اتهم ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني في أوروبا خالد عيسى، بعض الدول الإقليمية بعرقلة الحل السياسي وعملية السلام في سوريا، لاستفادتها من الاضطرابات بالمنطقة، وبقاء الوضع على ما هو عليه على الحدود. وقال عيسى، في مقابلة مع “سبوتنيك”، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في فيينا الاثنين “هناك دول إقليمية تعرقل عملية السلام والحل في سوريا، و خاصةً تركيا لأنها ليست لديها مصلحة على ما يبدو في أن يكون هناك حل سياسي في سوريا. وكانت في البداية ترفض حضور حزب الاتحاد الديمقراطي و شركائه في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وتقول إذا دعوتم هذه القوى لن نسمح للمعارضة التي تجتمع في الرياض بالمشاركة في المفاوضات”.
وتابع عيسى “ومع ذلك رأينا أن معارضة الرياض هي التي توقفت عن المفاوضات وتعرقلها، إذن هناك عطب أساسي في الموضوع؛ أولاً لا يمكن إقصاء قوى حقيقية سياسية وعسكرية وإدارية لمنطقة كبيرة في سوريا من العملية السياسية، كما لا يمكن الاستمرار بقبول ابتزازات بعض الدول الإقليمية”. وأشار عيسى إلى إمكانية طرح مسألة رفض أنقرة لفرض السيطرة الأمنية على الحدود مع سوريا، من قبل لافروف في اجتماع فيينا الثلاثاء، “لأنها (تركيا) حتى الآن تمانع السيطرة الأمنية أو تحرير قسم من الحدود بين جرابلس وعفرين التي تسيطر عليه العصابات الإرهابية، لأنه يتوقف على تحرير هذه الأرض تحرير الرقة وبقية المناطق، ولا يمكن القضاء على هؤلاء الإرهابيين ما لم تتم مراقبة الحدود، وقوات سوريا الديمقراطية هي القادرة وأثبتت كفاءتها بمراقبة الحدود و محاربة الإرهابيين”.
كما أوضح عيسى أن الاجتماع جاء بناء على طلب من وزير الخارجية الروسي، الذي وضع ممثلي المعارضة السورية “في صورة ما توصلت إليه المفاوضات في جنيف، ودور القوى الإقليمية والعلاقة بين القوى العظمى وخاصة روسيا أميركا و نقاط الالتقاء والخلاف، وكيفية الوصول إلى نتائج أفضل في المحادثات القادمة”، متبعاً “كما تم بحث ما تم إنجازه في الوضع الإنساني وما يمكن تحسينه”. واعتبر عيسى أن المفاوضات السورية، التي تستضيفها جنيف، لا يمكن أن تكون جدية في ظل إقصاء العنصر الكردي، ومنه حزب الاتحاد الديموقراطي، لافتاً إلى أن “الاتحاد الديموقراطي يشكل مع حلفائه قوى سياسية أساسية في منطقة جغرافية كبيرة من سوريا، ولا يمكن الحديث عن تفاوض سوري سوري مع إقصاء قوى أساسية”. وأشار عيسى إلى أنه تم الاتفاق على ذلك مع لافروف. كما رأى عيسى أن هناك “كيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالقوى الديمقراطية، لأن بعض الدول الإقليمية وخاصة تركيا والسعودية وقطر يخشون البرنامج الديمقراطي الذي تحمله هذه القوى، والعلمانية ومساواة المرأة بالرجل وتعايش مختلف المكونات، فهذه الدول آخر من يتكلم عن الديموقراطية”.
وشدد عيسى على أهمية أن يمثل وفد المعارضة السورية جميع المكونات، مجدداً موقف الحزب بأن “كل قرار يتم أخذه بغيابنا ولم نشارك بالتحضير له، لسنا ملزمين بالتقيد به أو باحترامه”. كما اتهم ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني في أوروبا وفد الرياض بأنهم “عنصريون وطائفيون وقسم منهم إرهابيون. ونقول إنهم انفصاليون لأنهم لا يعترفون بهذا الإقليم الذي نديره كإقليم سوري، ولا يعترفون بالقوى السياسية التي تدير هذا كقوى سياسية سورية، إذن هم يريدون الانفصال عنا”. ونفى عيسى تحالف الحزب مع الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً رغبة الحزب في توسيع القاعدة الجماهيرية لمؤسسات الدولة بسوريا، وتحقيق الديموقراطية. وقال “إذا كنا نريد حل ديموقراطي مستدام في سوريا يجب ألا تعتمد المؤسسات العامة والمؤسسات السياسية على مرجعية قومية واحدة في سوريا ولا على مرجعية دينية واحدة، وأن يتم توسيع القاعدة الجماهيرية الديمقراطية لمؤسسات الدولة”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية