تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 21-11-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها كلمة الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله والتي تناول فيها آخر التطورات، كذلك مسار رحلات رئيس الحكومة سعد الحريري قبل وصوله إلى بيروت، بالاضافة الى الردود على بيان وزراء الخارجية العرب، وزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأخبار
وساطة مصرية – فرنسية لإبقاء الحريري في منصبه
رئيس الجمهورية مستعد لضمان التزام «النأي بالنفس»
تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “علمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية أن فرنسا تسعى مع مصر لوساطة مع السعودية تُبقي الرئيس سعد الحريري في منصبه. وقالت المصادر إن اجتماعات مكثفة عُقدت مساء أمس في العاصمة القبرصية بين مسؤولين فرنسيين ومصريين يرافقون الرئيس عبد الفتاح السياسي إلى نيقوسيا للمشاركة في القمة المصرية القبرصية اليونانية.
وحسب المصادر، فإن الجانب الفرنسي يلحّ على بقاء الحريري في منصبه، وإنه يمكن إدخال تعديلات تعزز وضعه داخل الصيغة اللبنانية، وتبدي خشية كبيرة من حصول فراغ حكومي يؤثر بقوة في الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان.
وقالت المصادر إن السيسي الذي سيستقبل الحريري غداً في القاهرة، يدعم هذا التوجه، وإن مفاوضات تجري بين القاهرة والإمارات العربية المتحدة والسعودية لهذه الغاية، وإن القاهرة تعوّل على استثمار ما صدر أول من أمس عن مجلس وزراء الجامعة العربية لإقناع الجانب السعودي بأنه لا بديل من التسوية القائمة في لبنان، وأن اللبنانيين، كما العواصم العربية والدولية، أظهروا تمسكاً كبيراً ببقاء الحريري في منصبه.
وبانتظار ما ستؤول إليه المحادثات، لا يزال الالتباس مسيطراً على موقف الحريري، حيث ينقل المتصلون به وبفريقه في باريس، أنه متمسك ببقائه في السلطة، لكن هناك رأي يجزم بأنه مضطر لتثبيت الاستقالة ومحاولة فرض شروط جديدة لتشكيل حكومة جديدة. أما الرأي الآخر، فيقول إن الحريري الذي سيجتمع بالرئيس ميشال عون بعد احتفالات عيد الاستقلال، قد لا يخرج من الاجتماع بقرار نهائي، وبالتالي سيفتح الباب أمام محاولة معاجلة المشكلة. ويرى أصحاب الرأي الثاني أنه يمكن الاستفادة من المناخات التي ظهرت لأجل تعزيز شروط الحريري ضمن التسوية التي أُبرمت مع عون والحزب، وأن عون يقدر على ضمان توفير هذه الشروط.
ومن جهة بعبدا، بات واضحاً أن رئيس الجمهورية يبذل كل الجهود لإعادة إطلاق العملية السياسية والدستورية في البلاد، وأن يقود مفاوضات جدية بعيداً عن الإعلام لتوفير مناخ يبقي الحريري في منصبه. وتقول مصادر مواكبة إن الرئيس عون أبلغ الفرنسيين والحريري أن كل ما حصل حتى الآن يشير إلى أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنه (عون) يقدر على ضمان التزام لبنان سياسسة النأي بالنفس، وأن يحصل على موقف من حزب الله بهذا الخصوص.
وعُلم أن التواصل بين عون وحزب الله شمل هذه النقطة، وقد عبّرت قيادة الحزب عن انفتاحها على كل ما من شأنه احتضان الحريري وتسهيل بقائه في منصبه، والمساعدة على سحب الذرائع التي تستخدمها السعودية بهدف هزّ الاستقرار. ولفتت المصادر إلى أن خطاب السيد حسن نصرالله أمس، ونفيه رسمياً أي نشاط تسليحي للحزب في اليمن أو دول الخليج يخدم هذا الهدف.
لاءات حزب الله
بعيداً عن الإعلام، سمع «حزب الله» شكراً كبيراً على موقفه المساعد لإخراج الحريري من سجنه. لكن حزب الله سمع أيضاً أسئلة كثيرة عمّا يمكن القيام به لمعالجة جذر الأزمة التي تواجه الحريري ولبنان. كذلك وصلت إلى حزب الله نسخة عن المقترحات التي تخصّ المرحلة المقبلة، والعلاقة المباشرة مع الحريري.
وبحسب مصادر موثوقة، فإن الحزب كان على خط مفتوح مع الرئيس عون ومع جهات لبنانية وعربية ودولية خلال أزمة الحريري، وكان يطّلع أولاً بأول على كل تفصيل. وكان المطلوب منه في المرحلة الأولى المساعدة على تثبيت التهدئة، وهو ما اقتضى إطلالتين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ساهمتا بقوة في تنفيس البالون السعودي، وأفسحتا في المجال أمام الجهود الرسمية القائمة.
لكن الحزب قال في الغرف المغلقة ما أكده السيد نصرالله في خطابه، وهو أنه لن يدخل في أي نقاش حول أزمة الحريري حتى عودته إلى بيروت، وأن الحزب يحدد موقفه بالآتي:
أولاً: إن حزب الله يريد قبل كل شيء آخر، عودة الحريري إلى بيروت، ولن يكون الحزب معنياً بعدها بما يطلقه الحريري من مواقف، وليفعل ما يشاء وليقرر ما يشاء.
ثانياً: إن الحزب لن يعلّق على أيّ موقف يصدر عن الحريري، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، وإن الرئيس عون تبلغ تعهد الحزب بعدم الانجرار إلى أي توتر سياسي، لا مع الحريري ولا مع الآخرين.
ثالثاً: إن الحزب متمسك بمواقفه من الجاري في المنطقة والإقليم، لكنه لن يبادر إلى شنّ أي حملة على أي جهة. لكنه لن يصمت عن أي هجوم أو إجراء يتعرض له من هذه الدولة او تلك.
رابعاً: إن الحزب يؤيد بقاء الحكومة الحالية، وإذا تقرر تأليف حكومة جديدة، فإنه سيكون مع بقاء الحريري رئيساً لها.
خامساً: إن الحزب يرفض بصورة مطلقة أي حكومة تكنوقراط، وهو أبلغ إلى الرئيس عون، وإلى جميع القوى في لبنان، بأنه لن يقبل بأي حكومة غير سياسية.
سادساً: إن الحزب يُصرّ على أن يتمثل في أي حكومة من خلال أعضاء حزبيين كما هو الحال اليوم، ولن يقبل بأي تمثيل موارب أو من خلال أصدقاء، وأنه لا يريد خوض معركة على الحقائب، لكنه لن يقبل بأي محاولة تهميش.
حريري جديد؟
وبانتظار عودته إلى بيروت، يشير المتابعون إلى أن الحريري يعطي إشارات متضاربة. لكنه يواجه صعوبة كبيرة لأن يواجه الخطة السعودية في لبنان. والأمر لا يتعلق حصراً بالضغوط السعودية المباشرة عليه، بل أيضاً، بكون العواصم الغربية لا تريد منه الانتقال إلى ضفة أخرى. لكن معاناة الحريري، كما يقول المتابعون، في أن خياراته باتت ضيقة:
– إذا قرر الحريري تبني خطاب الاستقالة وليس ما قاله في المقابلة التلفزيونية، فهذا يعني أنه سيكون في مواجهة القوى والمواقع المحلية التي وقفت إلى جانبه في محنته، والتي وفّرت له التغطية الأساسية لقرار إخراجه «بالقوة» من الرياض. وهذا سينعكس سلباً على علاقاته مع الشركاء في الحكم، كذلك سيكون من الصعب تسويقه أمام جمهوره الذي بات يعرف حقيقة ما تعرّض له في السعودية.
– إذا قرر الحريري تلبية المطالب السعودية، فهذا يعني أنه سيضطر إلى إجراء تغييرات في فريقه، بما يجعله يبعد المقربين الذين قادوا معركة إعادته إلى بيروت، وإلى تقديم العناصر والقيادات التي وصفت بـ«جواسيس الديوان» وعملت مع وزير الحرب السعودية على لبنان ثامر السبهان، وبقية خصوم الحريري لبنانياً وسعودياً.
ــ إذا قرر الحريري مخالفة التوجهات السعودية، فسيجد نفسه أمام تحديات غير مسبوقة لن تنحصر في خصومة كبيرة مع الرياض، بل ستمتد إلى تعريض علاقاته العربية والدولية لانتكاسة كبيرة. وسيعود الحريري ليكون زعيماً محلياً بلا غطاء إقليمي وبلا دور إقليمي أيضاً، عدا عن كونه يعرف أن السعوديين سيلجأون إلى أبشع الطرق في مواجهته، وهو يعلم علم اليقين أن مشروع تولية شقيقه بهاء المسؤولية لم يسقط من التداول بعد، وأن بهاء طلب أخيراً من مساعدين وأصدقاء ومستشارين في العلاقات العامة دراسة متطلبات وجدوى ومخاطر قدومه إلى لبنان ومباشرة العمل السياسي.
ما سبق يعني أن اللبنانيين سيواجهون نسخة جديدة من الحريري، ومصلحته هي في التوصل إلى تسوية توفر له أرضية تبقيه في الحكم، وتساعده على خوض انتخابات نيابية ناجحة، سواء مبكرة كما يؤيده الرئيسان ميشال عون ونبيه بري، أو في موعدها المقرر، خصوصا أن فريقه المحلي نقل له حجم التعاظم في شعبيته خلال المحنة. وهذا يزيد من حراجة الحريري إزاء جدول أعمال النقاش المتوقع بينه وبين الرئيس عون وبقية الأفرقاء اللبنانيين، ولا سيما حزب الله.
الجمهورية
إصرار على الإستقالة واحتوائها… وتهيُّب داخلي من سلبيات الأزمة
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “ساعات ويعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد فترة الغياب الثقيل، ومع عودته يبدأ البلد رحلتَه الطويلة في أزمة يصفُها المتفائلون بالدقيقة والحرجة، أمّا المتشائمون فيقولون إنّها حُبلى بعقدٍ ومطبّات متعدّدة الأشكال والألوان. ولعلّ الصورة الجامعة للرؤساء الثلاثة في مقدّمة الاحتفال بالعيد الـ74 للاستقلال ستكون محطَّ أنظار داخلية وخارجية، أكثر من العرض العسكري في المناسبة، ولعلّها صورةٌ أرادها اللبنانيون أن تظهر في لحظة شعور البلد ولو بتحسّنٍ شكليّ، وليس في لحظة أزمةٍ تُنغّص عليهم فرحة العيد وتُهدّد الجسمَ اللبناني بوجعٍ في كلّ مفاصله.
الواضح أنّ عودة الحريري في الساعات المقبلة تشكّل الحدّ الفاصل بين العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل اعلانه استقالته، والانتقال الى أزمة كبرى يضيع فيها الوضع السياسي والحكومي في متاهة البحثِ عن حلول مفقودة. وكلّ ذلك وقفٌ على ما سيعلنه الحريري، مع أنّ المناخ العام يَشي صراحةً أنّه سيصِرّ على استقالته.
يأتي ذلك فيما الداخل اللبناني بكلّ مستوياته متهيّب الموقف، وقلِق من الرياح الخلافية التي تهبّ عليه من جبهة الاشتباك الاقليمي المحتدم بين ايران وجيرانها، ويراقب في أيّ اتّجاه ستدور العجَلة الداخلية وسُبل احتواء أو منعِ تعرّضِ لبنان لسلبيات لاحَت احتمالاتها من اجتماع وزراء الخارجية العرب وبيانِهم الختامي، وهو أمرٌ زرَع الخشية من منحى لوضعِ لبنان في مربّع لا يُحسَد عليه، على حدّ تعبير مرجع سياسيّ قال لـ«الجمهورية»: «لمستُ في الأيام الأخيرة إشارات ايجابية كانت تَرِدُني من وقتٍ الى آخر من بعض المراجع الدولية والاقليمية حيال الأزمة التي نمرّ بها، لكن بعدما اطّلعتُ على نقاشات وزراء الجامعة العربية انتابَني القلق من انعكاسات شديدة السلبية على البلد، خصوصاً وأنّ الكلام كان هجومياً على الحكومة اللبنانية، فأن توضعَ هدفاً لمعاقبتها ومعاقبة البلد من خلالها أمرٌ لا يُطمئن».
وعلمت «الجمهورية» أنّ لبنان الرسمي تابع عن كثب وقائعَ الاجتماع الوزاري العربي، وجَهد قبل انعقاده لمحاولةٍ للنأي بالبلد عن وضعه على منصّة التصويب، وذلك بعد ورود معلومات ديبلوماسية الى مراجع رسمية تعكس وجود منحى تصعيدي.
إتّصالات وأجوبة
وبحسب المعلومات فإنّ الاتصالات تكثّفَت اعتباراً من ظهر الأحد وفي اتجاهات دولية وإقليمية، وشارَك في جانب منها الرئيس نبيه بري الذي أجرى اتصالات شَملت كلاً مِن وزير الخارجية المصري سامح شكري وكذلك وزيرَي خارجية العراق والجزائر وآخرين.
وتضيف المعلومات أنّ اجوبةً ايجابية تلقّاها لبنان عبّرت عن تفهّمٍ لموقفه، وسعيٍ جدّي لعدم التصعيد ضدّه وضد حكومته. وكان الاتصال الليلي الذي تلقّاه بري من شكري قد حملَ ما يشير الى نجاح مِصر في تخفيف وطأة الكلام حيال لبنان.
وجاءت زيارة الامين العام للجامعة أحمد أبو الغيط لتحملَ الى المسؤولين اللبنانيين بعض التبريرات والتوضيحات حول مجريات الاجتماع الوزاري وما صدر عنه حيث أكّد «حِرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، ورفض إلحاقِ الضرر به».
وبَرز هنا موقفٌ لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغَ فيه ابو الغيط انّ لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي يشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يَعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يَدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيّما وأنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذِ الخلافات وتوحيد الصفّ».
وأكدّ أنّ «لبنان لا يمكن أن يَقبل الإيحاءَ بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأنّ الموقف الذي اتّخَذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة».
من جهته، قال بري بعد لقائه أبو الغيط: «ذكّرتُه بعشرات القرارات التي صدرَت عن الجامعة العربية على مستوى قِمم أو وزارء، والتي تؤكّد حقَّ المقاومة في التحرير وتدعَم لبنان في مقاومته ضدّ إسرائيل أو أيّ اعتداء عليه».
وسبقَ ذلك موقفٌ معبّر لبري حول قرار الجامعة وفيه: «شكراً وعذراً.. الشكر لله. وعذراً أنّنا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
جولة رئاسية؟!
وفي سياقٍ آخر، علمت «الجمهورية» أنّ فكرةً تمّ تداوُلها في الساعات الماضية بأن يقومَ عون بجولة عربية لشرحِ موقف لبنان والطلبِ الى العرب النأيَ به عن ايّ خلافات في ما بينهم، أو بينهم وبين ايّ دولة اخرى وتحديداً ايران. إلا انّ هذه الفكرة لم تكتمل ولم تجد من يتحمّس لها، لأنها لا يمكن ان تؤدي الى ايّ نتيجة في ظلّ الجو المتشنّج ولا سيّما من بعض الدول الخليجية.
وبحسبِ المعلومات فإنّ مسؤولاً كبيراً أبلغَ صاحبَ هذه الفكرة قوله: «لا أرى ايَّ فائدة أبداً في القيام بأيّ جولة رئاسية على دول عربية، أقلّه حتى الآن، الافضل لنا أن نتشاور ونتباحث في الداخل وتقرير ما يمكن أن يُجنّبنا أيّ انعكاسات، علينا أوّلاً أن نعرف ماذا يجب أن نفعل وكيف نُحصّن بيتنا».
عودة الحريري
وبحسب روزنامة عودةِ الحريري، فغداً الأربعاء هو المحطّة المزدوجة لإنهاء فصلِ العودة ورسمِ المسار النهائي لاستقالته. وعشيّة العودة، وصَل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب أمس الى بيروت. فيما استمرّ مسلسل التكهّنات حيال مرحلة ما بعد الإصرار على الاستقالة دون إمكانية رسمِ معالمِها بدقة.
والمناخ السائد منقسم بين نظرة سياسية تربط الإصرار على الاستقالة بمنحى تصعيدي قد يَسلكه الحريري وتحديداً في اتّجاه «حزب الله»، وبين نظرةٍ أخرى تحاول أن تقرأ ليونةً في موقفه، وتقول: «دعونا لا نستعجل الامور، فالرَجل سيعود ويقول ما عنده، فربّما يصرّ على الاستقالة، وربّما يفاجئ الجميعَ بموقف إيجابي».
واستبعدَت مصادر قريبة من الحريري تراجُعَه عن الاستقالة، وقالت إنه «مصِرّ عليها، وسيقول كلمتَه بإيجابية وانفتاح، ومِن موقع الحِرص على استقرار البلد وتعزيز روحِ التضامن التي تجلّت بين اللبنانيين في الآونة الاخيرة».
في المقابل، قال وزير بارز في فريق 8 آذار لـ«الجمهورية»: «كنّا وما زلنا متضامنين مع الرئيس الحريري، وكلّنا ننتظره لنسمعَ ما لديه، لا نريد ان نستبقَ الامور، فالرَجل لم يصل بعد، ولا نَعرف ماذا سيطرح.
إنّما إنْ كان الحريري آتياً بنفَسٍ يُظهّر فيه انّ استقالته ارادها بملء إرادته، والعودة عنها، تتمّ بتعديلٍ ما على خلل في الأداء الحكومي، أو على عناوين اخرى، كمِثل ان يقول إنّنا اتفقنا على مجموعة أمور في البيان الوزاري ولم يُعمَل بها، أو تمَّ خرقُها، فكلّ هذا الامر قابلٌ للبحث والنقاش. أمّا إذا كان آتياً وفق الأجندة التي ورَدت في بيان الاستقالة الذي تلاه في الرياض، فهنا الأمر يختلف، بمعنى أننا سنَدخل في أزمة كبرى».
ونُقِل عن مرجع رئاسي تفضيلَه أن تفتح عودةُ الحريري «الباب لمعالجة أزمة الاستقالة، والعودة بالبلد الى وضعٍ طبيعي ومستقر سياسياً وحكومياً، وعلى كلّ الصُعد».
وفي مكانٍ آخر، أبلغَ أحدُ المسؤولين بعضَ معاونيه في اجتماع مغلق عُقِد في الساعات الماضية قوله: «سأحاول جهدي لأثنيَ الرئيس الحريري عن الاستقالة، ولكن إنْ أصرَّ عليها، وأنا متأكّد من ذلك، فمعنى ذلك أنّ هناك مشكلة له ولنا وللبلد بحيث نَدخل في أزمة عنيفة.. بمعنى أنّنا «فِتنا بالقسطل».
إلى ذلك، خالفَ مصدر وزاري القائلين بعزمِ الحريري على اعتزال السياسة وقال لـ«الجمهورية»: إنّ هذه الفرضية مستبعَدة، بل مبالَغ فيها، فكلّ المؤشرات وكذلك سلوك الحريري يؤكّد عودته بأجندة ملتزم بتنفيذها.
ورأى المصدر «أنّ الاستقرار لا يزال مطلباً وحاجة ومصلحة للجميع من دون استثناء، مرَجّحاً أن يلجأ «حزب الله» الى ما سمّاها «خطوات استيعابية حوارية منفتحة»، دون ان يعنيَ ذلك «التنازلَ عن المسلّمات وخصوصاً إحراجه لإخراجه من المشهد السياسي. أمّا الأمور التفصيلية الثانية فتبقى موضعَ بحثٍ وحوار.
نصرالله
وكان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله قد قال في إطلالة تلفزيونية مساء أمس: «إنّنا ننتظر جميعاً عودةَ رئيس الحكومة الذي نَعتبره غيرَ مستقيلٍ الى أن يأتيَ ونرى». وقال: نحن منفتحون على أيِّ نقاش وحوار في البلد».
ومن جهةٍ ثانية، نفى نصرالله اتّهامَ مجلس وزراء الخارجية العرب «حزب الله» بتوزيع الصواريخ الباليستية، ووصَفه بـ«كلام سخيف وتافِه»، وقال: أؤكّد أن لا أسلحة أو صواريخ أو حتى مسدّس، لم نرسِل أيَّ سلاح لليمن أو البحرين أو الكويت أو العراق، لم نرسِل سلاحاً لأيّ بلدٍ عربي.
وأكّد أنّ «في لبنان إرادة شعبية عارمة بعدم العودة الى أيّ شكلٍ من أشكال التقاتل، أنتم فقط لا تتدخّلوا بلبنان ونحن نضمن لكم أن يبقى الأمنُ في لبنان نموذجاً للمنطقة».
دعم أردني
على صعيد آخر، أكّد ملك الأردن عبدالله الثاني «وقوفَ الأردن الكامل إلى جانب لبنان في جهوده لتجاوزِ التحديات والحفاظ على وحدتِه الوطنية وسيادته وأمنِه واستقراره، وصولاً إلى بناء المستقبل الأفضل للشعب اللبناني». كذلك أكّد عمقَ العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
هذا الموقف أبلغَه الملك الاردني لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل خلال استقباله له في قصر الحسينية في حضور رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك عبد الله.
وأكّد مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية» استمرارَ الحزب «في تحمّلِ مسؤولياته الوطنية من موقعِه المعارض، وقال: «الزيارة إلى الأردن واللقاء مع الملك تندرج في إطار الحفاظ على علاقات لبنان العربية في وقتٍ تسَبّبت فيه سياساتُ أهلِ السلطة ولا تزال، بتعكيرِ هذه العلاقات وتعريضِها للمخاطر ممّا ينعكس سلباً على مصالح اللبنانيين.
وحركةُ رئيس الحزب العربية والدولية في هذه المرحلة تُركّز على الحفاظ على الحدّ الأدنى من أحزمة الأمان التي يحتاج إليها لبنان لمواجهة المخاطر التي يجتازها».
وأكّد حِرص الجميّل «على إسماع المجتمعَين العربي والدولي في هذه الظروف، صوتَ العقل والمنطق المتمثّل في قراءةٍ رصينة للمصلحة اللبنانية في الحفاظ على الحياد وعلى علاقات وثيقة بالدول العربية، في وقتٍ تعلو المزايدات وتزداد التحديات التي تنعكس سلباً على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي».
اللواء
إلتزام عربي بصيغة لبنان وإستقرار يُبقي الأزمة في الإطار السياسي
السفير السعودي في بيروت.. ونصر الله يمهِّد لمراجعة دور الحزب الإقليمي
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “بين الشرح والتحذير من الذهاب إلى مجلس الامن لمواجهة إيران، والتأكيد على الحرص العربي على استقرار لبنان وتفهم خصوصية تركيبته والقرار باحترامها، والرد اللبناني الذي تراوح بين رفض تحميل لبنان مسؤولية الخلافات العربية، أو الإقليمية أو نعت حكومته بالارهاب، في بعبدا، والعتب والاستياء الذي سمعه أمين عام الجامعة العربية احمد أبو الغيط في عين التينة أنهى الموفد العربي «مهمة دبلوماسية» شاقة، وإن كان أوضح انه حضر إلى لبنان للمشاركة في اجتماعات الجامعة مع اللجنة الاقتصادية – الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة.
والاهم ان أبو الغيط كشف طبيعة الرسالة التي نقلها إلى كبار المسؤولين من ان «لا أحد يبغي الاضرار بلبنان، ولا يمكن القبول بأن يكون لبنان مجالاً لمثل هذا الوضع».
في مثل هذا الجو، وفي خضم التحضيرات لاحياء عيد الاستقلال الـ74، حيث يقام عرض عسكري يترأسه الرئيس ميشال عون ويشارك فيه الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري، الذي يصل إلى بيروت آتياً من مصر، حيث سيستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند الساعة السابعة من مساء اليوم ليشكره الرئيس الحريري على مواقفه، ودعمه للاستقرار اللبناني، والمرحلة التي ستلي قرار مجلس الجامعة العربية، واستقالة الرئيس الحريري. وعلمت «اللواء» ان الاستقبال يقتصر على الرئيسين فقط.
وفي تطوّر داخلي، متصل بالبحث عن ترتيبات تسمح بتجاوز الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس الحريري، شكلت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في معرض التعليق على التطورات، ومن ضمنها قرار المجلس الوزاري العربي، اعتبار حزب الله «تنظيماً ارهابياً» يدعم بالسلاح، ويتدخل في دعم الأعمال الإرهابية في الدول العربية، مناسبة لاطلاق سلسلة مواقف تصب في إطار البحث عن مخارج، ووصفت بأنها غير مسبوقة في أدبيات الحزب، وتهدف للحفاظ على صيغة التسوية والاستقرار.
فحزب الله نفى على لسان أمينه العام، وبصورة رسمية، ان يكون ارسل أسلحة إلى اليمن أو البحرين، معلناً عن الاستعداد لسحب قواته من العراق، بعد هزيمة «داعش» في هذا البلد، مشيراً إلى ان «لا علاقة لأي رجل من حزب الله بإطلاق الصاروخ الباليستي» على الرياض..
توضيحات ابو الغيط
وفي تقدير مصادر عربية مطلعة ان المحادثات التي أجراها أبو الغيط في بيروت، مع الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، هدفت الى التخفيف من وطأة الصدمة التي احدثتها قرارات مجلس الجامعة بخصوص الانتهاكات الإيرانية وتدخلها في الشؤون العربية، ولا سيما البند التاسع الذي أوصى باتهام الحكومة اللبنانية بأنها شريكة في الأعمال الإرهابية لحزب الله، بعد الاعتراض الذي سجله مندوب لبنان لدى الجامعة السفير انطوان عزام.
ومع ان زيارة أبو الغيط إلى بيروت، كانت مقررة اساساً قبل اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، بطلب من المملكة العربية السعودية، للمشاركة في اجتماعات الجامعة مع اللجنة الاقتصادية – الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة «الاسكوا»، وحضور مؤتمر اتحاد المصارف العربية اليوم، فإنه رغب في ان ينقل للرئيسين عون وبري طبيعة المداولات التي جرت في اجتماعات وزراء الخارجية العرب والمواقف التي صدرت عن هذه الاجتماعات، مؤكداً حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، ورفض إلحاق الضرر به، لافتاً إلى ان «لا أحد يبغي أو يمكن ان يقبل أو يرغب في إلحاق الضرر بلبنان ذي التركيبة الخاصة والخصوصية المعينة»، مشيراً إلى انه «اذا كان القرار يتضمن بعض المواقف في ما يتعلق بطرف لبناني (حزب الله) فليس ذلك بالأمر الجديد، بل هو أمر موجود منذ أكثر من سنتين، ملاحظاً بأن الاشارة الى الحكومة اللبنانية أتت ضمن الإشارة الى المشاركة وليس المقصود بها لبنان ككل».
وأعطى أبو الغيط مزيداً من الايضاحات، حول فقرة «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية بالقيام باعمال إرهابية، عندما كشف بأنها «وسيلة ملتوية بشكل غير مباشر لمطالبة الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية بالتحدث إلى هذا الشريك واقناعه بضبط ادائه وايقاعه على الأرض العربية وبما لا يؤدي الى تحالف مع قوى غير عربية»، بحسب تعبير أبو الغيط الذي قال ان هذا هو المقصود.
غير ان هذه التوضحيات لم تؤد المطلوب منها على الصعيد اللبناني الرسمي على الأقل، إذ اعتبر الرئيس عون ان «لبنان لا يمكن ان يقبل الايحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة في القاهرة يعبر عن إرادة وطنية جامعة». وأكّد عون، بحسب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ان لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرض لها منذ العام 1978 وحتى العام 2006 واستطاع تحرير أرضه، فيما الاستهداف الإسرائيلي لا يزال مستمراً، ومن حق اللبنانيين ان يقاوموا ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة.
وقال ان لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتد على أحد، ولا يجوز بالتالي تحميله ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما وانه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات وتوحيد الصف.
اما الرئيس برّي، فقد اسمع ضيفه أبو الغيط نفس المواقف تقريباً، مذكراً اياه بعشرات القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية، على مستوى قمم أو وزراء والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد إسرائيل أو أي اعتداء عليه، لافتاً نظره إلى ان القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق، ان لم اقل انه مسيء في ظرف التموج الحكومي الحاضر.
وكان برّي علق على مقررات اجتماع القاهرة، قبيل استقباله أبو الغيط بنحو ساعة، قائلاً عبر حسابه على «الفايسبوك»: «شكراً وعذراً، الشكر لله، وعذراً اننا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة على لقاء عون – أبو الغيط، ان أمين عام الجامعة العربية كرّر ثلاث مرات على مسامع الرئيس عون ان القرار الذي صدر عن الاجتماع الوزاري ليس موجها ضد لبنان وشعبه إنما ضد الطرف المساقة بوجهه الاتهامات أي إيران.
وقالت المصادر إن ابو الغيط أكد أن جميع الأطراف تدرك أن للبنان وضعا داخليا صعبا نتيجة الصدام الحاصل وان الدول العربية ليست في وارد أقحامه في الصراع الإقليمي كما عبر عن تفهمه للموقف اللبناني الذي اتخذ في الاجتماع.
وأشار ابو الغيط إلى أنه سيصار إلى تكليف مجموعة من وزراء خارجية الدول العربية (المملكة العربية السعودية، مصر، البحرين والإمارات ) بزيارة نيويورك لاطلاع الأمم المتحدة على القرار الذي صدر. وفهم أن توجها برز في الاجتماع لتقديم شكوى مستعجلة ضد إيران في مجلس الأمن.
وذكرت المصادر أن الأطراف المشاركين ركزوا على أهمية المحافظة على الاستقرار في لبنان. وقالت إن الرئيس عون أشار أمام ضيفه إلى المناخات التي سادت في المنطقة وبروز حركة للمتطرفين منبها من خطورة هؤلاء.
وكشفت أن رئيس الجمهورية أكد أن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة تنطلق منه أي فتنة طائفية وهذه مسألة التزم بها لبنان منذ العام 2005. وعلم أن الرئيس عون سأل أبو الغيط عن الحكمة من استهداف لبنان في هذا الظرف وهو الذي يستضيف مليوني نازح سوري ولاجئ يشكّلون ما يشكلونه من ضغط اقتصادي وتربوي وصناعي على بنية لبنان وشعبه ولبنان يتحمل العبء بمفرده من دون أي مساعدة.
وعلمت «اللواء» أن الكلمة التي سيتوجه بها الرئيس عون إلى اللبنانيين اليوم عشية ذكرى الاستقلال ستركز على معنى المناسبة وضرورة الاحتفال بها والتأكيد على رمزيتها. كما علم أن الرئيس عون سيتناول الظروف السياسية الراهنة وموضوع استقالة الرئيس الحريري وما رافقها من ملابسات والتركيز على الدعم الدولي الذي برز في الأزمة الأخيرة فضلا عن أزمة النازحين السوريين والوضع في الجنوب. كما سيتطرق الرئيس عون إلى مختلف الأوضاع العامة.
الحريري في بيروت
في هذه الاثناء، يتهيأ الرئيس سعد الحريري للعودة إلى بيروت مساء اليوم أو صباح غد الأربعاء، بعد زيارة قصيرة للقاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لشكره على دور مصر في تخفيف التوتر الذي احاط بأزمة استقالته. ومن المؤكد ان يُشارك الرئيس الحريري غدا في العرض العسكري الذي سيقام في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، إلى جانب الرئيسين عون وبري، مثلما أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، ومن ثم ينتقل الرؤساء الثلاثة إلى قصر بعبدا لاستقبال المهنئين بعيد الاستقلال مثلما جرت العادة كل سنة.
وبحسب المعلومات، فإنه سيجري عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الأربعاء، تنظيم استقبال شعبي يتوقع ان يكون حاشدا للرئيس الحريري في باحة «بيت الوسط» من قبل تيّار «المستقبل» واتحاد جمعيات العائلات البيروتية التي وجه رئيسه محمّد عفيف يموت دعوات إلى أهل بيروت المحروسة إلى المشاركة الحاشدة والشاملة في استقبال الحريري وتجديد الثقة به والاعراب عن الوفاء لصاحب شعار «لبنان اولاً».
وليلا نظمت مجموعة تطلق على نفسها «الاوفياء للشيخ سعد» مسيرة سيّارة في شوارع الطريق الجديدة وصولا إلى بيت الوسط، ورفع المشاركون في المسيرة اعلام تيّار «المستقبل» وصور الحريري.
وذكرت معلومات العاصمة الفرنسية، ان الرئيس الحريري، انهى مساء أمس حركة المشاورات والاجتماعات التي عقدها على مدى يومين مع فريق عمله والمستشارين، بخصوص وضع الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، والتي فهم انها ستتركز اساسا على التمسك باستقالة الحكومة، استنادا إلى الأسباب التي ذكرها في البيان الذي اذاعه من الرياض بعنوان «النأي بالنفس»، إضافة إلى البحث بظروف اجراء تسوية سياسية جديدة، يمكن من خلالها تشكيل حكومة جديدة برئاسة الحريري، في حال قبل «حزب الله» ان يكون خارجها، والا فإنه سيبقى مكلفا من دون تأليف الحكومة إلى حين اجراء الانتخابات النيابية، في المواعيد المحددة لها، بحسب ما أكّد مساء أمس وزير الخارجية جبران باسيل في خلال إعلان اقفال أبواب التسجيل للبنانيين المنتشرين في ديار الاغتراب، حيث تجاوزت التقديرات لارقام المسجلين الـ90 ألف مغترب.
وسجل مساء أمس خروج الرئيس الحريري للمرة الأولى من منزله الباريسي، لتناول العشاء في أحد مطاعم العاصمة الفرنسية، في حين علم ان عقيلته السيدة لارا غادرت باريس أمس عائدة إلى الرياض، وكذلك غادر نجله البكر حسام عائدا إلى لندن لمتابعة دروسه، وكذلك عاد إلى بيروت وزير الداخلية نهاد المشنوق، فيما نشر الوزير غطاس خوري عبر صفحته الخاصة على «تويتر» صورة تجمعه مع الحريري ارفقها بعبارة «الوفاء للاوفياء»، وفي إشارة واضحة إلى غدر يمكن ان يكون تعرض له الحريري ممن كان يعتبرهم بالاصدقاء، وهو التعبير الذي استعمله خوري قبل أيام في تغريدة طاولت «من كان يعتبره صديقا».
السفير السعودي الجديد
وسط هذه الأجواء، وفي مؤشر إلى العودة السعودية القوية إلى الساحة اللبنانية، وصل السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب إلى مطار بيروت بعد ظهر أمس، لتسلم مهامه رسميا في لبنان، واستقبله من الجانب اللبناني مدير المراسم بالتكليف في وزارة الخارجية السفير عساف ضوميط، فيما حضر إلى المطار عدد كبير من السفراء العرب الذين احاطوا بالسفير الجديد، الذي لم يشأ الإدلاء بأي تصريح. ويترقب كثيرون اللقاء الذي سيجمعه إلى الرئيس عون أثناء تقديم أوراق اعتماده في وقت لم يُحدّد بعد.
عربيا ايضا، أجرى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل محادثات أمس في قصر الحسينية في عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث تناول البحث مستجدات الازمتين اللبنانية في ضوء استقالة الرئيس الحريري والإقليمية الساخنة الذي عبر عنها بيان مجلس الجامعة العربية في القاهرة.
وأكّد الملك عبد الله وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده لتجاوز التحديات والحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته وامنه واستقراره، فيما اعرب الجميل عن تقديره لمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الداعمة لوحدة لبنان واستقراره، ومساعيه المتواصلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، شاكرا الأردن على دعم الجيش اللبناني ومساعدته، ومؤكدا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.
نصر الله
وفيما لوحظ ان أي تعليق لم يصدر أمس، على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الذي تناول فيه تطورات الاحداث في سوريا وبيان جامعة الدول العربية وأزمة اليمن، مؤكدا الانفتاح على كل حوار سيجري، رافضا الرد على اتهامه بخرق بنود التسوية، معلنا انه ينتظر عودة الرئيس الحريري «الذي هو بالنسبة لنا ليس مستقيلا إلى حين عودته»، قالت مصادر متابعة ان التطمينات التي وزعها السيّد نصرالله، بخصوص انه لم يرسل أي سلاح لليمن أو للبحرين أو للكويت أو العراق، باستثناء السلاح الذي ارسله إلى قطاع غزة مثل صواريخ «كورنيت» وانه ليس مسؤولا عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن على الرياض، وأن لا علاقة لحزب الله، بإطلاق هذا الصاروخ أو أي صاروخ أطلق سابقا أو سيطلق لاحقا، قد تكون جزءاً من الضمانات المطلوبة فرنسياً على مستوى الرئاسة، لمعالجة الأزمة السياسية في لبنان، من خلال اجراء تعديل سياسي ما على صعيد التسوية السياسية، يكفل المجيء بحكومة جديدة، أو بقاء الحكومة الحالية.
وكانت مصادر فرنسية، أوضحت ان الدور الفرنسي في الملف اللبناني، لم ينته عند عودة الحريري من الرياض، ولا بدّ ان يتواصل عبر اتصالات يفترض ان يستكملها الرئيس ايمانويل ماكرون، خصوصا وانه كان يتخوف من حرب فعلية في المنطقة، وأن تحركه كان من أجل تجنيب المنطقة ويلات مثل هذه الحرب والنأي بلبنان عن أزمات المنطقة، ومن هنا، كان اتصاله بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والاتصال الذي ينوي القيام به مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
البناء
لبنان وفلسطين والعراق: نرفض وندين توصيف حزب الله الذي نفخر بمقاومته بالإرهاب
أبو الغيط وسط العاصفة اللبنانية: عون: الاتهام مرفوض بري: نعتذر لقتال «إسرائيل»
نصرالله: هزمنا «إسرائيل» وأنهينا داعش فأين قاتلتم؟ الناشف: جنوح أعمى لتغطية التطبيع
صحيفة البناء كتبت تقول “رغم الإضاءات الكثيرة على مسار رحلات رئيس الحكومة سعد الحريري قبل وصوله إلى بيروت، بقي الحدث بيان وزراء الخارجية العرب، وجاءت الزيارة غير الموفقة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لتفجّر عاصفة غضب بدأت في القصر الجمهوري في بعبدا بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي رفض الاتهامات التي تضمّنها بيان الوزراء العرب للبنان تلميحاً ولأحد أكبر أحزابه وعنوان مقاومته بالإرهاب. وهو اتهام لم يوجّهه لحزب الله إلا «إسرائيل» وشاركتها به أميركا بحكم العلاقات الخاصة بينهما. وهذا ما حدا برئيس مجلس النواب لربط البيان العربي الاتهامي لحزب الله كعنوان للمقاومة بوجه «إسرائيل» بخطيئة لبنان بعيون أشقائه العرب، لكونه فعل ما لم يفعلوه، فانتصر على «إسرائيل» التي يريدونها قوية ولا تُقهر ليبرّروا ضعفهم أمامها، فاستحقّ لبنان العقاب، لخروجه على إجماع الضعف العربي، ووجب عليه الاعتذار، وفقاً لما وصفت مصادر مطلعة مضمون كلام بري عن الاعتذار لقتال «إسرائيل»، بينما وقفت الأحزاب اللبنانية وراء خطاب يرى في البيان الوزاري تضييعاً لمفهوم الأمن القومي، ووصفه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف بالجموح الأعمى الهادف للتعمية على التطبيع مع «إسرائيل»، معتبراً البيان أبعد من مجرّد خطأ جسيم يرتكب بحق المقاومة، لكونه تعبيراً عن نهج التلاقي مع العدو وتسديد الفواتير لحسابه.
الموقفان الفلسطيني والعراقي، حكومياً وسياسياً، كانا مشابهين للموقف اللبناني، حيث كان موقف الحكومة العراقية والفصائل السياسية، كما موقف حركتي فتح وحماس ومعهما حركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسائر الفصائل المتوافدة للحوار في القاهرة، صوتاً مرتفعاً بوجه الوزراء العرب برفض محاكمة المقاومين الذين هزموا «إسرائيل» بصفتهم إرهابيين.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فنّد في إطلالة تلفزيونية له، مضمون البيان العربي في سياق مقاربته لنتائج معارك البوكمال، ونهاية «دولة» تنظيم داعش، متسائلاً إذا كان المعيار للعروبة والأمن القومي العربي هو فلسطين، وبالتالي هو قتال «إسرائيل»، فهذه المقاومة هي التي هزمتها وأذلّتها، وإذا كان المعيار هو قتال الإرهاب، فهذه المقاومة هي شريك رئيسي في هزيمة داعش وإنهاء دولة داعش، فمن قاتل هؤلاء الوزراء وحكوماتهم، وخصوصاً الخليجيين منهم، ومتى قاتلوا «إسرائيل» أو الإرهاب؟
مصادر مطلعة رأت في تلميح السيد نصرالله إلى قرب الانسحاب من العراق ونفيه أيّ وجود للحزب في الكويت والبحرين واليمن سقف ما يمكن قبوله في أيّ نص لتسوية يمكن وضعه بيد الرئيس الحريري لمساعدته بوجه الضغوط السعودية كمواصلة لحسن النية تجاهه شخصياً، بمعزل عن البعد الوطني لمعركة تحريره من القبضة السعودية. وأنّ أيّ طلب حريري يتخطى هذا السقف يعني انكسار فرص التوصل لتسوية ودخول لبنان في أزمة حكومية، تضع الأولوية اللبنانية عند معادلة منع «إسرائيل» من الربح بواسطة السعودية ما لم تربحه بجيوشها وحروبها والعقوبات الأميركية المساندة لها، وقد يصير عندها استبعاد الحريري المرتهن لضغوط سعودية لا يرغب الكثيرون في إيذائه نفسياً بالحديث عنها، وطرح قضية رئاسة الحكومة في التداول الوطني على قاعدة الحاجة لحكومة تمنع «إسرائيل» من تحقيق أرباح بالواسطة في لبنان، من دون أن يعني هذا تخلياً عن الحريري الذي احتضنه الجميع في محنته، بل ربما يكون فرصة لتحريره من الضغوط بتحريره من رئاسة الحكومة. وهذا يعني بالتأكيد استبعاد أيّ مرشح يضع أولويته الحصول على الرضا السعودي، ولو أدّى ذلك لأزمة حكومية مفتوحة حتى الانتخابات النيابية.
نصرالله: «البيان» تافه وسخيف
في الوقت الذي كانت فيه القوات السورية وحلفاؤها ومعها حزب الله تحرّر البوكمال من تنظيم داعش الذي يجمع العالم على توصيفه بالإرهابي، كان الوزراء العرب يصفون حزب الله بأنه إرهابي، وفي الوقت الذي تتحمّل فيه إيران الدعم ضد داعش يتهمّونها أنها دولة راعية للإرهاب هكذا فنّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ردّه على بيان «العرب» الاتّهامي.
وأشار إلى أن «الاتهام لنا تافه وسخيف»، وشدّد على أن لا علاقة لحزب الله بإطلاق الصاروخ من اليمن على الرياض ولا بما سبقه، ولا بما سيلحقه نافياً إرسال أي سلاح الى اليمن او البحرين أو الكويت أو أي بلد عربي. وأضاف أن الوزراء العرب اتهمونا بدعم المنظمات الإرهابية في المنطقة بصواريخ بالستية، فعلى ماذا اعتمدوا في ذلك؟ مشيراً إلى أننا أرسلنا سلاحاً فقط إلى المقاومة في فلسطين المحتلة كصواريخ الكورنيت المضادّة للدبابات، ونفتخر بأننا دعمنا المقاومة. وتوجّه السيد نصر الله للدول التي تتّهم حزب الله وإيران بالإرهاب، سائلاً: ماذا فعلتم في الحرب على «داعش»؟
«دولة داعش» سقطت.. والمهمة أنجزت
وأكد السيد نصر الله أنه مع تحرير البوكمال سقطت «دولة داعش»، وهذا لا يعني انتهاء تنظيم داعش مؤكداً أن علينا أن نتابع بالقوة والاندفاع نفسيهما للإجهاز على بقايا داعش، خصوصاً أننا نعلم أن الأميركيين يعملون على إحيائه. وكشف أن مهمة الحزب قد أنجزت وأنه ينتظر إعلان النصر العراقي «لنتخذ الخطوات المناسبة حول وجود قيادات وكوادر حزب الله الجهاديين في العراق وأنه سيتمّ نقلهم الى ساحات أخرى. واعتبر أن إعلان العراق النصر النهائي على داعش لم يعُد بعيداً».
غير أن السيد نصر الله، بحسب ما قال مطلعون لـ «البناء» ميّزَ بين وجود الحزب في العراق، حيث هناك خبراء وقياديون ومستشارون ولا يوجد مقاتلون وبين الميدان السوري حيث للحزب مقاتلون ميدانيون ولم يوحِ بأي دلالة على أن أوان الانسحاب من سورية قد اقترب، بل دوره لم ينته وهناك أكثر من جبهة سيشارك في تحريرها الى جانب الجيش السوري، أما في العراق فهو ينتظر قرار الحكومة العراقية إعلان نهاية داعش لينقل قيادييه وخبرائه الى ساحات أخرى، لكنه بحسب المصادر المطلعة ننفسها لم يقل الى لبنان ولم يحدّد أي ساحات، الأمر الذي أربك المتابعين ليل أمس للتحرّي من مصادرهم عن أي ساحات يقصدها السيد نصرالله؟ هل الى الرقة وإدلب أم الى لبنان لتحصين جبهة الجنوب ضد العدو «الإسرائيلي»؟
وأكد السيد نصرالله أن «تحرير البوكمال إنجاز كبير وأهمية البوكمال أنها مدينة حدودية وعلى معبر القائم، وبالتالي، فالوصل بين سورية والعراق قد حصل، وتحرير المدينة يعني أنه لم يعُد هناك مدينة يسيطر عليها داعش ليس في سورية فقط بل في المنطقة. وشدّد على ان الانجاز في البوكمال يحصن وحدة سورية ويسقط مشروع التقسيم. وكشف أن «الأميركي فعل كل ما يستطيع لمساعدة داعش في البوكمال وأمّن غطاء جوياً لداعش شرق الفرات وشنّ حرباً الكترونية وعملية تشويش على القوات المهاجمة».
لوقف العدوان على اليمن
ورفع السيد نصرالله صوت المظلومية ضد استمرار العدوان السعودي على اليمن، وجاءت إدانته لمارسات النظام السعودي ضد الشعب اليمني، امتداداً لإطلالاته على الوضع الإنساني والمأساوي في اليمن على مدى يزيد عن عامين، التي شكلت نقطة مركزية في إصابة المشروع السعودي في الصميم، كما أصرّ السيد نصرالله على لعب هذا الدور الأخلاقي والإنساني الذي يشرف أي قائد يقف في وجه الظلم والعدوان.
ووجّه نداءً الى المرجعيات الدينية كلها والعرب والمسلمين كلهم لموقف وصوت يرتفع للطلب من السعودية وقف الحرب ووقف سحق الأطفال والمجاعة والكوليرا والذهاب لحل سياسي.
منفتحون على الحوار
في الشأن السياسي الداخلي أرجأ السيد نصرالله مكاشفة جمهور المقاومة والرأي العام حول خلفيات الاستقالة والاتهامات لحزب الله بخرق شروط التسوية الرئاسية بانتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنه ترك الباب مفتوحاً على الحوار مع الحريري حول المرحلة المقبلة. وقال: «إننا ننتظر جميعاً عودة رئيس الحكومة الذي هو بالنسبة لنا غير مستقيل الى أن يأتي الى لبنان ونرى. والأولوية عودة الحريري الى لبنان وعندما يأتي ويحصل حوار نتوجّه الى الناس بكل شفافية»، وأعلن في هذا السياق «أننا منفتحون على اي نقاش في البلد».
وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى أن «إعلان السيد نصرالله قرّب إنهاء تواجده في العراق ونفي أي وجود عسكري له في اليمن يمكن أن يشكل مقدمة لإنتاج تسوية جديدة بين القوى السياسية، لا سيما أن حزب الله أبلغ الجهات الدولية العاملة على خط الوساطة بين لبنان والسعودية، بأنه وافق على تلبية الطلبات في ما خص اليمن بقدر ما يستطيع لجهة موقفه السياسي والإعلامي والإنساني، لكن مقابل وقف السعودية عدوانها على اليمن والدخول في حوار مع أنصار الله للتوصل الى حل سياسي».
ورأت المصادر في كلام السيد نصرالله عن الحوار رسالة إيجابية للحريري، وبأن الحزب مستعد للحوار إذا كان الحريري سيأتي بهذه الروحية، لكن السيد أبدى استعداده لكافة الاحتمالات لا سيما وأنه ذكر سلسلة انتصارات محور لمقاومة في الإقليم كانت بمثابة رسائل للداخل والخارج بـ «أننا منتصرون ولن نقبل المس بالمعادلة الداخلية». ولفتت المصادر الى «مشاورات يومية ومكثفة بين لبنان وفرنسا للتحضير لعودة الحريري وللمرحلة السياسية المقبلة في ضوء الوساطة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين السعودية وايران».
وعلمت «البناء» بأن قيادة حزب الله لن تُدلي بأي موقف من الاستقالة والاحتمالات قبل سماع موقف الحريري بعد عودته، لكن المصادر أكدت بأن «الاستقالة باتت واقعة، ولن يتراجع الحريري عنها، وأن حكومة تصريف الأعمال هي الحل بانتظار نضوج الظروف لتشكيل حكومة جديدة».
الناشف: بيان «العرب» تدخل سافر في شؤون لبنان
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أنّ ما تضمّنه بيان وزراء الخارجية العرب، لجهة نعت حزب الله بالإرهاب، وهو أحد أحزاب المقاومة الأساسية، يشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية، وفي ما تعتبره الأكثرية الساحقة من اللبنانيين حقاً من حقوقها المشروعة لمقاومة الاحتلال والإرهاب.
وقال الناشف إنّ جامعة الدول العربية، التي كان من أولى واجباتها الجوهرية حسب ميثاقها، تعزيز التعاون بين دولها، وعدم المسّ بسيادة أية دولة عضو فيها، أصبحت تحترف التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وتغذّي التناحر بينها، وتحرّض على الدول التي لا تدور في محور بعض الدول الخليجية، وعلى الاعتداء عليها عسكرياً، واستدعاء القوى الأجنبية لمعاونتها على اعتداءاتها والتنكيل بشعوبها وتدمير منشآتها. وهذا ما حصل بالفعل ضدّ ليبيا وسورية واليمن ويحصل حالياً ضدّ لبنان، وبذلك تحوّلت هذه الجامعة، من إطار تأسّس ليكون جامعاً وتعاونياً، إلى إطار عدواني تتحكم بقراراته دول تمارس الكيدية والابتزاز الأمر الذي قوّض كلّ آليات وصيغ العمل العربي المشترك.
وأشار الناشف إلى «أننا ومن موقعنا في المقاومة التي قاتلت الاحتلال الصهيوني وحرّرت لبنان منه، وتحارب الإرهاب وحرّرت أرضه من إجرامه وآثامه، نؤكد أشدّ عبارات الإدانة والاستنكار لما تضمّنه بيان وزراء الخارجية العرب حول حزب الله، ونعتبره اعتداءً على النسيج الداخلي اللبناني، إذ إنّ حزب الله في لبنان هو جزء من معادلة لبنانية وطنية مقاومة في مواجهة العدو الصهيوني».
وحذّر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي من هذا الجنوح الأعمى لبعض الدول العربية، في محاولة منها للتعمية على نهجها التطبيعي مع العدو، وعلى سلوكها السيّئ، والذي بات تحت المجهر الدولي، خصوصاً بعد السيناريو الأخير الذي أحاط باستقالة رئيس حكومة لبنان، والذي تصدّى له لبنان الرسمي والشعبي بحكمة وموضوعية وإرادة متمسكاً بالسيادة والكرامة والعزة الوطنية. ودعا إلى تحرك لبناني واسع، في محاولة لإعادة تصويب العمل العربي المشترك بمنأى عن الهيمنة والاستئثار والتحريض الذي تساهم الجامعة العربية في تعميقه متناسية الخطر الصهيوني والمطامع الصهيونية في فلسطين وكلّ كيانات الأمة السورية.
الحريري في بيروت مساءً
وفي وقت من المتوقع أن يصل الرئيس سعد الحريري الى بيروت مساء اليوم، يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لبحث أحدث التطورات في المنطقة بحسب بيان الرئاسة المصرية.
ويُقام للحريري حفل استقبال شعبي وسياسي في بيت الوسط يوم غدٍ عقب الانتهاء من مراسم الاحتفال في عيد الاستقلال الذي سيشارك فيه الحريري الى جانب الرئيسين عون وبري.
اليعقوبي في بيروت
ووسط هذه الأجواء، وفي ذروة العدوان السعودي على لبنان وصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي أمس، إلى مطار بيروت، لتسلّم مهامه رسمياً في لبنان.
لبنان الرسمي يؤنّب أبو الغيظ
في غضون ذلك، وبعد عدوان بيان وزراء الخارجية العرب الدبلوماسي والسياسي على لبنان من خلال وصف مقاومته وحكومته بالارهاب، حاول الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التخفيف من وطأة بيان الوزراء، بعد زيارته الى بيروت ولقائه رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي. غير أن لبنان الرسمي أظهر تضامناً وموقفاً موحداً وصلباً لا سيما بين رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي في رفض واستنكار التدخل في الشؤون الداخلية للبنان واستهداف مقاومته.
وقد أبلغ الرئيس ميشال عون أبو الغيظ بوضوح أن لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما أنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات». وأكد رئيس الجمهورية أن «لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية أمس في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة»، لافتاً الى أن «لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرّض لها منذ العام 1978 وحتى العام 2006 واستطاع تحرير أرضه، فيما الاستهداف «الإسرائيلي» لا يزال مستمراً ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة».
أما أبو الغيط، فنقل إلى الرئيس عون المداولات التي تمت في القاهرة والمواقف التي صدرت، مؤكداً حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، رافضاً إلحاق الضرر به. وقال إن «للبنان طبيعة خاصة وتركيبة خاصة وخصوصية معيّنة، والجميع يعترف بذلك. ولا أحد يبغي الإضرار بلبنان ولا يمكن القبول بأن يكون لبنان مجالاً لمثل هذا الوضع».
بري لـ «العرب»: عذراً أننا في لبنان قاتلنا «إسرائيل»
الموقف الذي سمعه أبو الغيظ في بعبدا سمعه ثانية في عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري، حيث ظهر التناغم بين الرئيسين عون وبري، الذي اكتفى بالتعليق على مقررات اجتماع القاهرة، قبيل استقباله أبو الغيط في عين التينة، بالقول: «شكراً وعذراً… الشكر لله. وعذراً أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
أما بعد استقباله فقال «رغم التوضيح من سعادة الامين العام للجامعة العربية، ذكرّته بمقدمة القرار «العتيد» اذ يؤكد على أهمية ان تكون العلاقات بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية في ايران قائمة على مبدأ حسن الجوار… واكتفينا بهذا وتذكرنا ان المصالحة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران هي أوفر بكثير مما حصل ويحصل، كما ذكرّته بعشرات القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية على مستوى قمم أو وزراء والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد «إسرائيل» او اي اعتداء عليه. كما ان القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق، إن لم أقل إنه مسيء في ظرف التموّج الحكومي الحاضر».
المصدر: صحف