شدد الوزير السابق فيصل كرامي على “ضرورة إيجاد حل سريع لجبل النفايات في طرابلس الذي بات يهدد الاهالي في المدينة والجوار بخطر داهم نظرا لارتفاعها وتصدع حائط الدعم لجهة البحر”. وقال “يوم أمس استمعت الى مداخلات النواب في جلسة مجلس النواب، وبعض النواب اتى على ذكر المطامر ومكبات النفايات وتكلموا بحلول، تمنيت لو أن أحدهم أثار موضوع المكب في طرابلس او اتى على ذكره عرضا. ان اهالي طرابلس والمناطق المجاورة يعانون من مشكلة نفايات، ولكن بالتأكيد طرابلس كما هي دائما منذ سنوات، هي اليوم خارج الخريطة اللبنانية وخارج اهتمام وهموم المسؤولين والنواب”.
ولفت، خلال تلبيته حفل عشاء أقامه خالد وخليل ومحمد الجندي على شرفه في منطقة دير عمار، في حضور عدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وحشد من الأهالي والاعلاميين والمدعويين، الى “موضوع الغازات التي يجب ان تتنفس عبر معمل مهمته الوحيدة حرق الغازات الناتجة عن النفايات. لكن هذا المعمل معطل منذ سنوات طويلة، والمكب معرض للأنفجار في كل لحظة، ولا أحد من المسؤولين يحرك ساكنا”، مشيرا الى “موضوع حائط الدعم الذي بدأ يتشقق ويهدد بالانهيار التام، وبنتيجة انهياره ستتلوث مياه البحر بشكل كامل وسيصبح هذا الجبل من النفايات في عرض البحر”.
وتابع “أما معمل الفرز، فهو معطل ولا حلول مستقبلية لتشغيله رغم تلزيمه. لذلك يجب على الأكثرية الشعبية الصامتة ان تتحرك وترفع الصوت عاليا مطالبة المسؤولين بحل هذه المعضلات كلها”. وأشار الى أنه “يصادف اليوم ذكرى أليمة على قلوبنا جميعا، وعلى قلوب كل المؤمنين والشرفاء والصادقين والصابرين في هذه البلد وهي ذكرى مرور أربع سنوات على تفجيري مسجدي السلام والتقوى. نحن قلنا دائما ونكرر بأن هذا الملف قد أخذ الوقت الكافي في القضاء، وعلى القضاء ان يحسم هذا الامر، لان دماء شهدائنا ليست للمتاجرة ولا للمسايرة، ونحن نقول ونكرر كتيار سياسي كما قلنا في قضية الرئيس الشهيد رشيد كرامي بأننا لن نسامح ولم ننس وايضا نقول في قضيتي السلام والتقوى اننا لن نسامح ولم ننس”.
ولفت الى “الانجاز الكبير الذي حققه الجيش اللبناني مشكورا في رأس بعلبك والقاع وعرسال وأعاد سيطرة الدولة على كل الاراضي اللبنانية”. وعزى ذوي شهداء الجيش متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. وقال: “لفتني امر غريب، وهو الحب المستجد من بعض الذين كانوا حتى الأمس القريب يحاربون الجيش اللبناني، وخلال الاحداث قاتلوا وحرضوا على مقاتلته”. واعتبر أن “هؤلاء ليسوا من دعاة بناء الدولة ولكنهم من دعاة الفتنة”. ورأى أن ما يحصل في مخيم عين الحلوة، “لا يقل اهمية عن معركة راس بعلبك والقاع وعرسال، وهي نتيجة لما يحصل في عرسال”.
وتطرق الى اقرار سلسلة الرتب والرواتب، واعتبر انه انجاز وخصوصا انه سيطال العسكريين، ونحن نعرف اليوم ان العسكر يواجه بالدم لاجل اعادة مناطق عزيزة على قلوبنا الى حضن الوطن، ولكن ما يهمنا بالامر هو ان الدولة اقرت هذا الامر، وقد استطاعت ان تفرض ضرائب وغرامات على الاملاك البحرية غير الشرعية، واستطاعت ان تفرض وتزيد الضرائب على ارباح المصارف”، مطالبا وزارة الاقتصاد ان تتحرك وتضبط غلاء الاسعار الخيالي، لان الاسعار وخلال اسبوع واحد قد ارتفعت بشكل ملحوظ، وكأنهم يعطون السلسلة باليد اليمنى ويأخذونها باليسرى”.
ودعا الى “ضبط مزاريب الفساد والهدر، فبالأمس ايضا، وخلال جلسة مجلس النواب، سمعنا جميعا، والاعلام قد ركز على كلمة النائب حسن فضل الله، وهي ليست اول كلمة له في هذا الاطار، يعطي فيها معلومات عن الفساد بالدولة وبالارقام”، مؤكدا أن “كلنا يعلم درجة الفساد في الدولة وبالارقام”، سائلا النواب “ماذا ينوون ان يفعلوا لمحاربة الفساد وكيف، خصوصا ان كل الكتل النيابية في المجلس النيابي الذين تناوبوا على الحديث عن الفساد البارحة ممثلون في الحكومة”.
وقال كرامي “انتم تخبروننا ان الفساد مستشر، حاربوه اذا من خلال القضاء ومن خلال مجلس النواب ومن خلال مجلس الوزراء. وان كان الفساد كما تقولون منتشر في هذه الحكومة، فلتستقيلوا او انسحبوا من هذه الحكومة”. وأضاف “سبق ان قلت انه ليس صحيحا أن الكلام لا يقدم ولا يؤخر وأكرر بأن السلطة لا تستطيع ان تتجاهل صرخة الشعب الى الابد، من هنا علينا ان لا نكف عن المطالبة والتحرك تحت سقف القانون والنضال السياسي الشعبي والديموقراطي من اجل نيل حقوقنا، ونحن من المؤمنين بوحدة الحقوق بين اللبنانيين تماما مثل وحدة المعاناة بينهم، ولعل هذا كل ما تبقى لنا من فكرة العيش المشترك”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام