أكد رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون “ان اللقاء الحواري الذي دعا اليه يوم الاثنين المقبل في قصر بعبدا في حضور رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري وعدد من الوزراء المختصين وممثلين عن القطاعات المختلفة، هدفه إيجاد حل للخلاف الذي نشأ حول قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون استحداث ضرائب لتمويل هذه السلسلة، “يراعي مصالح جميع اللبنانيين من دون ان يفقر فئة او يغني فئة اخرى، ذلك انه في ظل اوضاع اقتصادية صعبة كالتي يعيشها لبنان ليس في مقدور احد الحصول على ما يتمناه ويريده او يحقق له مصالحه دون مصالح الآخرين”.
وأشار عون الى أنه يأمل أن يعالج المشاركون في اللقاء الحواري “المسائل المطروحة بروح من المسؤولية لايجاد حل عادل لجميع الاطراف”.
حماده
وفي اطار التحضير للقاء الحواري يوم الاثنين المقبل، رأس عون جلسة عمل مع وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده في حضور المدير العام للوزارة فادي يرق، ورئيسة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة مديرة وحدة ادارة ومتابعة تنفيذ برنامج التعليم الشامل السيدة صونيا خوري. وبعد الاجتماع، قال حماده: “كانت جلسة عمل مطولة مع فخامة الرئيس، تناولت كل وجوه السياسة التربوية في شقيها المتعلقين بالطلاب اللبنانيين والنازحين السوريين. ففي الشق الاول، عرضنا على فخامته التحضيرات الجارية لاطلاق السنة الدراسية باعداد اضافية مرتقبة من التلامذة اللبنانيين وبتجهيزات اكثر تطورا. وفي الشق الثاني، اشرنا الى احتمال زيادة عدد الاولاد السوريين النازحين الى ما يقارب 25 الفا، وسبل مواجهة هذه الزيادة عبر العمل على ابقاء مستوى المساعدات الدولية بما يتلاءم مع الحاجات اللبنانية”.
وأضاف حماده: “بحثنا أيضا مع فخامة الرئيس في سلسلة الرتب والرواتب وانعكاساتها على القطاع التربوي العام والخاص، وذلك تمهيدا للقاء الحواري الذي دعا اليه فخامة الرئيس، الذي سلمناه أيضا لوائح بأرقام واحصاءات وتوقعات بالنسبة الى هذه الانعكاسات، ليكون فخامته على بينة منها”.
وأوضح أن البحث تطرق ايضا الى الاجتماعات المرتقبة في نيويورك الشهر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتي ستتناول الموضوع التربوي من خلال اللقاءات مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ووزراء الدول المانحة والبنك الدولي.
بو صعب
وعرض عون مع مستشاره لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب الملفات المتعلقة بالتعاون مع منظمات الامم المتحدة والتي تتناول المجالات كافة، وذلك في إطار التحضير لترؤس رئيس الجمهورية لوفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة.
الوفد النيابي التونسي
الى ذلك، كانت لعون لقاءات سياسية وعلمية. وفي هذا السياق، استقبل الوفد النيابي التونسي الذي يزور لبنان حاليا ويضم نوابا من الاحزاب الموالية والمعارضة في تونس.
في مستهل اللقاء، تحدث السيد حسن عز الدين من دائرة العلاقات العربية في حزب الله شاكرا رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، وعارضا لاهمية العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين التونسي واللبناني. وقال: “نحن نعلم فخامة الرئيس أنكم تحملون في وجدانكم وعقلكم رؤية تجاه منطقة الشرق الاوسط، لذلك ليس جديدا ان نثمن مواقفكم الوطنية والعربية والقومية، خصوصا على المستوى الوطني في بناء دولة القانون، الدولة القوية والقادرة على مواجهة العدو الصهيوني والعدو التكفيري”.
أضاف: “نحن نعلم أيضا أن لفلسطين في قلبكم ورؤيتكم مكانة كبيرة واولوية قصوى، لذلك لا نغالي إن قلنا إنكم جسدتم آمال شعوبنا العربية وطموحاتها عندما دافعتم عن فلسطين في الجامعة العربية”.
ثم تحدثت رئيسة الوفد النائبة مباركة ابراهيمي، فعبرت عن سعادتها والوفد البرلماني، المكون من مختلف الانتماءات الحزبية، في السلطة والمعارضة، بلقاء عون “القامة الوطنية اللبنانية، القومية والانسانية، التي يشهد لها العدو قبل الصديق”، مشيرة الى “أن تونس بأحرارها، من رجال ونساء، تساند محور المقاومة والحق العربي في فلسطين، كما تساند الشعب اللبناني وجيشه الباسل في مواجهة العدوان الداعشي”. وأشارت الى أن الوفد أتى الى لبنان “لنبارك لكم ما تحقق في جرود عرسال والانتصارات المقبلة، وندعم حرب الجيش اللبناني في مواجهة الارهابيين التكفيريين، متمنين لكم النصر”.
ورد عون مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه دعمهم، ومؤكدا “أن الجيش على أهبة الاستعداد والجهوزية لمواجهة خطر التكفيريين، وهو سيحرز الانتصار في معركته في مواجهة الإرهاب”.
وأشار رئيس الجمهورية الى “أننا تخطينا مرحلة الانقسام السياسي في لبنان، منذ جرت الانتخابات الرئاسية وأرسينا الاستقرار السياسي والأمني الذي نحمد الله على اننا ننعم به اليوم”، مشيرا في الوقت عينه الى العبء الكبير الذي يتحمله لبنان نتيجة استقباله أكثر من مليون و850 الف نازح سوري من جراء الحرب في سوريا، “وهذا عبء كبير اضافة الى اللجوء الفلسطيني المزمن”.
وقال عون: “نأمل أن يتحقق السلام سريعا في سوريا بما يساعد في حل مشكلة النزوح وعواقبه”، مستذكرا ما كان اعلنه امام القمة العربية في الاردن حين دعا مختلف الافرقاء العرب الى الجلوس حول طاولة حوار والاعتراف بالمصالح الوطنية والحيوية العائدة الى كل دولة.