أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، انه “ليس هناك من تفسير لكل الحملة التي تشن على المقاومة من قبل المتضررين من انتصارها سوى التشويش على الانتصار وتوهينه والتخفيف من وهجه وإفراغه من مضمونه ومحاولة تشويهه بكل الوسائل”.
وخلال رعايته حفل تخريج الطلاب المتفوقين في ثانوية الامام المهدي في الغازية، قال الشيخ دعموش إن “الاتهامات السخيفة التي يوجهها البعض للمقاومة والحديث عن علاقة بين داعش والمقاومة يدعو الى السخرية، ويبدو ان عظمة الانجاز الذي حققته المقاومة بدحر الإرهاب التكفيري عن ارضنا وتحرير الأسرى واستعادة جثامين شهداء المقاومة وشهداء الجيش أفقد البعض صوابه ومنطقه وزاده حنقا وحقدا”.
وأضاف “لقد أثبتت المقاومة مرة جديدة أنها قادرة على تحرير الأرض واستعادة السيادة والكرامة للبنان وحمايته، وأن سلاحها الذي يضعه البعض في دائرة الإستهداف والتصويب دحر داعش والنصرة عن ارضنا وحرر الجرود من الارهاب التكفيري كما حرر الجنوب منالاحتلال الاسرائيلي”.
واعتبر أن “هذا النصر الكبير، كما أسعدنا وأفرحنا وجعلنا نفخر بمقاومتنا ومجاهديها، أزعج وأغاظ بنفس الدرجة الطرف الآخر وكل المحور الآخر من أعداء المقاومة من اميركا واسرائيل والسعودية”.
وأوضح الشيخ دعموش “أن أميركا ومن خلال محاولتها عرقلة قافلة داعش تريد عرقلة تنفيذ الاتفاق الذي انتهت المعركة بموجبه نكاية بالمقاومة ومحاولة لضرب الانجاز الذي حققته وليس لأنها تريد محاربة الارهاب ، فاميركا اساسا لم تكن راضية عن كل المعركة التي جرت في الجرود، وكانت تحاول الغاءها او تاجيلها لأنها في مصلحة المقاومة ولبنان، وهي لا تريد للمقاومة ان تحقق انجازات للبنان، وقد حاولت قبل المعركة ثني الجيش اللبناني عن القيام بالمعركة في هذا التوقيت لأنها كانت تعلم بأن المقاومة ستكون الى جانب الجيش في هذه المعركة تتكامل وتتعاون معه، وهي لا تريد ذلك.
وأشار الى “أن اميركا التي عملت طيلة السنوات الماضية على تشويه صورة المقاومة ومحاصرتها وفرض عقوبات عليها، ووصمها بالإرهاب، وتأليب اللبنانيين ضدها، وانفاق مئات ملايين الدولارات لفصل اللبنانيين عنها.. يزعجها ان ترى التفاف اللبنانين حول المقاومة وتمسكهم بها وبخيارها، ولذلك أوعزت الى جماعاتها في لبنان للقيام بهذه الحملة السياسية والإعلامية لتشويه الانتصار وتشويه صورة المقاومة وتأليب اللبنانيين عليها، وهي ذهبت عمليا بنفسها لتعرقل اكمال هذا الانجاز من خلال منع القافلة من اكمال مسيرها لأنها لا تريد لحزب الله أن يبدو منتصرا في هذه العملية
ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله “أن هدف أميركا ليس محاربة داعش، وإلا فلماذا لم تبادر لمحاربته في العديد من الأماكن والمواضع، فقد مضى على التحالف الدولي سنوات وهو يدعي محاربة الارهاب في سوريا والعراق، فلماذا لم يحرر الى الآن ولو منطقة واحدة، ولم يقدم شهيدا واحدا؟! في الوقت الذي استطاع الجيش السوري والمقاومة والجيش العراقي والحشد الشعبي تحرير حلب وحماة وريف حمص وبادية الشام والموصل وتلعفر وصولا الى جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك والقلمون الغربي وقدموا الآف الشهداء في المواجهات؟ هذا يعني انهم ليسوا جادين وانهم كاذبون ومنافقون، وهم الى ما قبل اسبوع عملوا على تهريب ارهابيي داعش من تلعفر الى المناطق الكردية والى سوريا وربما الى تركيا ايضا”.
واعتبر “أن المشكلة هي في ان المقاومة بانجازاتها في لبنان وسوريا فضحت اميركا والتحالف الدولي واظهرت كذبهم ونفاقهم في ادعائهم محاربة الارهاب، فاميركا كانت قادرة على استهداف المسلحين الإرهابيين حين كانوا يحتلون الأراضي اللبنانية بشكل مباشر خلال السنوات الماضية، فلماذا لم تفعل، وارادت الآن ضربهم في قلب الصحراء؟!
وأكد “أن أميركا تريد المزايدة في موضوع محاربة الارهاب على المقاومة، وتريد إثارة الموضوع اعلاميا، للايحاء بانها هي من يحارب الارهاب بينما حزب الله يهرب الارهابيين! وهي تعلم ان المقاومة اول من تصدت لداعش واخواتها في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تدعم داعش وتسانده، ليقوم بدوره في تدمير سوريا والعراق ومواجهة كل محور المقاومة.
وأشار الشيخ دعموش الى “أننا في حزب الله ملتزمون ومنسجمون مع ديننا وايماننا واخلاقنا، وديننا لا يجيز قتل النساء والشيوخ والاطفال، وكانت أهم وصايا الرسول لقادة جيشه: لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة، وفي بعض الوصايا: ولا تجهزوا على جريح، ونحن لطالما التزمنا بهذا المبدأ في كل المواجهات سواء مع التكفيريين او حتى مع عملاء اسرائيل، كما أن ديننا يفرض علينا الإلتزام بالإتفاقات والمعاهدات، ونحن التزمنا مع هؤلاء باتفاق ولا بد من الالتزام به والغدر ليس من شيمنا، وهذا هو جوهر الموضوع.. وكل التفسيرات الأخرى التي لجأ إليها البعض ليست واقعية ولا منطقية، ولا أحد يستطيع المزايدة علينا في قتال داعش، فلولا قتالنا لداعش لما حصل اتفاق، ونحن قدمنا مئات الشهداء في مواجهة داعش لحماية لبنان، وكنا اول من تصدى لارهابها في سوريا في الوقت الذي كان البعض يعتبرهم ثوارا، ويتهمنا عندما نقتلهم اننا نقتل الشعب السوري!.
وقال “على اللبنانيين ان يسألوا من منع الجيش من التصدي لداعش عندما اختطف العسكريين؟ ومن الذي انكر وجود القاعدة والارهابيين التكفيريين في لبنان؟ ومن برر وجود النصرة ودافع عنها؟ فنحن اسقطنا امارة التكفيريين في لبنان في الوقت الذي كان البعض في لبنان لا يزال يدافع عنهم”. واكد أن “كل هذه الجوقة التي نسمعها وكل محاولات التشويه لن تجديهم، ولن تحجب وهج الإنتصار، ولا حجم الإنجاز الذي صنعته المقاومة الى جانب جيشنا الوطني للبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام