بكثيرٍ من الارتجالِ والمغامرةِ تتعاملُ الادارةُ الاميركيةُ معَ الملفاتِ المعقدةِ في العالم وتَزيدُها تعقيدا.
من النووي الكوري الى النووي الايراني فتخطِّي الخطوطِ الروسيةِ في سوريا ثُم الانسحابِ من منظمةِ الاونيسكو : كلُّ ذلك ليسَ اداءً عشوائياً انما برمجةٌ لانفجارٍ دبلوماسيٍ كبيرٍ، اكثرُ المنتفعينَ منه كيانُ الاحتلال .
لماذا يفتحُ ترامب جميعَ الجبهاتِ دُفعةً واحدة ؟ لماذا يدفعُ العالمَ نحوَ حافةِ حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ حذرَ منها رئيسُ لجنةِ الخارجيةِ في الكونغرس الاميركي؟
لا تكهناتٍ بنتائجِ الفوضى الاميركية ، ولكنَ المقروءَ من اسبابٍ يصبُّ اولاً واخيراً في خانةِ الفشلِ الذريعِ الذي مُنيت به واشنطن معَ هزيمةِ داعش في المنطقةِ ومحاولتِها استجماعَ اجزائِه تمهيداً لفتحِ صفحةٍ اخرى من التوترِ بهدفِ التقسيم .
لبنانُ ، يستشعرُ المخاطرَ المحدقة ، ورئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون يؤكدُ الاستعدادَ لمواجهةِ الضغوطِ الدوليةِ الكبيرةِ والسلاحُ الامضى هو الوحدةُ والارادةُ التي حَققت الانتصارات.
وبارادةٍ واجماعٍ سياسيينِ يسيرُ العملُ الحكومي .. ملفاتٌ عالقةٌ وتعييناتٌ مجمدةٌ منذُ زمنٍ تجدُ طريقَها على طاولةِ مجلسِ الوزراءِ وعقدٌ تبدو اكثرَ استعجالاً للحلِّ قبلَ الانتخاباتِ المقبلةِ التي نالت اليومَ تمويلاً وتاكيداً على اجرائِها في موعدها …
على المسارِ ينطلقُ ملفُ النفطِ غداً بفضِّ عروضِ الشركاتِ بعدما انتهت اليومَ مهلةُ التقديمِ مدفوعةً باتفاقِ الاحكامِ الضريبية .. وغدُ النفطِ لناظرِه قريبٌ وهو يحاطُ بترقبٍ ومراقبةٍ للمراحلِ المقبلةِ في ظلِ رفعِ الاحتلالِ – المهددِ لثروةِ لبنان – نبرةَ التهويلِ والوعيدِ بحربٍ لا يعلمُ نفسُه مداها ونطاقَها ولا كيف ستكون صورة ُكيانِه بعدَها.
في مصرَ انتهى الفصلُ الاخيرُ من مفاوضاتِ المصالحةِ الفلسطينيةِ باتفاقِ فتح وحماس على فكِّ العُقَدِ ونَظمِ العلاقةِ ليكونَ الاطارُ المقبلُ – بحسبِ المراقبين – اطارَ التماسكِ بوجهِ ضغوطاتِ الاحتلال.
المصدر: قناة المنار