هل انزلَ السلَّمُ الفرنسيُ التائهَ السُعوديَ عن اعالي الشجرةِ اللبنانية؟ ام انه نزلَ واحدةً ليعتليَ اخرى؟
آخرُ الاخبارِ عن أزمةِ اختطافِ الرئيسِ سعد الحريري انه يُعِدُّ العُدةَ للخروجِ من محتجزِه السعودي الى منتجعٍ سياسيٍ فرنسي، على متنِ دعوةٍ من الرئاسةِ الفرنسيةِ صاغَتها صلابةُ المواقفِ اللبنانية.
صورُ الحريري القادمةُ من الرياضِ لا تشبهُ سابقاتِها من مسكنِه الى مسلكِه، وبعدَ لقائه وزيرَ الخارجيةِ الفرنسي في منزله الحقيقي كانَ جوابُه عن كلِّ سؤالٍ الاستمهال، ربما حتى عبورِ الحدودِ السعودية.
الساعاتُ الثماني والاربعونَ لانتقالِ الحريري وعائلتِه الى باريس بدأت تتناقص، فيما الساعاتُ التي تفصلُه عن العودةِ الى لبنانَ غيرُ معلومةٍ بعد.
اما الذي باتَ معلوماً عندَ جميعِ اللبنانيين، انَ سفينتَهم الوطنيةَ تقودُها رئاسةٌ حكيمةٌ تعالجُ الازماتِ بكثيرٍ من الثقةِ والواقعيةِ والايمانِ بقدرةِ لبنان. واَنَ في بلدِهم شعباً عظيماً يترفعُ عن كلِّ الصغائرِ والحساباتِ السياسيةِ عندما يكونُ العنوانُ كرامةً وطنية.
اما البعضُ الذي لا يعتاشُ الا على الازمات، فقد أثبتَ اليومَ انَ احقادَه لا تستثني حتى حلفاءَه متى خالفوا رغباتِه او اوهامَه، اصحابُ المعاركِ الدونكيشوتيةِ الذين شظَّوا احلافَهم السياسيةَ اعادوا الى التداولِ مشاهدَ تاريخية، استنجدَ وزيرُ الثقافةِ لتوصيفها ، بيهوذا الاسخريوطي خائنِ السيدِ المسيح ..
خوَنةُ الامةِ وفلسطينَ يتكاثرون، بل باتوا يتباهَون بالتواصلِ معَ الاسرائيلي في تطبيعٍ اعلاميٍ علنيٍ تمهيداً لذاكَ السياسي والعسكري والاقتصادي.
على صفحاتٍ سعوديةٍ منتسبةٍ الى عمقِ المنظومةِ الاعلاميةِ والسياسيةِ لبن سلمان اطلَّ رئيسُ اركانِ العدوِ غادي ازنكوت في مقابلةٍ لموقفِ ايلاف السعودي متحدثاً عن التطابقِ معَ الرياض التي لم تكن يوماً عدواً كما قال، بل الاستعدادُ للتشاركِ في المعلوماتِ معها ضدَ ايران.. اما الحربُ فقد تبرأَ منها واكدَ انْ لا نيةَ للمبادرةِ الاسرائيليةِ تجاهَها.
فالى اينَ وجهةُ وزيرِ الخارجيةِ السعودي اذاً الذي اعلنَ انه يتشاورُ معَ الحلفاءِ بشأنِ حزبِ الله، وسيكونُ هناكَ قرارٌ في الوقتِ المناسب؟ هل تشاورَ معَ حليفِه الاسرائيلي وشرحَ له جيداً عن محطاتِ تموزَ الالفينِ وستة وما قبلَها وما بعدَها، وما بعدَ بعدَها؟