يعرض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رؤيته الطموحة حول مستقبل اوروبا للقادة الاوروبيين على عشاء مساء الخميس في العاصمة الاستونية، عشية قمة مخصصة للقطاع الرقمي.
وكان الرئيس الفرنسي صرح لنظرائه الثلاثاء “انظروا الى عصرنا، انظروا امامكم وسترون انه ليس لديكم خيار”، داعيا الى اوروبا تعمل “بسرعات متفاوتة” محورها ثنائي الماني فرنسي معزز.
وسيكون ماكرون اول رئيس يتحدث في هذا العشاء الذي يستغرق ثلاث ساعات في قصر كادريورغ الذي كان مقرا صيفيا للقياصرة الروس وتم تحويله الى متحف، في تالين.
وقال دبلوماسي اوروبي ان “خطابه سيشكل بعد ذلك النقطة المرجعية لكلمات القادة الآخرين”.
وقبل ذلك، يجري الرئيس الفرنسي محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لمناقشة المقترحات الفرنسية لاعادة بناء الاتحاد الاوروبي، في لقاء ثنائي لم يكن مقررا من قبل.
وسيحضر كل رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الاوروبي، باستثناء رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي الذي يعتبر انه “من الافضل” ان يبقى في مدريد قبل ثلاثة ايام من الاستفتاء الذي منعته السلطات حول استقلال كاتالونيا.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك “من اجل ضمان مناقشات مفتوحة وصريحة وغير رسمية، لن يقدم اي نص ولن تؤدي نقاشاتنا الى نتائج مكتوبة”.
من جهته، صرح الناطق باسم المفوضية الاوروبية مارغاريتيس شيناس الاربعاء ان “كل العناصر متوفرة من اجل مناقشة حقيقية”. ورحب “بالمقترحات المفصلة” للرئيس الفرنسي.
ومن هذه المقترحات تخصيص وزير وميزانية لمنطقة اليورو يشرف عليهما برلمان لهذا التجمع وانشاء قوة اوروبية مشتركة للتدخل بحلول 2020.
وتحضر العشاء ايضا رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بعد ساعات من انتهاء جولة جديدة من المفاوضات حول بريكست في بروكسل.
ولم تدع بريطانيا الى اجتماعات القمة الاخيرة غير الرسمية حول مستقبل الاتحاد الاوروبي التي عقدت في سلوفاكيا ومالطا وايطاليا.
ووسط هذه التطورات، يمكن ان تواجه استونيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد لستة اشهر صعوبة في فرض البعد “الرقمي” لقمتها الجمعة، الا ان مصدرا في المجلس الاوروبي قال ان “القادة احرار في التحدث في ما يريدون، لكن انعقاد هذه القمة بحد ذاته يشكل نجاحا”.
وبين القضايا التي ستناقش الامن المعلوماتي او حرية تناقل المعلومات التي يعتبرها هذا البلد الصغير في منطقة البلطيق والمتقدم في المجال الرقمي، اولوية للاتحاد.
وستتناول المناقشات ايضا الاقتراح الفرنسي الذي دافع عنه ماكرون الثلاثاء بفرض رسوم على المجموعات الرقمية العملاقة مثل آبل وغوغل بناء على رقم الاعمال في كل بلد اوروبي بدلا من الارباح، لمكافحة التهرب الضريبي.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية