاحبه مع سوري كان برفقته بعد ان ضبطت من المنزل حزاماً ناسفاً وبندقية حربية وكمية من الذخائر وقنابل يدوية.
البناء
عاصفة الشمال السوري تستقبل رمضان… والحصاد يقرّر المسارات
معسكر «أشرف» للنصرة وترشيح قهوجي… أطاحا الحريري.. وفقاً لجنبلاط
العسيري يردّ على المشنوق ويبرّر لريفي… ومفاوضات على «سعودي أوجي»
صحيفة البناء كتبت تقول “كل شيء يقول إن معارك شمال سورية المؤجلة منذ الإعلان عن الهدنة في سورية نهاية شهر شباط، قد دقت ساعتها، فالثنائي التركي السعودي حشد كل ما يلزم لخوض آخر اختبارات القوة بدمج جبهة النصرة وسائر الجماعات المسلحة، وتقديم السلاح والمال وتأمين مرور الرجال، وما شهدته جبهات الريف الجنوبي منذ شهر تقول إن ما جرى إعداده جدي ويُؤخذ بالحساب، خصوصاً بعد معارك خان طومان وجوارها، بينما على ضفة سورية وحلفائها فقد منحت للعمل السياسي الذي أراده الروس كل الفرص والمهل لنيل تغطية أميركية وسعودية تركية لفصل النصرة عن سائر الجماعات المنضوية في العملية السياسية تحت لواء جماعة الرياض. ورغم فوز سورية وحلفائها بحرب تدمر بقوة الإفادة من الهدنة، بدا أن المزيد من الوقت يعني المزيد من الاستنزاف، وحصدت موسكو أكثر ما يمكن الرهان عليه من العمل السياسي بتغاضٍ أميركي عن حرب الشمال وعدم مشاركتها لحلفائها باعتبار الحرب مع النصرة حرباً على المعارضة، بل اعتبار الحرب على النصرة جزءاً من الحرب على الإرهاب ومراعاة لأحكام الهدنة والحرب على مَن ربط مصيره بالنصرة جزءاً من الحرب عليها.
المواجهات الدائرة على جبهات تمتدّ من الكستيلو شمال غرب حلب إلى ريفها الجنوبي وصولاً لأحياء الشيخ مقصود وبستان الباشا، ومثلها الغارات على مواقع قيادة ودفاعات النصرة في إدلب تقول إننا على موعد مع مواجهة ضارية تستهلك شهر رمضان وتزيد، وأن الحصاد النهائي لهذه المعركة سيحدد مصير المسارات المقبلة، فإن نجحت النصرة بفرض وجودها وتثبيت مواقعها، وتحوّلت المواجهة إلى حرب استنزاف تجمّدت تغييرات وفد الرياض التفاوضي، وبقيت المفاوضات معلقة، وإن فاز الجيش السوري وحلفاؤه، بالتلاقي مع الإنجازات على جبهة الرقة سيكون المسار السياسي محكوماً بالروزنامة التي فرضتها سورية وبوفد معارضة معدل يتناسب مع شروط صناعة حل سياسي يترجم بحكومة موحدة في آب المقبل تتولى مهمة ترتيب عنوان مرحلة سورية جديدة، يتصدرها نصر سورية والتسليم بقيادتها للحرب على الإرهاب، ومكانة الرئيس السوري التي تتصدر الموقف في كل حل سياسي.
على إيقاع ما تستعدّ له سورية يدخل لبنان في التشظي السياسي بالهزة التي أصابت تيار المستقبل وزعامة الرئيس سعد الحريري، بهجمات الوراثة من اليمين والشمال، بقيادة وتناوب الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق، في ظل تخلٍّ سعودي، ترجم بترك مقار شركة سعودي أوجيه تقع تحت أيدي من يهاجمونها ويحتلونها، فيما يجري الحديث عن تفاوض على بيعها كشرط لإنقاذها، وما يتضمنه ذلك من إخراج للرئيس الحريري من معادلة الاقتصاد السعودي، بينما تولى السفير السعودي علي عواض العسيري الردّ على كلام الوزير نهاد المشنوق وتبرير التعامل مع الوزير ريفي بصورة منحت كلام النائب وليد جنبلاط أبعاداً تتخطى ما قاله، بمحاولة ربط تلميحاته بما جرى تداوله في الغرف المغلقة، عن رغبة وزير الداخلية السعودي ولي العهد محمد بن نايف بتبني ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية بدلاً من النائب سليمان فرنجية. وهذا معنى قول جنبلاط إن الهدف من حملة المشنوق هو سحب ترشيح فرنجية لمصلحة مرشح لا أعلم مَن هو. وبالمقابل على قاعدة تلاقي جناحَي الرياض على نهاية الحريرية، يتبنى الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي ولي العهد محمد بن سلمان حلاً سياسياً أمنياً للوضع في سورية يتضمن الحفاظ على مسلحي المعارضة ومنهم مقاتلو جبهة النصرة، في لبنان بعد رفض تركي وأردني، ويجري التداول بحل شبيه لمجاهدي خلق الإيرانيين في العراق عبر ما عُرف بمعسكر أشرف، وهو ما اعتبر الحريري أنه غير ممكن التسويق لبنانياً لا في عرسال ولا في سواها، خصوصاً في الشمال، فكان الرد بدعم ريفي الذي يتبنى الخيار، وهو ما لمح إليه جنبلاط بقوله إن ثمة شيئاً ما طلب من الحريري ولم يرضَه فقبله ريفي.
لم تعد الحريرية قادرة على النوم على حرير سعودي، وفقاً لكلام جنبلاط، فماذا عساها تفعل؟
جنبلاط: أقبل بعون إذا كان خلاص المسيحيين
رغم الاسترخاء السياسي الذي ساد الساحة الداخلية في نهاية عطلة الأسبوع، إلا أن البلاد لم تخرج من تداعيات «قنبلة» وزير الداخلية نهاد المشنوق حول ترشيح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية وردود فعل الدول المعنية، كما لم تخلُ من مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط النارية ورسائله المرمّزة في أكثر من اتجاه، فأكد أن «هناك ساحة صراع ساخنة لإسقاط سليمان فرنجية للوصول إلى مرشح رئاسي جديد. مَن هو لا أعرف»، وأضاف في حديث تلفزيوني: «كنتُ معارضاً لعون قبل المصالحة المسيحية وأسير به رئيساً إذا رأى المسيحي في لبنان أن مصلحته وخلاصه عون».
وقال جنبلاط: «مطلوب شيء خارجي من ريفي على ما يبدو لم يقم به الحريري، وتوجّه للحريري بالقول: «لا تعود للخطاب السابق بوجه حزب الله والشيعة حتى ولو لم يبقَ بقربك أحد»، مشيراً إلى أنه «إذا انزلق الحريري الى الخطاب الطائفي والتجييشي فما الذي يميّزه عن المشنوق وريفي؟ المطلوب أن يبقى معتدلاً». ورأى أن هناك تحجيماً لسعد الحريري، داعياً الأخير الى الحذر من محيطه، مشيراً إلى أن «ريفي والمشنوق لا يريدان لسعد الحريري أن يكون الزعيم السني الأوحد في لبنان».
.. والحريري يردّ
وردّ الحريري في تغريدة عبر «تويتر»، على كلام جنبلاط بالقول: «يا صديقي وليد بك، خطّ الاعتدال مش موقف أخذناه هو فعل قمنا به، الحسرة على يلي عم يقاتل في سورية واليمن، نحن مشوارنا طويل يا بيك بدّها صبر وحكمة».
.. و«المستقبل»: لن ننتخب عون
وأشارت مصادر نيابية في تيار المستقبل لــ «البناء» إلى أن «لا تعديل على مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية والتواصل مستمر بين الحريري ورئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية في الموضوع الرئاسي». وشدد على أن «المستقبل لم يغير موقفه من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ولن ينتخبه في المرحلة الحالية ولا في المستقبل، لكن في حال تمّ التوافق عليه فتيار المستقبل لن يقاطع أي جلسة لانتخاب الرئيس، وإذا فاز عون فسنكون أول المهنئين». لكن المصدر «استبعد إحداث أي خرق على صعيد الملف الرئاسي في القريب العاجل».
.. ومبادرة فرنجية قائمة
وقالت مصادر مطلعة على الملف الرئاسي لـ «البناء» «إن مبادرة ترشيح فرنجية قائمة ولم يطرأ أي جديد عليها والأطراف الداعمون لها لم يغيّروا مواقفهم منها لا سيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، لكن العقدة تكمن باستمرار رفض العماد عون لها».
وأكدت المصادر أن «الحريري لا يزال يتمسك بهذه المبادرة ولا بديل عنها حتى الآن»، وأشارت إلى أن «الوزير فرنجية ومنذ البداية يقول إنه إذا رشح الحريري عون فلن يقف عقبة أمام ذلك».
«الكتائب»: لن نعطّل انتخاب الرئيس
وقالت مصادر نيابية في حزب الكتائب لـ «البناء» إن «الكتائب لن تنتخب فرنجية، لكن لن تعطل انتخاب الرئيس وما ينطبق على فرنجية بالنسبة لها ينطبق على عون، فلن تنتخبه إذا تم التوافق عليه، كما لن تعطل انتخابه»، لكنها أوضحت أن «عون يعتبر واجهة للمشروع الإيراني في لبنان وانتخابه رئيساً يؤثر على علاقات لبنان مع الخارج لا سيما دول الخليج، أما فرنجية فلا يأخذ لبنان إلى المواجهة مع الخارج». ولفتت المصادر إلى أن «علاقة الكتائب مع فرنجية جيدة، رغم بعض المحطات السوداء الماضية ولا تعارض وصوله للرئاسة، لكنها تؤيد انتخاب رئيس وسطي كقائد الجيش العماد جان قهوجي أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة».
.. وريفي ردّ على المشنوق
ولم تهدأ السجالات والتراشق الإعلامي بين المشنوق وتيار المستقبل وبين وزير العدل أشرف ريفي الذي ردّ في حديث تلفزيوني على المشنوق، معتبراً أن تبريره لترشيح فرنجية غير مقبول. وأوضح المشنوق كلامه الأخير حول مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، وقال على «تويتر»: «صحيح أنني لا أمثل المستقبل في ما قلته، لكن كلامي يمثل الضمير المستتر للمستقبل، وقد حانَ الوقت لقول الوقائع، كما هي ودون مواربة».
وقالت مصادر مستقبلية لـ «البناء» إن «كلام المشنوق الأخير عن ترشيح فرنجية يأتي في إطار التحليل الشخصي وليس في إطار المعلومات والمستقبل أعلن ذلك وأصدر المشنوق بياناً توضيحياً».
.. وعسيري رفض كلامه
وأبدى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، استغرابه لما صدر عن المشنوق بحق المملكة وتحميله مسؤولية الفشل السياسي للممكلة والقيادة السابقة لها، مضيفاً: «أن تأكيدات وصلتنا بأن لا علاقة له برئيس تيار المستقبل سعد الحريري ولا بتيار المستقبل»، لافتاً إلى «أننا نرفض أن تكون المملكة شمّاعة لمن يريد أن يلومنا على شيء لم يوفق على إنجازه في بلده».
وعن ريفي قال عسيري: «قبل أسبوع من العشاء الجامع كان ريفي وزوجته في ضيافتي إلى جانب عدد من الأصدقاء ووجّهت له الدعوة، ولكنني أحسست بعدم رغبته بالحضور، وبأن الأمر سيسبب له إحراجاً، ولذلك أعفيته من الموضوع»، لافتاً إلى أن «ريفي له مكانة في الحكومة اللبنانية وله دور في السياسة، ولكننا لا نتدخل في دعم فلان أو فلان للانتخابات. ونحن لا نتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية». وأكد عسيري أن «لا خلاف لنا مع الطائفة الشيعية، ومشكلتنا اليوم مع حزب الله الذي يقوم بتصرفات خاطئة». وتمنى عسيري أن «يتم انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة، لأن استمرار الفراغ ستكون له تداعيات سلبية دبلوماسياً وغيرها».
جلستان للجان المشتركة
على صعيد قانون الانتخابات النيابية، تعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعاً يوم الثلاثاء المقبل على أن تعقد جلسة ثانية يوم الخميس بناءً على نتائج اجتماع الثلاثاء، وذلك لاستكمال البحث في القانون المختلط المقدّم من الرئيس بري والمختلط المقدّم من «المستقبل» و «الاشتراكي» و «القوات».
وأكدت مصادر نيابية مشاركة في الاجتماعات أن «المجتمعين حققوا في الجلسة الأخيرة تقدّماً لجهة تقسيم الدوائر وتوصّلوا إلى النقطة المركزية وهي دائرة بعبدا، وتوقف النقاش حول إلحاق بعبدا بالشوف وعاليه، كما ورد في مشروع الرئيس بري أم ضمها إلى المتن كما ورد في مشروع المستقبل – الاشتراكي -القوات؟». وأشارت المصادر إلى أن «المشروع الحكومي لن يطرح للنقاش في جلسة اللجان المقبلة».
حوري لـ «البناء»: نرفض المشروع الحكومي
وقال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري لـ «البناء» إننا «إذا وصلنا إلى طريق مسدود في القانونين المختلطين فسنضع مجدداً الـ 17 مشروعاً على الطاولة». وشدّد حوري على أن «المستقبل ملتزم بالقانون الذي قدّمه مع «الاشتراكي» و«القوات» ولن يوافق على المشروع الحكومي، لأنه يتحدث عن نسبية كاملة، فيما المستقبل يرفض النسبية بمعزل عن عدد وتقسيمات الدوائر».
أمن الدولة إلى الواجهة
إلى ذلك تعود أزمة جهاز أمن الدولة إلى الواجهة مجدداً مع اقتراب موعد إحالة نائب مدير عام الجهاز العميد محمد الطفيلي إلى التقاعد الشهر الحالي.
وأوضح وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«البناء» أنه من «المبكر الحديث في هذا الملف، كما أن الموضوع بات في عهدة رئيس الحكومة الذي تعهد بإيجاد الحل المناسب وإخراجه من التداول السياسي والإعلامي والسجال بين الوزراء داخل مجلس الوزراء».
ولفت حناوي إلى أن «نائب المدير العام سيحال إلى التقاعد أواخر الشهر الحالي، وبالتالي سيعمل مجلس الوزراء حينها إلى تعيين نائب جديد بناءً على اقتراح رئيس الحكومة، لأن جهاز أمن الدولة يتبع قانوناً لرئاسة الحكومة».
وعن استمرار الأزمة بين المدير ونائبه في حال تعيين نائب جديد مكان العميد الطفيلي، لفت حناوي إلى أن «الحل بتطبيق القانون، كما ينص المرسوم التنفيذي لإنشاء هذا الجهاز والذي يقضي بأن أي قرار في الجهاز يحتاج إلى رأي نائب المدير»، واستبعد حناوي أن يتحوّل هذا الملف إلى أزمة جديدة في مجلس الوزراء».
.. وسدّ جنة إلى لجنة خبراء
وفي الموازاة يحضر ملف سد جنة مجدداً على طاولة مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل، بعد السجال السياسي حوله بين الوزراء في الجلسة الماضية، وأشارت مصادر وزارية لـ «البناء» إلى أن «النقاش في مجلس الوزراء في الجلسة الماضية كان تقنياً وحول سلبيات وإيجابيات المشروع لا سيما لجهة الأثر البيئي والجيولوجي، رغم دخوله في السجالات السياسية»، وأوضحت المصادر أن «المشروع أقر سابقاً في مجلس الوزراء، لكن هناك بعض العقبات التقنية طرحها وزير البيئة محمد المشوق وتتم دراستها لاتخاذ القرار المناسب في الجلسة المقبلة»، مرجحة أن يتجه المجلس إلى تكليف لجنة خبراء يمكن أن تكون دولية للإشراف ودراسة المشروع وتعلن إذا كان تنفيذ المشروع صالحاً، نظراً لأهمية هذا المشروع الذي يدخل في إطار استراتيجية المياه».
لبنان يرفض كل أشكال التوطين
على صعيد آخر، تزايدت المخاوف من توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد تجاهل مؤتمر باريس للسلام الفلسطيني «الإسرائيلي» في بيانه الختامي «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، لكن مصادر وزارية، قللت من هذه المخاوف، موضحة لـ «البناء» أن «الدستور اللبناني واضح برفض كل أشكال التوطين على لبنان إن كان اللاجئون الفلسطينيون أو السوريون»، مشيرة إلى أن «مؤتمر باريس لم ينجح أصلاً لكي يفرض أي توطين على لبنان كما أن إسرائيل ومن خلفها أميركا لم توافقا عليه»، ولفتت إلى أن «مبادرة السلام العربية واضحة لجهة حق العودة ما يشكل ضمانة للبنان ضد أي نية دولية للتوطين».
المصدر: صحف