ما بين علماء دين ومخاتير ورؤساء بلديات وفعاليات شعبية من مناطق عدة في لبنان، تشكَّل وفد لبناني متنوع اتجه الى دمشق، حيث اجرى جولة واسعة ضمن العاصمة وريفها، شملت مراكز عديدة.
من المسجد الأموي وقراءة الفاتحة على ضريح العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي، إلى دار الإفتاء في دمشق ولقاء الفتي العام للجمهورية العربية السورية، ومن هناك لزيارة مقام العقيلة زينب سلام الله عليها، تتالت مراحل الزيارة.
هذه الجولة مضمونها الوفاء لسورية، وهذا ما أكده الشيخ حسين غبريس عضو تجمع العلماء المسلمين، خلال حديثه لموقع قناة المنار، مضيفاً أن الوفد هذا جاء ليقول أنه مع سورية شعبا وقيادة وحكومة، والسبب برأيه المتجرد، أن سورية استطاعت أن تدفع عن الأمة العربية والإسلامية كل الأذى، واستطاعت أن تستمر أيضا رغم كل الضغط والحروب إضافة لهجمة العشرات من الدول بمحاولة ثني سورية عن موقفها، إلا أن سورية بقيت صامدة تدافع عن الأمة. كما اعتبر أن ما شاركت به المقاومة مع سورية في الدفاع ما هو إلا أقل الواجب للدفاع عن القلعة الشامخة التي ستبقى شامخة.
بدوره الشيخ ابراهيم بريدي عضو تجمع العلماء المسلمين، وبعد استكمال جولته ضمن زيارته سورية، صرح لموقعنا أن سورية هي أيضا بلدهم، وانهم جاؤوا بعد هذه السنوات العجاف من الفتنة، لتأدية تحية الإكبار لسورية على دورها المقاوم بعد ان دفعت ضريبة هذه الأمة، حيث يؤكد أنه “لو استطاعت الجماعات التكفيرية أن تحل في هذه الأرض لهددت شعوباً ودولاً وفئاتٍ طوائفَ ومذاهبَ كثيرة”. لكن وقوف سورية بقياد الرئيس الأسد منع تمدد كل هذا الخطر وأوقفه.
الوفد اللبناني ضم أيضا الباحث في علم الاجماع السياسي جمال شهاب المحسن آتياً مع من رافقه باسم إقليم الخروب في جبل لبنان، وتحدث من منظور علمي تاريخي عن حتمية انتصار المقاومة وشعوب المنطقة وصولاً إلى تحرير فلسطين، التي هي جزء من بلاد الشام.
فلسطين ومقدساتها لم تغب عن جوهر هذه الزيارة، وحضرت بين الزائرين والمستقبلين في دمشق كما تحضرهم في لبنان، وأكد مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون أهمية الزيارة ومضمونها وما تحمله من معاني وحدة الشعبين السوري واللبناني وما تحمله أيضا من مقومات استمرارية المقاومة وحتمية انتصارها وصولاً إلى بيت المقدس وتحرير كافة مقدسات الأمة.
تنتهي الزيارات، ولكن يبقى مضمونها راسخا في متابعة نتائجها، فزيارة هذا الوافد اللبناني الذي ضم ممثلين عن غالبية شرائح الشعب اللبناني ولاقى كل الترحاب في دمشق، ما هي إلا ثمرة أصالة الشعبين السوري واللبناني، وثمرة انتصارات المقاومة، التي ستثمر بدورها زيادة في الانفتاح بين ضفتي البلدين خلال المستقبل القريب.
المصدر: موقع المنار