ها هي مريمُ ابنةُ عمرانَ قد اَقبلت تحملُ طفلَها المعجزةَ المسيحَ دليلَ عِفَّتِها وبراءَتِها من افتراءاتٍ رجمَها بها صهاينةُ ذاكَ الزمانِ السحيق، وقد نَذَرَت لربِّها عن الكلامِ صياماً.
وها هي فلسطينُ اليومَ تستقبلُ عيسى بنَ مريمَ روحَ الله، وصهاينةُ اليومِ يَعملونَ لسلبِها روحَها القدسَ الشريف، ويدأبون على اسكاتِها وخنقِ انفاسِها بالقمعِ والحصارِ والاستيطانِ على مرأىً ومسمعٍ من اخوتِها المتخاذلين.
وتشيرُ الى من كانَ في المهدِ صبيّاً أنْ حَدِّث كيف تخلَّى عني العربانُ وتركوني سبيةً لعقود، كيفَ تآمروا وباعوني بكراسيِّهم والوعودِ الاميركيةِ بالمناصبِ الملَكية، خبِّرهم أنَ الادارةَ الاميركيةَ ماضيةٌ في جريمةِ العصر، وتستعدُّ لان تُخرجَ من أدراجِها السوداءِ قراراتٍ جديدةً بشطبِ حقِ العودةِ ويهوديةِ الدولة، لا بل شطبِ حقِ الوجودِ الفلسطيني في المدينةِ المقدسةِ معَ ضلوعِ بعضِ زعماءِ الامةِ في الجريمةِ ودسِّ البعضِ الاخرِ لرؤسِهم في الرمال.
فوزيرُ الاستيطانِ الصهيوني قدَّمَ عرضاً لبناءِ ثلاثِمئةِ ألفِ وِحدةٍ استيطانيةٍ في القدسِ بعدَ قرارِ ترامب المشؤوم، أيْ مدينةٍ داخلَ المدينةِ المقدسةِ تمهيداً لطردٍ تدريجيٍ لاهلِها بحججٍ كثيرةٍ ومتنوعةٍ سيختلقُها الصهاينة.
لكنْ وبرغمِ المحن، ها هي شجرةُ المقاومةِ تَبسُطُ اذرعَها عالياً لتظَلِّلَ القدس وكلَّ فلسطينَ وجذورُها تمتدُ عميقاً لتصلَ خيبرَ وحطين، أنْ هُزِّي اليكِ بِجِذْعِها تُساقِطْ عليكِ آلافَ آلافِ المقاومينَ وأضعافَ اضعافِهم من المناصرينَ هاتفين: عالقدس رايحين شهداء بالملايين.
المصدر: قناة المنار