رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في بيروت آخر تطورات الانتخابات النيابية والاختيارية بعد اختتام الجولة الرابعة والاخيرة في شمال لبنان. كما كان للصحف وقفة على نتائج هذه الانتخابات ودلالاتها وخاصة فيما يتعلق بموضع الاحزاب وما حققته من نتائج في هذه الانتخابات.
النهار
أيار البلديات قرع جرس إنذار للأحزاب .. لا استثناءات في العقوبات المالية الأميركية
انتهى الشهر الانتخابي الطويل، وطويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية على تأكيد الخيار الديموقراطي لدى اللبنانيين الذين أكدوا رفضهم تأجيل الاستحقاقات الدستورية وعبّروا عن رفضهم في صناديق الاقتراع، كما “تمردهم” الجزئي على الأحزاب في ظاهرة لافتة عمت مختلف المناطق والطوائف ولم تكن بادية في استحقاقات سابقة. فبعد بيروت التي حصدت فيها لائحة “بيروت مدينتي” كمّاً كبيراً من الأصوات في مواجهة تحالف حزبي واسع، وبعلبك في مواجهة “حزب الله”، وزحلة في مواجهة التحالف الحزبي المسيحي، والمتن الشمالي الذي ظل فيه النائب ميشال المر متقدماً، ها هو الشمال يؤكد هذه الظاهرة مع عجز التحالف الحزبي الطرابلسي عن تحريك المواطنين ودفعهم الى الاقتراع، وفوز اللائحة المدعومة من الوزير بطرس حرب على الثنائي “التيار-القوات” في تنورين، وفوز تحالف النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل ضاهر على الثنائي نفسه في القبيات، وفوز مخاتير مناوئين للنائبة ستريدا جعجع في بشري، كما في بلدات وقرى أخرى. ولا يلغي هذا الواقع النتائج الكبيرة التي حققتها الأحزاب والتي يمكن ان تتبدد قبل الاستحقاق المقبل اذا لم تلتزم وعودها الانتخابية في ظل تراجع دور المال الانتخابي وتجرؤ مجموعات عدة، حتى من داخل الخط السياسي نفسه، على مواجهة الممسكين بالقرار.
وقد خلطت الانتخابات البلدية كل الأوراق والتحالفات وجمعت المتناقضات، فنشأت تحالفات جديدة موقتة وغالباً غير منسجمة مع المواقف المعلنة لاصحابها، وألغت الاحادية حتى داخل المجتمع الشيعي الذي ظل ممسوكاً منذ ما بعد الحرب، فنشأت ثنائيات تنذر بمتغيرات وتكاد تقضي على مشروع اعتماد النسبية في قانون الانتخاب الجديد. فـ”المصيبة” البلدية ستعيد توحيد مساعي الأحزاب والطبقة الحاكمة قبيل الانتخابات النيابية في أيار 2017، وربما عجلت في الاتفاق على ابقاء القانون الأكثري المعتمد، أي قانون الستين.
أما في النتائج، فطرابلس للائحة الائتلافية التي جمعت كل قوى المدينة، واحتفظ “تيار المردة” بزغرتا المدينة وعدد من قراها، كما في قرى وبلدات في قضاءي الكورة والبترون، و”القوات” في مدينة بشري وعدد من القرى، كذلك فاز التحالف المسيحي الثنائي مع عائلات في عدد من القرى.
وبعد إنتهاء الاستحقاق البلدي تتجه الأنظار هذا الاسبوع الى ثلاث محطات نيابية وحكومية:
نيابياً، تعقد اللجان النيابية المشتركة جلسة الاربعاء لمتابعة البحث في قانون الانتخاب وسط مؤشرات لوجود توجه لدى بعض الكتل النيابية الى الخروج من الحلقة المفرغة التي يدور فيها البحث من دون معرفة كيفية تحقيق هذا الخروج.
وفي اليوم التالي، أي الخميس، يحاول مجلس النواب عقد جلسة جديدة تحمل الرقم 40 لإنتخاب رئيس للجمهورية، وهي الاولى بعد إجتياز عتبة العام الثاني للفراغ الرئاسي.
أما حكومياً، فيعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس وسط تخوّف مصادر وزارية عبر “النهار” من إنفجار الخلاف على بند سدّ جنّة والذي لم يصل اليه البحث في الجلسة السابقة.
الحصار المالي
واذا كانت الحكومة تعالج الملفات التي تجد حلاً لها خارج السرايا لتحضر على الطاولة، فان ثمة ملفات يعجز المجلس عن التعامل معها، منها ملف توطين السوريين والحصار المالي على “حزب الله” والذي يصيب البلد بأكمله.
فبعدما أنهى مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر زيارته للبنان أول من أمس، اتضح من مصادر متعددة تأكيده عدم قبول ادارته باستثناءات في تنفيذ قانون العقوبات المالية يستفيد منها نواب الحزب ووزراؤه والعاملون معه، فضلاً عن جمعيات خيرية له ومؤسّسات اجتماعية وتربوية واستشفائية. وجدّد ذلك الغضب لدى قادة الحزب لأنهم أدركوا الصعوبات التي ستعانيها مؤسّساته المتنوّعة كما شعبه. إذ كيف يمكن تأمين الأدوية والمعدّات لمستشفياته ومراكزه الصحية ومؤسّساته الأخرى؟ وهل يسلم العاملون فيها من أطباء وغيرهم من آثار العقوبات؟ كما أعاد القلق لا بل الخوف إلى المصارف وأصحابها وجمعيتها وحتى المودعين فيها، إذ وجدوا أنفسهم بين نارين: نار التطبيق الاستنسابي للمراسيم التطبيقيّة من دون موافقة “خزانة” أميركا وتالياً الخروج من النظام المصرفي الأميركي العالمي، ونار المواجهة مع “حزب الله”.
وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان المرونة، أو التفهم الذي أبداه غلايزر لم يصل الى حد التهاون في التطبيق، وهذا الموضوع يشكل تحدياً للحكومة المسؤولة أمام الشعب اللبناني، والتي لا قدرة لها على الرفض، ويدرك الحزب ذلك تماماً.
التوطين
على صعيد آخر، تطرق وزير العمل سجعان قزي في تصريح لـ”النهار” الى “تقارير المنظمات الدولية التي تتحدث عن بقاء طويل للاجئين السوريين في لبنان، هذه المنظمات تبدي تجاه لبنان مشاعر عاطفية وتقدر ضيافته للسوريين، لكنها في المقابل تؤكد أن على لبنان أن يتحمل المزيد”.
وقال إن “ثمة لوبي دولي مهمته تسويق بقاء السوريين في لبنان، إذ أن بعض المنظمات الدولية تستدعي عمداء واساتذة جامعات كبرى في لبنان لتزويدهم معلومات تهدف الى تسويق تثبيت اللجوء السوري في لبنان على أن ينقلوا بدورهم هذه الفكرة الى طلابهم، لكي يكون هناك قبول في مجتمع الشباب للاجئين السوريين. كذلك يصار الى دعوة الهيئات الاقتصادية من المنظمات الدولية والبنك الدولي ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد، لشرح ايجابيات توظيف السوريين في لبنان. اضافة الى تجنيد باحثين من الخارج لنشر ثقافة البقاء السوري… وأكثر فإنه يتم تنظيم ندوات ومؤتمرات بين لبنان وعدد من الدول تكلف ملايين من الدولارات لتسويق هذه الفكرة”.
واقترح للمعالجة “اقفال الحدود، على أن لا يسمح لأي سوري بدخول لبنان عند عودته من سوريا، عدم اعطاء بطاقات اقامة في لبنان طويلة الأمد، الحد من اجازات العمل ، البحث عن نقل عدد كبير من اللاجئين الى دول اخرى، وتأليف وفد لبناني سياسي لطرح مشروع رفض التوطين”.
ودعا إلى “النفكير الجدي في وضع برنامج تدريجي لعودة السوريين إلى سوريا قبل انتهاء الحرب وإلا ستبدأ حرب أهلية بين اللبنانيين والسوريين في لبنان. فالحرب الأولى كانت بين الشعب اللبناني والجيش السوري، ولكن اليوم ستكون بين الشعبين”.
السفير
تنورين والقبيات تصدمان «تفاهم معراب».. وفتفت يسقط في الضنية
مفاجأة طرابلس: ريفي يهزم «التحالف العريض»!
من الآن وحتى أيار 2017، سيصيب الملل يوميات اللبنانيين. انتهت الانتخابات البلدية والاختيارية ولا رئيس للجمهورية لليوم السابع والثلاثين بعد السبعمائة.. والحبل على الجرار.
انتهت الانتخابات البلدية ولا مجلس نيابياً يمارس صلاحياته ولو بالحد الأدنى، حتى قانون الانتخاب سيبقى عصياً على هيئته العامة، في انتظار «جنرال» الوقت الذي يبدو أنه سيضع الجميع أمام حتمية «قانون الستين».. إلا إذا ارتأى البعض أنه لم يعد يناسبه، وكل نتائج المراحل الأربع من الانتخابات البلدية تدل على أن النسبية لم تعد تناسب معظم أركان الطبقة السياسية.
انتهت الانتخابات البلدية في الشمال، وما أن تعلن نتائجها الرسمية النهائية، اليوم، حتى تتفرغ القوى السياسية لأخذ العبر والخلاصات منها، خصوصاً ببعدَيها السني والمسيحي، لما لهذين المكونَين الطائفيَّين، من حضور وازن في معظم أقضية محافظتي الشمال وعكار.
وتكفي إطلالة على النتائج الأولية من تنورين في البترون حتى القبيات في أقاصي عكار، مروراً بطرابلس والميناء والضنية، للقول إن معطيات الشمال تتبدل وتتغير بأسرع مما كان يتوقع، وبالتالي، ثمة وقائع جديدة، لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها في السياسة والإنماء.
أسدل الستار، أمس، على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، مع انتهاء الجولة الأخيرة في محافظتي الشمال وعكار اللتين أقفلت صناديق الاقتراع فيهما على نسبة إجمالية تجاوزت الـ 45 في المئة.
ويمكن القول إن انتهاء الانتخابات بهدوء، يؤكد أن لا محاذير أمنية في أي من مناطق الشمال، وإن ما شهدته الفيحاء كان اختباراً ناجحاً للخطة الأمنية التي أقفلت محاور القتال قبل سنتين. وما شهدته عكار لا سيما القرى الحدودية، المتاخمة لسوريا، أكد أنها محصنة تماماً من أي تداعيات أمنية ناجمة عن الحرب الدائرة هناك.
ومن المفترض أن يؤسس نجاح هذا الاستحقاق البلدي للانتخابات النيابية في العام المقبل، والتي لم يعد هناك أي مبرر لعدم إجرائها، لا سيما بعد الجهوزية التي أبدتها وزارة الداخلية في هذا الإطار، وهي أتمت كل الجولات الانتخابية على خير ما يرام، وفي ظل الضغط الشعبي الذي يتنامى من أجل منع حصول التمديد الثالث للمجلس النيابي.
ولا شك في أن الخريطة السياسية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار سوف تتحكم بمسار الانتخابات النيابية المقبلة فيهما، لا سيما على صعيد مؤشرات تبدل موازين القوى والتحالفات المستجدة في أقضية ومناطق مختلفة.
ومن أولى هذه المؤشرات تبدل المزاج السني تجاه «تيار المستقبل» الذي تلطى خلف العائلات في كثير من المناطق التي كان يعتبرها خزاناً شعبياً له، لتلافي خوض معارك انتخابية فيها، وهو خاض معركة طرابلس بوجه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، من دون إغفال معاني الأرقام التي حققتها اللائحة الاعتراضية التي أطلق عليها البعض تسمية «بيروت مدينتي الشمال»، وبات أشرف ريفي يملك حقاً حصرياً باستثمار نتائجها المفاجئة لا بل الصادمة للجميع.
واللافت للانتباه أن نجيب ميقاتي تحكم بداية بمفاوضات التوافق البلدي، ومن ثم بتسمية رئيس لائحة «لطرابلس» الدكتور عزام عويضة، وكان الداعم الأكبر لها من خلال ماكينته التي ملأت عناصرها الشوارع أمام مراكز الاقتراع، في الوقت الذي انعدم فيه حضور ماكينة «تيار المستقبل»، مقابل حضور ماكينة النائب محمد الصفدي و «جمعية المشاريع» (الأحباش).
وفي الوقت الذي أشارت فيه النتائج الأولية قرابة الواحدة والنصف من فجر اليوم (200 قلم من أصل 295) إلى خرق «لائحة قرار طرابلس» المدعومة من أشرف ريفي لائحة «لطرابلس» المدعومة من التحالف السياسي، بنحو اثني عشر مقعدا على الأقل (من أصل 24)، فإن وزير العدل المستقيل، الذي توقع الفوز بغالبية المقاعد، يكون قد نجح ليس في تحريك المياه الراكدة انتخابياً في عاصمة الشمال، بل في فرض نفسه كلاعب أساسي في طرابلس لم يعد بمقدور «المستقبل» ولا زعيمه سعد الحريري ولا مظلته الإقليمية (السعودية) تجاوزه، خصوصاً في ضوء ما نسب من كلام لمسؤولين سعوديين بأنهم لن يسمحوا لريفي «بأن يرفع رأسه بعد الآن»!
ويرى بعض المراقبين أن ريفي كان مضطراً لمواجهة الحصار السياسي الذي حاول الحريري أن يفرضه عليه، وهو تمكن من استثمار كل مناخ الاحتجاج ضد «المستقبل» وإرباك قيادته وشعاراته وتراجع خدماته وتعمق أزمته المالية، بدليل أنه استدرج التحالف السياسي العريض إلى معركة مع لائحة مكتملة جاءت أرقامها لتثبت أنه لم يعد بمقدور أحد تجاهل حضوره في المدينة.
كما برزت مؤشرات تراجع «المستقبل» في الضنية حيث أشارت أرقام غير رسمية إلى خسارة اللائحة المدعومة من النائب أحمد فتفت في بلدته سير أمام لائحة رئيس البلدية الحالي أحمد علم، وإلى تقدم اللائحة المدعومة من النائب جهاد الصمد على لائحة النائب قاسم عبدالعزيز في بخعون، فضلا عن فوز لائحة محمد سعدية في دير نبوح الذي يخوض مع «المستقبل» معركة رئاسة اتحاد بلديات الضنية.
ويؤكد ذلك أن ثمة أزمة كبيرة ترخي بثقلها على «المستقبل»، قد لا تكون متعلقة فقط بشح الأموال، إنما بالتعاطي السياسي، خصوصا أن «التيار الأزرق» يحرص على التأكيد دائما بأن بديله الطبيعي كتيار معتدل هو السلفية الجهادية أو التطرف، في حين أثبتت الوقائع عكس ذلك، حيث أن نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وفيصل كرامي في طرابلس وجهاد الصمد في الضنية كلهم من رموز الاعتدال.
ويبدو واضحاً على الصعيد المسيحي، أن ثمة معركة وجودية تخوضها بيوتات وقيادات سياسية مسيحية ضد تحالف «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» الذي يسير وفق رؤية أنه يمثل 85 في المئة من المسيحيين في لبنان، ضارباً عرض الحائط كل البيوتات المسيحية التاريخية التي أظهرت المعارك الانتخابية أمس شراستها في الدفاع عن وجودها.
ففي البترون، تمكن بطرس حرب من هزيمة لائحة «تفاهم معراب» بالكامل (ربحت لوائح العائلات في 11 قرية بترونية فيما لم يتجاوز عدد القرى التي فاز فيها تحالف «التيار و «القوات» أصابع اليد الواحدة)، وشكلت معركة القبيات، عنوان هزيمة ثانية لـ «تفاهم معراب»، إذ أظهرت النتائج غير الرسمية فوز اللائحة المدعومة من هادي حبيش ومخايل الضاهر و «الكتائب» بـ 15 مقعدا مقابل 3 مقاعد للائحة المدعومة من «القوات» و «التيار الحر».
وضربت ظاهرة حنا غريب في عكار الداعم للمرشح فادي بربر لرئاسة بلدية رحبة، نفوذ الرئيس عصام فارس في البلدة التي يترأس مجلسها البلدي مدير أعماله في لبنان سجيع عطية، والذي ترشح مجددا متحصنا بدعم فارس له، لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهت سفن عطية فخسرت لائحته أمام بربر.
وكذلك حصّن رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية نفسه أمام التحالف المسيحي الذي خاض معاركه هذه المرة على أرضه الشمالية، ففاز مع حليفه ميشال معوض في زغرتا، وفي عدد من بلدات القضاء، في حين كانت المنافسة على المنخار في البلدات الكورانية، حيث تحالف «المردة» مع «الحزب القومي»، وفي بلدات أخرى مع «المستقبل»، وكذلك في البترون مع الوزير بطرس حرب.
اللواء
طرابلس تكسب معركة الإنماء.. وتنورين والقبيات تخذلان «تحالف معراب»
سلام يؤكّد على انتخاب رئيس ومجلس نواب جديد.. والحريري يلتقي أمير الكويت اليوم
في الأحد الانتخابي الرابع من أيار 2016 طويت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية، على مستوى الاقتراع، وانضمت محافظات طرابلس والشمال إلى العاصمة وسائر المحافظات اللبنانية التي سبقتها، مسجلة مستوى مرموقاً من النضوج البلدي والوطني، بصرف النظر عن إشكالات من هنا أو هناك، ويمكن للدولة، ممثلة بوزارة الداخلية وأجهزتها الإدارية والأمنية، أن تحتفل بنجاح هذه العملية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعلق اللبنانيين بالخيار الديموقراطي والتمسك بالسلم الأهلي كبديل من القصف والقتل والحسم بالحديد والنار.
وهذه النتيجة الوطنية، ستكون مدار تعليق الرئيس تمام سلام الذي يقرأ اليوم دلالات نجاحها إيجاباً على مسيرة الاستقرار وفتح الباب أمام الانتخابات النيابية، في حين يعقد الوزير نهاد المشنوق مؤتمراً صحفياً يعلن خلاله التقييم لنجاح هذه التجربة في الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية المعروفة، وذلك، على بعد كيلومترات قليلة من دوي المعارك والسيارات المفخخة في دمشق وبغداد وغيرها من محافظات هذين البلدين، في ظل تعثّر المفاوضات أو التوصّل إلى تسويات سياسية توقف الحرب.
وسط هذه الأجواء، وصل الرئيس سعد الحريري منتصف الليلة الماضية إلى دولة الكويت، في زيارة يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعدداً من كبار المسؤولين، ويعرض معهم آخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ويرافق الرئيس الحريري النائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري.
شكّلت طرابلس عاصمة الشمال، تجربة فريدة من لمّ الشمل الإسلامي والوطني، بعد نجاح الخطة الأمنية وإنهاء حرب المحاور بين باب التبانة وجبل محسن، حيث عبّرت «لائحة لطرابلس» عن توق سكان المدينة لمباشرة ورشة إنمائية أكدت القيادات المؤتلفة على ضرورة انطلاقها بأسرع وقت، بعد قلب صفحة التنافس، واعتبار أن مدينة طرابلس هي لكل أبنائها مسلمين ومسيحيين وعلويين، وأن اللائحة الفائزة معنية بتوفير الخدمات وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المدينة لمصلحة سائر أبناء الفيحاء.
ومن الثابت، برأي مراقبين للمزاج الشعبي والانتخابي لعاصمة الشمال، أن نسبة الاقتراع التي بلغت 27 في المائة، حافظت على النسبة التي حدثت في دورة الـ2010، ولم يؤثر الوضع المستجد سواء في ما خصّ اللائحة التي دعمها وزير العدل أشرف ريفي، والتي جمهورها هو نفس جمهور «المستقبل»، أو اللائحة الثالثة التي ترأسها النائب السابق مصباح الأحدب، على طبيعة القوى التي تشكّل الثقل السياسي والانتخابي في طرابلس.
وتميزت الانتخابات في طرابلس، ليس فقط بهدوئها والحفاظ على روح المنافسة، ولو داخل البيت الواحد، بأن كثافة الاقتراع جرت في الساعة الأخيرة، قبل إقفال صناديق الاقتراع، ليس في أحياء المدينة، بل في جبل محسن، في ظل المعلومات إلى الحاجة للتصويت من الجبل، إما لدعم المرشحين العلويين، أو لمنع حصول خرق من اللائحة المدعومة من الوزير ريفي للائحة التوافقية.
ونامت طرابلس على مفاجأة أنه من الممكن أن تتكرس بنتائج الفرز البطيء، أو تتلاشى، وتتمثل هذه المفاجأة بخرق بعدد من المرشحين في لائحة «قرار طرابلس» للائحة «لطرابلس» التي يرأسها الدكتور عزام عويضة.
القبيات.. تنورين
وإذا كانت نسبة الاقتراع في القبيات تجاوزت الـ55 في المائة وفي تنورين 60 في المائة، فان دلالة المواجهة في هاتين المدينتين في قضاءي البترون وعكار، حملت خذلاناً لتحالف معراب المكون من «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
وفي رأي مصدر انتخابي شمالي أن الهزيمة التي مني بها التحالف في القبيات يمكن اعتبارها هزيمة مباشرة لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي تولى شخصياً إدارة معركة القبيات في وجه خصمه التاريخي النائب السابق مخايل ضاهر والخصم المستجد النائب الحالي هادي حبيش اللذين تحالفا مع حزب الكتائب والعائلات في القبيات فضلاً عن رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو.
وفي تنورين، وصف هذا المصدر، كسب وزير الاتصالات بطرس حرب للمعركة البلدية، عبر فوز اللائحة التي دعمها برئاسة بهاء حرب، بأنها هزيمة «للتيار الوطني الحر» ولرئيسه جبران باسيل الذي أيقن مع حلول الساعات الأولى لبدء العملية الانتخابية أن فرص معركته بالتحالف مع القوات ضعيفة، معتبراً أن الوقت سيأتي لمراجعة السلبيات والخروقات، وعدم التزام أعضاء التيار باللوائح المسماة من القيادة، مشيراً إلى ان الخرق في تياره هو اقل من الخرق في احزاب وتيارات أخرى.
زغرتا
ومن زغرتا، حيث اقترع المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية مرتاحاً إلى وضع لائحته الائتلافية مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، لم تتجاوز نسبة الاقتراع 36.68 في المائة، كانت رسائل سياسية على لسان رئيس تيّار المردة تكشف ما يمكن وصفه بطلاق سياسي وانتخابي مع التيار العوني، وهو غمز من قناة الوزير باسيل وكشف انه أجرى اتصالاً مع الرئيس الحريري بعد دعوته الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، بأن يجمع المرشحين ميشال عون وفرنجية لينسحب أحدهما للآخر، تمهيداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيراً إلى انه في حال أيد الرئيس الحريري عون فهو ينسحب لصالحه.
وما لبثت هذه الرسائل أن ألهبت الحماس الانتخابي في البترون والكورة، وحسمت دعم تيّار «المردة» لمعركة الوزير حرب في تنورين.
وكانت الانتخابات البلدية في مرحلتها الأخيرة انطلقت مع ساعات الصباح الأولى، حيث فتحت أقلام الاقتراع امام 580 ألف شخص في طرابلس ومحافظة الشمال و270 ألف ناخب في عكار، لانتخاب 274 بلدية.
وعلى الرغم من حوادث متفرقة رافقت الانتخابات سواء في أقلام الاقتراع، أو إصابة مواطنين برصاص الابتهاج، أو ما حدث في قلم منيارة من قطع التيار الكهربائي ومحاصرة مسلحين لقلم الاقتراع هناك وما سجلته الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات من رشاوى مالية محدودة ومخالفات تجاوزت 350 مخالفة، فان الوزير المشنوق جال على أقضية الاقتراع، بدءاً من طرابلس إلى البترون وصولاً إلى حلبا في عكار، والذي تحدث بشفافية عمّا رافق العملية الانتخابية، مؤكداً ان عمليات تشطيب المسيحيين والعلويين اذا صحّت المعلومات حولها فهي خطيئة ولا تتفق مع مناخ العيش المشترك بين اللبنانيين.
وكانت له محطة في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
المصدر: صحف