تعاني منطقة شرق آسيا من هجرة السكان بأعداد هائلة من الأرياف إلى المدن، ما يضاعف الكثافة السكانية بالمدن، ويتسبب بعواقب كارثية في حال الفيضانات، التي تتكاثر بهذه البقعة الجغرافية.
واعتبر كثيرون أن التنمية غير المنظمة للأراضي الرطبة، هي سبب الفيضانات الأخيرة في مدينة مومباي الهندية، بينما يتسبب سوء تنظيم المدن بفيضانات في جميع أنحاء الهند، والنيبال، وبنغلاديش، ولا يقتصر سوء تنظيم المدن على دول العالم الثالث، والدليل على هذا الأمر، التأثير الكارثي للإعصارات الأخيرة في مدينة هيوستن الأمريكية، والذي سلّط الضوء على مخاطر سوء التخطيط في الأماكن المنخفضة الارتفاع.
وتعاني الصين تحديداً من الفيضانات وممارسات مضرّة بالبيئة، مثل استخراج المياه الجوفية بشكل كبير، وحتّ المجاري المائية، وتسعى مبادرة “المدينة الاسفنجية” التي أطلقتها الصين إلى إيقاف الحلقة المفرغة من الأمطار، والفيضانات في المدن الصينية، من خلال استخدام أسطح تسمح بتخلل المياه في المدن، بالإضافة إلى البنى التحتية الصديقة للبيئة.
لكن، تواجه المبادرة نوعين من التحدي، الأول هو افتقار الحكومات الصينية المحلية للخبرة التي ستساعد في تنظيم وتضمين هذه المبادرات المعقدة، والثانية يتعلّق بالتحديات المادية.
وتطمح مبادرة “المدينة الاسفنجية” إلى جعل 80 في المائة من المساحات المدنيّة قادرة على امتصاص المياه، وتسعى البلاد إلى إعادة استخدام 70 في المائة من مياه الأمطار، وأُطلقت المبادرة في 16 مدينة في العام 2015، لخفض خطر تجمّع مياه الأمطار، الأمر الذي ساعد أيضاً في زيادة مخزون المياه في البلاد.
وتشمل المبادرة تغطية أسطح الأبراج بالنباتات، وتخزين الأراضي الرطبة لمياه الأمطار، ويناء أرصفة “قابلة لاختراق المياه” وتخزين مياه الجريان الزائدة، بالإضافة إلى السماح بتبخر المياه من أجل اعتدال الحرارة.
وتطمح الصين إلى بناء أضخم مدينة اسفنجية في العالم في مدينة لينغانغ الحديثة في مدينة شانغهاي، بكلفة 119 مليون دولار، لتمثل قدوة أمام المدن الصينية الأخرى.
المصدر: سي ان ان