جنونٌ اميركيٌ سُميَّ استراتيجية، سيطالعُ دونالد ترامب العالمَ بهِ بعدَ قليلٍ مظهراً حقيقةَ ادارتهِ التي باتت تشكلُ خطراً على شعبِها وعبئاً على حلفائِها الاوروبيين وبعضِ الواقعيينَ العارفينَ بتبدلِ النظامِ العالمي وسقوطِ الاحادية، فضلاً عن متغيراتِ المِنطقةِ الميدانية وتداعياتِها السياسية.
ايرانُ بدبلوماسيَّتِها المجربة في التفاوضِ تملِكُ ما يكفي للردِ الحاسمِ كما اكدت مصادرُها .. والى ذلكَ طرقٌ عديدةٌ ووسائلُ كثيرةٌ ونتائجُ مضمونةٌ في ميادينِ الردعِ العِلمي والعسكري وحتى الاقتصادي ..
من زاويةِ الدورِ المتنامي في المِنطقةِ والعالم نظرت روسيا الى نوايا ترامب واهدافِه … تحدثَت عن تداعياتٍ سلبيةٍ قادمةٍ على الامنِ العالمي والانتشارِ النووي وعن عواقبَ لا يمكنُ التكهنُ بها في حالِ خرجت واشنطن منَ الاتفاق ..
على مقلبِ كِيانِ الاحتلال ، لا حاجةَ الى التكهنِ بمستوى الغِبطةِ الصِهيونية .. فتل ابيب اولُ المهللينَ بعدَما سلَّمَ ترامب رقبةَ الاستقرارِ الدولي لرغباتِ نتياهو الباحث عن مزيدٍ من التوترِ لتغطيةِ عجزِ كِيانِهِ اَمامَ قوةِ ايرانَ ومحورِ المقاومة..
قد لا تحتارُ طهرانُ اثناءَ فرزِ خِياراتِ المواجهة، لكنَها ستتمسكُ اولاً بحقِ امتلاكِ القدرةِ النوويةِ السلميةِ والقدرةِ الدفاعيةِ ضدَ التهديداتِ القريبةِ والبعيدةِ المدى بكلِ الوسائلِ المشروعةِ والمُتاحة.
في المشهد، لبنانُ ليسَ بعيداً عن رياحِ التوتيرِ الاميركي، لكنَّ شيئاً من التماسكِ الداخلي يدعو الى الاطمئنانِ وكذلكَ نصائحِ المقاومة بعدَمِ السيرِ بمصالحِ بعضِ الدولِ على حسابِ المصلحةِ الوطنية، حَسَبَ ما جاءَ في مواقفِ نائبِ الامينِ العامِّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم.
وبعدَ دعوةِ رئيسِ الجمهورية الى التضامنِ بوجهِ التهديداتِ الكبيرة وقبلَهُ رئيسُ مجلسِ النواب، حملَ خطابُ رئيسِ الحكومة من الفاتيكان دفعا لِمسارِ الاستقرارِ عبرَ دعوتهِ للحفاظِ على العيشِ المشترك.
وفي الكلامِ عن الاستقرار، فانهُ مِعيارٌ مطلوبٌ بالحاحٍٍ وطني لتحقيقِ اكبرِ مشاريع لبنان عبرَ استخراجِ النفطِ الذي بدأت طلائعُ الشركاتِ المنقبةِ عنهُ تَخرُج من صفحاتِ العروض، وفيها ما يوحي بثقةٍ عالميةٍ تُجاهَ الذهبِ الاسودِ اللبناني.
المصدر: قناة المنار