توقعت مؤسسة الدراسات والبحوث العالمية «غارتنر» ارتفاع معدل إنفاق منطقة الشرق الأوسط على تقنية المعلومات، ليصل إلى 212.9 بليون دولار أي بنسبة 3.7 في المئة خلال هذه السنة مقارنة بعام 2015، مدفوعة بازدهار الأعمال الرقمية، وانتشار رقعة التواصل.
وأشار نائب الرئيس الأول الرئيس العالمي للبحوث لدى «غارتنر» بيتر سندرغارد في مؤتمر صحافي عقده في دبي أمس، إلى مواضيع التواصل والعلاقات والخوارزميات التي تحدد مستقبل الأعمال. وقال: «نشهد نمواً وسيناريوات إيجابية لقطاع تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، على رغم عدم الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العالمية».
إذ اعتبر أن «الصناعات تعيد تسليط الضوء بدرجة كبيرة على توليد وسائل تنمية اقتصادية جديدة تتخطى حدود صناعة النفط، مع تعميق العمل بمبادرات المدن الذكية، وتبني تقنيات إنترنت الأشياء، التي تُعد من الأولويات القصوى لهذه المنطقة». ولحظ أيضاً «تنامي الأولويات تجاه حكومات المدن الذكية في قطاعات التعليم والنقل والصحة والسلامة».
ومع بلوغ حصة الأجهزة نحو 19 في المئة من الإنفاق الإجمالي على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، تظهر الكمبيوترات اللوحية وأجهزتها زخماً خلال الفترة الزمنية المتوقعة، إذ يُتوقع أن «تصل قيمة مبيعاتها إلى نحو 8 بلايين دولار هذه السنة، وتخطيها عتبة 10 بلايين دولار بحلول عام 2018. فيما ستنمو مبيعات الهواتف الخليوية من نحو 30 بليون دولار هذه السنة، إلى نحو 37 بليوناً بحلول عام 2019».
وفي ظل مضاعفة خدمات تقنية المعلومات الإنفاق على قطاع البرمجيات خلال العام الحالي، ستمثل خدمات تقنية المعلومات للشركات 84 في المئة من قطاع الخدمات. أما على مستوى قطاع البرمجيات، فستمثل برمجيات تطبيقات المؤسسات أكبر معدل نمو خلال الفترة الزمنية المتوقعة. ومع ذلك، سيتصدر قطاع برمجيات البنية التحتية معدل الإنفاق بالدولار.
وتظهر التوقعات استقرار نمو سوق مراكز البيانات في شكل نسبي خلال هذه السنة، ويشمل هذا القطاع معدات الشبكات الخارجية، ومراكز التخزين القائمة على وحدات التحكم الخارجية والخوادم والاتصالات الموحدة.
وسيدخل مليون جهاز جديد إلى شبكة الانترنت على مدى خمس سنوات في أنحاء العالم كل ساعة، حيث ستعمل هذه الوصلات الشبكية على خلق بلايين العلاقات الجديدة غير المدفوعة بالبيانات فحسب، بل بالخوارزميات أيضاً.
ولفت سوندرغارد إلى أن «البيانات بطبيعتها صامتة ولا تقوم بأي شيء على أرض الواقع، إلا إذا استُثمرت بالشكل الأمثل وتم التعامل معها بالشكل الصحيح، إذ عندما تكمن القيم الحقيقية في الخوارزميات، فهي تقوم بتحديد طبيعة العمل». وتعد الخوارزميات «الديناميكية والتفاعلية جوهر التفاعلات الجديدة» للزبائن.
وقدم سوندرغارد أمثلة حية على مثل هذه الخوارزميات، مثل خوارزمية شركة «أمازون» التي تحافظ على تشاركية الزبائن ومعدلات شرائهم، وخوارزمية «نيتفليكس التفاعلية» المصممة على مفهوم التعهيد الجماعي، ما يدفع الأشخاص الى متابعة المشاهدة، وخوارزمية «ويز» التي توجه الآلاف من سيارات التحكم الذاتي على الطرقات.
المصدر: جريدة الحياة