تتداخلُ حدودُ جرودِ عرسال ورأس بعلبك وفليطة والقاع، لا يفصِلُ بينَها الا الحرية. اُنجِزَت المَهمَّةُ في جرودِ عرسال، وفي استراحةِ محاربٍ، أطل الامينُ على الدماءِ باسطاً يديهِ بالدعمِ والعَطاءِ في المعركةِ التوأم. “شو بدكم نحنا جاهزين” “نحن بخدمةِ الجيشِ اللبناني وقيادتِه” يقولُ السيدُ نصرالله. عباراتُ دعمٍ تتسعُ مِلءَ المدى لفرسانِ الوطنِ القابضينَ على الزِنادِ الذينَ بدأوا بِشدِ الرحالِ صعوداً الى قِممٍ وتلالِ وَطأَ امثالَها رجالُ الل قبلَ أيام. القرارُ نهائيٌ وحاسم، والنتيجةُ محسومةٌ يستشرفُها الرئيسُ نبيه بري على حدودِ نصرِ الالفين وستة. “ان شاء الله يكونُ انتصارُ الرابعَ عشرَ من تموز موعدَ انتصارنِا على داعش” يقولُ بري من طهران.
وبانتظارِ ساعةِ الصفر الجيشُ اللبناني يمهدُ بالنار. وِحداتُهُ استهدفت مراكزَ تنظيمِ داعش الإرهابي في جرودِ رأسِ بعلبك، براجماتِ الصواريخِ والمدافعِ الثقيلة، ودمرت تحصيناتٍ وآليات، موقعةً إصاباتٍ مؤكَدةَ في صفوفِ الإرهابيينَ بِحَسَبِ بيانِ قيادةِ الجيش. لكن كما للمعركةِ استعدادات، فلها مسلتزَماتٌ اولُها وآخرُها التنسيقُ بينَ الجيشينِ اللبناني والسوري والمقاومة كما يؤكدُ خبراءُ عسكريون. فكيفَ يمكنُ اقتلاعُ داعش من المنطقة في حالِ لم تتلازَمِ المعركةُ على جانِبَي الحدود؟ فلتُترَكِ الكلمةُ الحقُ لميادينِ القتال، ولا مِساحةَ لكلامٍ مخالفٍ في الميدانِ السياسي.