اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال كلمة له في الاحتفال الذي اقامته جامعة المصطفى في ذكرى المولد النبوي الشريف في قاعة الجنان أن “تخلي بعض الأنظمة العربية الرسمية عن مسؤولياتها تجاه القدس، وتآمر البعض منها على القضية الفلسطينية، شجعا ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني”.
واعتبر ان “القرار هو تهديد وعدوان ويمهد لخطوات أخرى تبدأ بوضع اليد على بقية الأراضي الفلسطينية مرورا بشطب حق العودة وانتهاء بوضع اليد على المسجد الأقصى وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا”..
ورأى أن “هذا التهديد، بالرغم من المخاطر، بدأ يتحول إلى فرصة حقيقية لمصلحة القدس وفلسطين، بفعل المواقف والحراك الشعبي الواسع الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي على امتداد العالم”، مشيرا الى “دلالات وإيجابيات كبيرة حصلت خلال أسبوع واحد على قرار ترامب، حيث ظهر بشكل واضح أن الذين كانوا يراهنون على نسيان الشعوب للقدس بدا رهانهم خاطئا وخائبا، ففلسطين والقدس لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الأمة، والتضامن الشعبي الواسع التي حظيت به القدس خلال الاسبوع الماضي كشف أنها ليست وحدها، وأن الأمة لم تتخل عنها وأن الشعب الفلسطيني في الداخل لم يتعب ولم يكل، وهو مصمم على مواصلة المواجهة وصولا الى انتفاضة ثالثة، ولكنه في حاجة الى المساندة الشعبية والتضامن الشعبي معه في كل الساحات والميادين، ولذلك ينبغي أن يتصاعد الحراك الشعبي على امتداد العالم وأن يتواصل ويستمر بزخم أكبر وبقوة، لأن ذلك يعطي دفعا معنويا كبيرا للمنتفضين في الداخل ويزيدهم قوة وعزما وتصميما على مواصلة الانتفاضة”.
واعتبر دعموش أن “من إيجابيات ما حصل انه أكد أن طريق المفاوضات عقيم وفاشل وغير مجد، وان أميركا ليست وسيطا نزيها ولا يمكن أن تكون راعية للسلام في فلسطين والمنطقة، ولا يمكن الوثوق بها ولا الركون اليها، والأولوية عادت لتكون للقدس وفلسطين ولا سيما لدى محور المقاومة”.
وقال “لقد ظهر للجميع بعد فشل خيارات التسوية والمفاوضات، أن الخيار الوحيد المجدي هو خيار المقاومة”، داعيا الى “تحويل استراتيجية المقاومة الى خيار ليس للأحزاب والقوى والفصائل والدول التي تؤمن بالمقاومة فقط، بل إلى خيار حقيقي لكل الدول العربية والاسلامية ولأحزابها وقواها وتياراتها وشعوبها، لأنه الخيار الذي أثبت جداوه في لبنان وفلسطين وقدرته على تحرير الأرض واستعادة المقدسات والحقوق المسلوبة، وهو القادر على إبقاء القدس عاصمة أبدية لفلسطين”.
واوضح الشيخ دعموش أنه بـ “أقل الواجب المطلوب من القمة الإسلامية في اسطنبول هو اتخاذ اجراءات حقيقية تكون بمستوى آمال الأمة وتطلعاتها وتفضي إلى عزل اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية حتى العودة عن القرار”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام