زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والوفد المرافق، في اطار الجولة التي يقوم بها على مراكز كاريتاس، مكتب شؤون العمليات دائرة التحقيق والاجراء في الامن العام في ساحة العبد، وكان في استقباله رئيس المكتب العميد الركن خالد موسى، في حضور اعضاء مركز كاريتاس، حيث قدمت له فرقة موسيقى الامن العام نشيد الترحيب. ثم التقى البطريرك الراعي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي رحب بالبطريرك، قائلاً “ما تقومون به يا غبطة البطريرك هو عمل جبار، نشكر لكم هذه الزيارة التي تمنحنا المزيد من الدعم والقوة. نحن بحاجة لاشخاص كأعضاء كاريتاس العاملين هنا لكي يقوموا بالخدمات التي لا يمكن للعسكر القيام بها”. وتابع “ان المحتجزين هنا ليسوا بمجرمين، ونحن نتعاطى معهم على انهم مخالفون للقانون، وعلى الصعيد الانساني نحن نتعاون مع كاريتاس”، مشيرا الى “ان هناك تكاملا تاما في العمل”. وجدد الترحيب بزيارة الراعي “التي تختصر في خدمة الانسان، وأعتبره رجل دين مميز في هذا الوطن اختصر مهامه لخدمة البشر”. وقال “انتم اليوم بيننا تعطوننا الدفع لانجاز مهمتنا لنوفر الطمأنينة النفسية ومستلزمات السجين ليشعر بأنه انسان وليس محتجزا”، مؤكدا “ان المركز هو ممر بسيط للموقوف الذي نتمنى له ان يخرج منه حاملا انطباعا بأنه عومل كإنسان وليس كمجرم”. وختم “زيارتكم ليست غريبة، فنحن نعرف تماماً قيمة هذه الزيارة التي اعطتنا دفعا، وما بعدها لن يكون كما قبلها”.
بدوره، وجه الراعي تحية محبة وتقدير للواء ابراهيم وكاريتاس وجميع العاملين في النظارة، من عسكريين واعضاء كاريتاس، وقال “أغتنم الفرصة لأعبر عن تقديري ومحبتي للعمل الذي تقومون به، ووجود هذه النظارة في هذا المكان اللائق دليل محبة لكرامة الانسان”. اضاف”كأمن عام في دائرة التحقيق، انتم تقومون بما هو لازم، وكاريتاس تهتم بكل الشؤون الحياتية والمعنوية. تحية للموقوفين الـ 540 الموجودين هنا، ونتمنى ان يعودوا الى حياتهم العادية من جديد. اؤكد ان ما من شيء في الحياة أجمل من العطاء، وهذا ما تقومون به يا سعادة اللواء عباس ويا كاريتاس، نحن نفخر بكم وبعمل هذه الدائرة”.
وكان العقيد بسام فرح، عرض عبر شاشة متلفزة، تقريرا عن أعمال مكتب شؤون العمليات، لافتا الى ان مركزه “كان تحت الارض تحت جسر الرئيس الياس الهراوي، وقد تم نقله منذ نحو سنة الى المركز الحالي فوق سطح الارض”، مشيرا الى انه “يتضمن نظارة، تتألف من قسمين للنساء والرجال وعنده قدرة استيعابية لنحو 720 موقوفا”. وأوضح فرح “ان عمل النظارة هو استلام المخالفين، لناحية أوراقهم او لنظام الاقامة من الجنسيات كافة. وقد جهز المركز بساحة للنزهة وقاعة طعام وهاتف للعموم. كما انه يضم قسما خاصا لكاريتاس تتواجد فيه سيدات بشكل يومي لمتابعة الحالات الخاصة عن قرب وتأمين ما يلزم من مساعدات مادية ومعنوية”، لافتا الى ان كاريتاس هي التي جهزت هذه النظارة. بعدها ، جال الراعي مع ابراهيم على اقسام المركز واستمع الى شهادات لعدد من الموقوفين.
ثم زار البطريرك الراعي مطبخ كاريتاس في الدكوانة، لمشاركة المسنين في “مائدة الصداقة”، في حضور رئيس البلدية المحامي انطوان شختورة، الذي القى كلمة اشار فيها الى “ان زيارة الراعي هي الثانية للدكوانة”، معتبرا “انه شرف كبير للدكوانة بكل اطيافها، هذه المشاركة مع عائلة كاريتاس والحضور الكريم في هذا الغداء الذي يجسد الشراكة الحقيقية والمحبة الابوية”. وطلب شختورة من الراعي “المساعدة في القضاء على آفة “القمار” في الدكوانة التي تفشت من خلال اعطاء تراخيص رسمية للمحال، وهي تعيث فسادا بالعائلات وتفكك البعض منها وتشرد البعض الآخر”. واوضح “ان عددا كبيرا من الشباب بدأ يتعاطى المخدرات من جراء تردده الى تلك المحال التي هي اوكار شياطين تضرب العائلة المسيحية في صلب ايمانها”. وعن النازحين، اشار شختورة الى “اننا نتعامل انسانيا مع هذا الملف بحسب تعاليم الكنيسة، آخذين بين الاعتبار كل الخطوات القانونية اللازمة”. بدوره عبر الراعي عن تأييده ودعمه الكامل للخطوات التي يتخذها رئيس بلدية الدكوانة، مشددا على “ضرورة التعاون لإبعاد هذا الخطر عن العائلات”. ولفت الى “ان الحرب كانت عسكرية في ما مضى. اما اليوم فهي حرب مخدرات ومعيشة تضرب الانسان في الصميم”. وشكر الراعي لكاريتاس ومؤسسات الكنيسة “تعاونها وتقديمها المساعدة للعائلات التي تزداد فقرا وحرمانا”، لافتا الى “الهجرة التي اصبحت صعبة، وعلينا التعاون سويا للحفاظ على عائلاتنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام