أكد كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف أنه لا يستبعد إمكانية التوصل الى اتفاقية حول منطقة خفض تصعيد رابعة بمحافظة إدلب السورية، مشيرا الى أن ذلك يصب في مصلحة كافة الأطراف.
وقال الخبير الروسي “لا يزال من المبكر التحدث حول إنه سيتم الاتفاق حول هذه المنطقة، إلا أن ذلك ممكن، وهناك فرصة كبيرة لذلك لأنه بحسب المعلومات الواردة فإن ممثلي المسلحين مهتمون كذلك بإنشاء هذه المنطقة”.
وتابع “المفاوضات حول ذلك جارية، وكانت هناك معلومات حول التوصل لنتائج حول ذلك، إلا أنه لم تصدر تصريحات رسمية حول ذلك”.
وحول إمكانية وجود الضامن الروسي في المنطقة الشمالية المرجحة بغياب الآخرين، كما هو الحال في المناطق الثلاث التي تم الاتفاق حولها وسط وجنوب سوريا، قال دولغوف”من المستبعد أنه ستكون هناك مطالب باقتصار مراقبة هذه المنطقة على الجانب الروسي، لأن المسلحين الذين يسيطرون على هذه المنطقة سيطالبون بمشاركة قوات أخرى، ربما تركية أو قوات أخرى، لا أعتقد أميركية، بكل الأحوال المطالبة بوجود قوات غير القوات الروسية، وذلك بسبب موقف هؤلاء المسلحين من روسيا”.
وفي معرض رده عن سؤال حول إمكانية الاتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد رابعة في إدلب، في ظل سيطرة تنظيم “فتح الشام” الإرهابي (جبهة النصرة) على غالبية المحافظة، قال الخبير”يجب أن نشير هنا الى أن هناك أوساطا في تركيا ترى أن النصرة لا تعتبر منظمة إرهابية، على الرغم من أن موسكو وواشنطن تعتبرانها كذلك”.
وأوضح أن “إقامة منطقة خفض تصعيد على الأراضي التي تسيطر عليها النصرة سينعي مشاركة النصرة في الإدارة المحلية الى حد ما، وذلك يعتبر أمرا هاما بالنسبة لها، السؤال هو مدى استعداد الحكومية السورية والجانب الروسي للموافقة على ذلك”.
وتابع الخبير “في حال نظرنا الى المفاوضات في أستانا وكيفية سيرها، فهناك مجموعات تشارك في مفاوضات أستانا كانت روسيا تعتبرها إرهابية ولا يزال بعض العسكريين يعتبرونها كذلك، كجيش الإسلام واحرار الشام، ومع ذلك فإنهم يشاركون في المفاوضات”.
وأوضح”بشكل عام، فإنه من مصلحة روسيا إنشاء مناطق خفض التصعيد، وذلك لأنها تخفض مستوى العمليات القتالية، ولذلك فإن هناك فرصة كبيرة لإقامة هذه المنطقة”.
هذا وتوصلت وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة خلال اللقاء في القاهرة الى اتفاق حول ترتيبات نظام عمل المنطقة الثالثة لخفض التصعيد في شمال مدينة حمص.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 22 تموز/يوليو من العام الجاري عن توقيع اتفاق لبدء سريان “تخفيف التصعيد” في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا، في القاهرة عقب محادثات بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية، بوساطة مصرية.
المصدر: سبوتنيك