كشفت دراسة علمية دقيقة أجريت على صخور نيزكين عتيقين سقطا على الأرض قبل 20 عاما، عن وجود “مكونات أساسية للحياة” بهما، مما يعد تحولا جديدا في مساعي البحث عن مخلوقات فضائية.
ويعتقد العلماء في وجود مياه ومواد عضوية على النيزكين، اللذين يبلغ عمرهما نحو 4.5 مليار سنة، أي ما يعادل تقريبا عمر الأرض، ورغم أن العثور على هذه المكونات فوق النيازك لا يعني أنها كانت عامرة بالحياة، فإن ذلك قد يشير إلى وجود حياة في مكان آخر من الكون.
ويعتقد أن نيزكي “زاغ” و”موناهانس” نشآ من حزام الكويكبات الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري، وقد تم فحصهما لدى سقوطهما على الأرض في المغرب وتكساس على الترتيب عام 1998، وعثر بهما على مياه، لكن في هذا الوقت لم تكن لدى العلماء التكنولوجيا اللازمة للبحث عن الأحماض الأمينية، وهي المواد الخام لجميع أنواع البروتينات.
ومع التطور العلمي والتكنولوجي، بات العلماء قادرين على تحليل التركيب الجزيئي لبلورات ملحية وجدت على صخور النيزكين، وأعلن قائد فريق الدراسة كويني تشان، وهو باحث في جامعة بريطانيا المفتوحة، العثور على أحماض أمينية بها.
وقال تشان: “جمعنا بلورات متناهية الصغر من النيزكين، وتم حلها بالماء حتى يمكننا استخراج الأحماض الأمينية وفصل أي مكونات عضوية لتحليلها، أجرينا تجاربنا في أحد أفضل المعامل في العالم في ناسا، مما يعني تجنب أي احتمال للتلوث حتى بالغبار العالق في الهواء”.
وقال تشان إن فريقه البحثي يعتقد أن الملح الذي عثر عليه فوق “زاغ” و”موناهانس”، تكون في “سيريس”، وهو كوكب قزم في حزام الكويكبات، بينما النيزكين نفسيهما مصدرهما كويكب آخر في الحزام ذاته، وفسر ذلك قائلا: “كل بلورة ملحية، التي يبلغ طولها نحو مليمترين وتتميز بلون أزرق، هي في الأساس قطعة صغيرة مليئة بالمكونات العضوية الأساسية للحياة، الشيء الأكثر إثارة للذهول أن بلورات الملح من النيزكين يعتقد أنها أتت من سيريس، أكبر كويكب في حزام الكويكبات، مما يرجح أنه يمكن أن يكون مكانا مناسبا للحياة”.
إلا أن تشان أشار إلى أنه في وقت ما، وصلت درجة حرارة النيزكين إلى 950 درجة مئوية، مما يعني أن أي أثر للماء به قد يكون تلاشى، و”هذا يثبت لنا أن بلورات الملح من ناحية والنيزكين من ناحية أخرى، أتيا من كويكبات مختلفة”.
المصدر: سكاي نيوز