يتوقع المحللون أن تصل كمية البيانات المخزنة عالمياً إلى 40 تريليون غيغابايت عام 2020، ما يعادل 5200 غيغابايت للفرد الواحد، وهو رقم ضخم يستدعي تطوير تقنيات تخزين جديدة تستوعب التضخم القياسي للمحتوى الرقمي، وتتيح للشركات والمستخدمين، على حد السواء، مواكبة هذا التطور.
وفي هذا الصدد، أعلن قسم الأبحاث التابع لشركة “آي بي إم”، بالتعاون مع شركة سوني لحلول التخزين، عن تحقيقه رقماً عالمياً جديداً فيما يخص تقنية التخزين على الشرائط المغناطيسية، حيث تمكن الباحثون من تخزين ما يصل إلى 330 تيرابايت من البيانات على شريط مغناطيسي لا يتعدى حجمه حجم كف اليد.
وقد تم تطوير هذا الابتكار بالاعتماد على تكنولوجيا النانو، حيث قام الباحثون باستخدام تقنية تم التوصل إليها سابقاً من طرف شركة سوني اليابانية، وتقوم التقنية على وضع جسيمات لا يتعدى حجمها 7 نانومتر على فيلم من مادة البوليمر، وسيكون من الممكن، بالاستناد على هذه التقنية، مضاعفة مساحة التخزين كل سنتين لمدة عشر سنوات على الأقل. يُذكر أن سوني حققت، خلال سنة 2014، رقما قياسيا، تمثل في تخزين 148 غيغابايت على بوصة مربعة.
ويعتبر الشريط، في الوقت الحالي، في مرحلته النظرية وغير موجود على أرض الواقع، حيث أشار مارك لانتز، رئيس فريق البحث في مختبر “آي بي إم”، أن الشركة نجحت في تسجيل كثافة مساحية تبلغ 201 غيغابايت لكل بوصة مربعة على الشريط المغناطيسي، وهو أكثر بنسبة 20 ضعفا من كثافة التسجيل المساحية المتاحة حالياً في محركات الأقراص التجارية.
ويمكن استخدام بوصة واحدة لتخزين أكثر من 200 ألف كتاب. كما أشارت شركة غوغل إلى أن العدد التقريبي لكافة الكتب التي تم نشرها في التاريخ الحديث يبلغ 130 مليون كتاب، وهو ما يعني إمكانية تخزين جميع الكتب التي أنتجتها البشرية على الشريط المغناطيسي.
وتعمل آي بي إم، منذ فترة، على تطوير تقنية التخزين على الشرائط المغناطيسية، ويعد هذا الرقم القياسي الخامس للشركة فيما يخص تقنيات تخزين الأشرطة منذ عام 2006، عندما قام باحثو الشركة بتخزين 6.67 مليار بت من البيانات لكل بوصة مربعة على شريط اختبار، وأشارت الشركة إلى أن التقنية الجديدة يمكن أن تكون من بين الحلول الفعالة لتخزين البيانات الضخمة التي تنتجها إنترنت الأشياء. كما يمكن استخدامها من طرف الشركات المتخصصة في توفير حلول التخزين على منصات التخزين السحابي.
المصدر: العربي الجديد