تعمل بروتوكولات الاتصالات السلكية واللاسلكية في المجال البري، إذ قامت منظمات متخصصة في مجال الاتصالات منذ عقود، بوضع مجموعة من البروتوكولات الموحدة، وذلك بهدف إنشاء شبكة اتصال تحتوي على العديد من الأجهزة التي يمكنها التواصل في ما بينها بتوافق تام.
ولكن عند الحديث عن الاتصالات في أعماق البحار، فالأمر يختلف بعض الشيء، إذ لا توجد معايير عالمية تنظم الاتصالات البحرية، على الرغم من وجود بعض الأجهزة والروبوتات الاستكشافية التي يمكنها التواصل وفق أنظمة خاصة.
وفي هذا الصدد يعمل خبراء من مركز البحوث البحرية (CMRE)، التابع لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، على تطوير أول معيار للاتصالات الرقمية تحت المحيطات بالاعتماد على الموجات الصوتية، أي ما يعادل شبكة الواي-فاي أو الشبكات الخلوية في المجال البري. ويعتقد الباحثون، أن هذا المشروع الذي يحمل اسم Janus، يعتبر بمثابة الخطوة الأولى في طريق إنشاء شبكة إنترنت تحت البحار.
ومن الناحية التقنية يعتمد نظام Janus على إشارات صوتية تتيح للأجهزة البحرية والغواصات إنشاء شبكة اتصال عبر نطاق ترددي يصل إلى 11.5 كيلوهيرتز، ما يعني إمكانية تواصل جميع الأنظمة البحرية والروبوتات الاستكشافية ضمن شبكة اتصال موحدة.
وللوقوف على مدى جاهزية النظام، قام الباحثون بإجراء مجموعة من الاختبارات في ميناء لاسبيتسيا الإيطالي، وطوروا نظاماً جديداً يتيح التقاط إشارات الواي-فاي والشبكات الخلوية، ليقوم بعد ذلك بتحويلها إلى إشارات متوافقة مع نظام Janus.
ويهدف المشروع إلى إنشاء شبكة اتصال عالمية، لتمكين روبوتات الاستكشاف البحرية والسفن والغواصات من التواصل في ما بينها، وتسخير الشبكة في بعض التطبيقات مثل، حماية الغواصين والمنشآت البحرية، وكذلك الرفع من أمن الموانئ وتعزيز المراقبة البحرية، بالإضافة إلى الكشف عن الألغام وتطوير علم الآثار البحرية.
ولم تكشف منظمة حلف الشمال الأطلسي عمّا إذا كان نظام Janus سوف يتوفر بشكل عمومي، على غرار شبكة الواي-فاي، أم إنه سيكون جاهزاً للاستعمال من طرف جهات ودول محددة؟ إلا أن السؤال الأكثر أهمية يتمثل في مدى تأثير الموجات الصوتية على الحياة البحرية، وفي هذا الصدد صرح جو ألفيس، المشرف العام على المشروع: نعرف أن للصوت تأثيراً على الحياة البحرية ولهذا نقوم بالتنسيق مع متخصصين في البيولوجيا لتحديد حجم تأثير الموجات الصوتية على الكائنات في المحيطات.
المصدر: العربي الجديد