حالة جماهيرية مثيرة للدهشة في الشوارع السورية تزامنت مع مباراة منتخبي سورية واستراليا ضمن ملحق تصفيات كأس العالم المؤهلة الى روسيا. منذ أيام والجميع يتحضر كما لو أنهم سيخوضون المباراة بأنفسم في البقعة الخضراء. ومن رأى شوارع سورية اليوم الخميس قبل وبعد المباراة لما كان صدق ان هذا بلد يخوض حربا شعواء منذ سبع سنوات.
الجميع وفي كل المناطق يرفع العلم السوري؛ وكثيرون من ارتدوا قميص المنتخب الوطني وقد جهزوا انفسهم قبل المباراة بساعتين او ثلاثة، وآخرون حجزوا مسبقا في المقاهي أوالمطاعم ومنهم لم تسنح لهم الفرصة فحضروها في المنازل او في أماكن العمل.
إلى جانب هذا كله امتلأت الساحات العامة واكثرها ازدحاما كان ساحة الامويين وسط العاصمة؛ كما اكتظت صالات كرة السلة في كل من نادي الوحدة والجلاء الرياضيين. وقد جهزت شاشات عرض عملاقة تتناسب ومساحات التجمهر الشعبي للمتابعين.
لم يكترث السوريون الى النتيجة التي أملوا أكثر منها، ورغم انهم تمنوا الفوز لفريق بلادهم إلا انهم تفاعلوا مع نتيجة التعادل برضا حيث أتى هذا من باب بحثهم عن فرحة وسط كل ما آسوه في سنوات الحرب؛ ولم يكترثوا للوضع السياسي وللمخاوف التي كان قد أثارها تنظيم داعش الارهابي من الناحية الامنية قبل ثلاثة ايام إذ أقدم على تفجيري الميدان الانتحاريين في قسم الشرطة هناك، فكما ابدى اللاعبون تحديا كبيرا في الملعب أبدى المشاهدون السوريون تحديا اكبر من خلال تجمهرهم في المقاهي والساحات والحدائق.
ما يطمح له المنتخب السوري هو إسعاد جمهوره في الدرجة الاولى؛ طموح لاقى دعما كبيرا من جمهور يبحث عن فرح وعن انتصارات في كافة الميادين، الرياضية كما العسكرية، وهذا ما بدا واضحا في وسائل الاعلام الوطنية وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالسوريين.
المصدر: موقع المنار
