أفادت دراسة جديدة بأن حضارة مصر القديمة ربما تكون قد سقطت جزئيا بسبب الفوضى التي سببها تغيّر المناخ والبراكين.
وترسم الدراسة الأميركية صورة للحضارة القديمة التي مزقها الجفاف والكوارث، وبحثت في تأثير الأحداث الشديدة في مصر القديمة، ووجدت أنها تسببت في الضغط على اقتصادها وقدرتها على مواجهة الحروب.
ويرى الباحثون أن هذه الدراسة تغيّر تماما الفهم الراسخ لآثار تغير المناخ على المجتمعات القديمة، حيث إن نحو 70% من العالم يعيش حاليا في مناطق تعتمد بشكل مماثل على الرياح الموسمية لمحاصيلها ويمكن أن تقع ضحية للمشاكل نفسها.
وقد استخدم الباحثون بجامعة ييل مجموعة متنوعة من البيانات المختلفة، بما في ذلك علم المناخ الحديث، جنبا إلى جنب مع النقوش الواردة في الكتب القديمة لاستكشاف الطريقة التي أثرت بها الانفجارات البركانية الكبيرة في تدفق نهر النيل، مما يقلل من ارتفاع فيضانات الصيف التي اعتمد عليها المصريون القدماء في الزراعة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الجفاف والمجاعة التي أدت في نهاية المطاف إلى اضطرابات وتغيرات في السياسة والاقتصاد.
ومع ذلك لم يعرف الباحثون حتى الآن ما الذي سبب تلك الفيضانات الغريبة ولكنها مهمة. ويقترحون الآن أنها كانت نتيجة للنشاط البركاني الذي بدوره ربما يكون قد غيّر المناخ وأحدث اضطرابا في أكثر أجزاء المجتمع مركزية.
ويجادل الباحثون بأن نتائج دراستهم ينبغي أن يلتفت إليها الناس في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على الرياح الموسمية للزراعة والذين يشكلون نحو 70% من السكان. واعتبروا الدراسة ذات أهمية خاصة للنقاش الحالي حول تغيّر المناخ لأن نتائجها تمثل طريقة مهمة لفهم كيفية تفاعل الحضارات القديمة مع الطقس الغريب.