تحدثت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت نهار الخميس في 12-5-2016 عن نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية التي جرت في بيروت والبقاع قبل أيام، وعن تداعياتها، وعن التحضريات للإنتخابات التي ستجري نهار الأحد في جبل لبنان.
السفير
«الكتائب» وفرعون ينصحان رئيس «المستقبل» بالتقاط الرسالة
«القوات» والحريري: جردة حساب.. وإعادة انتشار
برغم مضي أيام عدة على انتهاء الانتخابات البلدية في بيروت، إلا أن هزاتها الارتدادية لا تزال متواصلة، بعدما أدت نتائجها المركّبة الى تحريك «فالق» الهواجس المتبادلة بين «تيار المستقبل» وحلفائه المسيحيين.
وإذا كانت صناديق الاقتراع في بيروت وعاصمة البقاع قد باحت بمكنوناتها وأسرارها، فإن دفاتر الحساب فُتحت للتو في «بيت الوسط» ومعراب والصيفي، بعدما كشفت أرقام المقترعين للائحة «البيارتة»، كما أعداد المقاطعين للعملية الانتخابية عن خلل فادح في منظومة التحالف وبنيته التحتية التي بدت بحاجة ملحة الى أعمال صيانة.
حتى الأمس القريب، اعتاد حلفاء الحريري من المسيحيين، خصوصا رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على التخفيف من وطأة التناقضات التي كانت تسري تحت جلد التحالف، متسببة بعوارض جانبية.
كثيرا ما كان جعجع يستخدم القفازات السياسية في مقاربة العلاقة بالحريري، مفضلاً تدوير الزوايا الحادة على الاصطدام بها، الى حد أنه قرر أن «يبتلع» الإهانة التي شعر بها عندما لامه رئيس «المستقبل» علنا على توقيت المصالحة مع العماد ميشال عون، خلال احتفال «14 آذار» في «البيال».
يبدو جعجع وكأنه يريد لعلاقته مع الحريري أن تكون مضبوطة على إيقاع عقارب ساعته، وليس على وقع ردود الفعل الارتجالية، ولو اضطر لكتم الغيظ الى حين، في انتظار اللحظة المناسبة لتغيير قواعد اللعبة. والأرجح أن جعجع بات يميل في أعقاب تفاهمه مع عون الى تعديل شروط «العقد» الذي كان يربطه برئيس «المستقبل»، لا سيما بعدما ساهمت مصالحة معراب في تعزيز رصيده وتحسين موقعه التفاوضي.
وبقعة زيت التململ المسيحي امتدت أبعد من معراب، الى درجة أن شخصية كانت محسوبة تقليدياً على «المستقبل»، مثل الوزير ميشال فرعون، باتت لا تخفي تمايزها عن التيار الازرق. ويروى أن فرعون صارح الحريري مؤخرا، بحقيقة المزاج المسيحي المتذمر في العاصمة، نتيجة نهج المجلس البلدي لبيروت، قائلا له في أحد الاجتماعات: أنا اسمي ميشال فرعون، وأنا وزير ونائب، ومع ذلك لم أحصل على خدمة من بلدية بيروت (السابقة) منذ مدة طويلة.
«القوات» تصارح الحريري
وتعترف مصادر مقربة من «القوات اللبنانية» بأن هناك خللاً في التحالف مع «المستقبل»، بلغ حد «العطب البنيوي»، الأمر الذي بات يتطلب مراجعة نقدية جريئة من الطرفين، بغية تصويب المسار، قبل أن تتفاقم الأزمة بينهما. وترفض المصادر المطلعة على مناخ معراب اتهامات «المستقبل» لحلفائه المسيحيين، وفي طليعتهم «القوات»، بخيانة لائحة «البيارتة» وعدم الإيفاء بالالتزامات المفترضة حيالها، لافتة الانتباه الى أن النتيجة الهزيلة التي حصدتها اللائحة تعود الى تراكم مجموعة من الملفات التي لا علاقة لـ «القوات» بها، بل نشأت على ضفاف «المستقبل» بشكل أو بآخر، ما أثّر على الرأي العام المسيحي وخياراته الاحد الماضي.
وتشير المصادر المقربة من «القوات» الى أن أداء المجلس البلدي السابق الذي انتُخب تحت مظلة «المستقبل»، كان مجحفاً بحق الأحياء البيروتية المسيحية التي عانت من حرمان إنمائي متعدد الأبعاد، «وحتى معالجة أزمة النفايات على سبيل المثال خضعت الى ازدواجية المعايير، إذ كانت تُرفع من مناطق عدة في بيروت فيما تُركت متراكمة في الأشرفية لوقت طويل».
والى جانب التمييز في المعاملة الإنمائية، تأثر الجمهور المسيحي – وفق المصادر ذاتها – بنمط التعاطي مع مسألة الحوض الرابع في المرفأ، وقضية الانترنت ودور عبد المنعم يوسف فيها، ومحاصرة جهاز أمن الدولة الذي يقوده ضابط مسيحي، وترشيح رئيس «المستقبل» للنائب سليمان فرنجية، والإساءة التي وجّهها الحريري الى جعجع علناً خلال احتفال «البيال» الشهير، والتي كادت تتسبب باندلاع مواجهات ساخنة بين الجمهورين لولا مسارعة رئيس «القوات» الى احتواء ما جرى.
وتشير المصادر المطلعة على أجواء معراب الى أن طريقة تشكيل لائحة «البيارتة» انطوت على ثغرات عدة، موضحة أن «القوات» لم تكن موافقة على طريقة تأليفها من حيث الشكل والمضمون، ولكنها تخطت تحفظاتها وقبلت بأن يكون لها مقعد واحد في المجلس البلدي، حرصاً على حماية التحالف مع «المستقبل»، الذي كان يُفترض به تقدير هذا السلوك، وليس التجني على «القوات» باتهامات انفعالية.
وتضيف المصادر: المفارقة، أن «القوات» متهمة بعدم احترام التزاماتها، في حين ان اسم مرشحها هو الذي تعرض للتشطيب الواسع في الشارع السني، ما أدى الى حلوله في المركز الأخير على اللائحة الفائزة، والمفارقة الاخرى أن البعض افترض أن هناك إمكانية لتشغيل محركات الماكينة الانتخابية لـ «القوات» بطاقتها القصوى وراح يحاسبها على هذا الأساس، متجاهلا أن لها مرشحاً واحداً على اللائحة.
وتتوجه المصادر الى الحريري بالقول: لو سملنا معك بأن «القوات» والاطراف الاخرى في الدائرة الاولى تعمدت بقرار سياسي إعطاء لائحة «بيروت مدينتي» الأصوات المسيحية، علما ان هذا ليس صحيحا، فمن يتحمل المسؤولية عن الأصوات السنية التي حصلت عليها تلك اللائحة، وعن النسبة الواسعة من المقاطعة السنية لانتخابات العاصمة.. أليس «تيار المستقبل»؟ وتتوقف المصادر المقربة من «القوات» عند سلوك الحريري في زحلة التي تعادل برمزيتها الاشرفية وبشري وتكاد تكون عاصمة «القوات»، متسائلة: أين هي الحكمة ومقتضيات مراعاة التحالف في أن يزور الحريري السيدة ميريام سكاف عشية الانتخابات البلدية، ثم يدعمها في معركتها ضد لائحة الاحزاب التي شكلت «القوات» أحد أركانها ودعائمها؟
وتشدد المصادر على أنه لم يعد مقبولا تحميل «القوات»، في كل مرة، تبعات أي إخفاق أو خلل يحصل على مستوى مقاربة الاستحقاقات السياسية والانتخابية، من البلدية الى رئاسة الجمهورية وما بينهما، «ولا تجوز المبالغة في الاتكال على صبر «القوات» ورباطة جأشها..».
وتعتبر المصادر أن «تيار المستقبل» مدعو الى مراجعة ذاتية جريئة والتدقيق في نقاط الضعف التي يعاني منها، ملاحظة أن الحريري ارتكب العديد من الأخطاء بحق المسيحيين منذ عودته الى لبنان، ما ولّد لديهم حالة من الاحتقان انعكست على سلوكهم في الانتخابات البلدية، «وهذه حقيقة ينبغي الإقرار بها، تمهيدا لمعالجتها، وليس الهروب منها الى الأمام». وترى المصادر أن مشكلة «المستقبل» الحقيقية والعميقة تتمثل في افتقاره الى «الواقعية» في مقاربة الملفات والاستحقاقات، خلافاً لوضع «القوات» التي تحسن التوفيق بين براغماتيتها ومبادئها، معربة عن اعتقادها بأن الحريري لا يتكيف بالقدر المطلوب مع معطيات الواقع وحقائقه، بل ينطلق من مقدمات خاطئة تقود حكماً الى نهايات غير سعيدة.
وتؤكد المصادر المقربة من «القوات» أن الفريق المحيط بجعجع لا يحرضه على فك ارتباطه بـ «تيار المستقبل»، برغم كل المآخذ على نهج الحريري، آملة أن يكون لدى المحيطين بالحريري الحرص ذاته، وأن يسدوا له النصائح المفيدة، لا تلك التي تورطه في المآزق. وتؤكد المصادر أن «القوات» لن تشارك بعد الآن في أي تركيبة ائتلافية لا تتوافر فيها مقوّمات النجاح، لافتة الانتباه الى أن جعجع لا يزال حريصاً على استمرار التحالف مع «المستقبل»، برغم كل شيء، لكنه يتطلع في الوقت ذاته الى نقاش صريح حول مكامن الخلل، لتصحيحها على قاعدة وضع الأمور في نصابها وتحقيق التوازن من البلدية الى مؤسسات الدولة.
فرعون يتمايز
أما الوزير ميشال فرعون، فيؤكد لـ «السفير» أن القيادات المسيحية لم تخدع الحريري ولم تطعنه، لافتا الانتباه الى أن هناك أسباباً موضوعية وراء ما جرى في العاصمة الاحد الماضي. ويشير الى أن لائحة «البيارتة» وُلدت قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات، بعد مفاوضات مضنية، وبالتالي لم تتوافر فسحة زمنية كافية من أجل تسويقها وإقناع الناخبين بها، ملاحظا أن الناس الذين خاب أملهم في المجلس البلدي السابق نتيجة أداء رئيسه والخلافات بين أعضائه، افترضوا أن اللائحة الائتلافية ستكون استنساخا للتجربة السابقة، ما دفع جزءا واسعا منهم الى الامتناع عن دعمها أو تأييد «بيروت مدينتي» التي دغدغت بتركيبتها مشاعر البعض ومنحتهم أملاً في التغيير، ما أكسبها نوعا من العطف الشعبي.
ويدعو فرعون الى عدم التقليل من تداعيات أزمة النفايات التي كان للأشرفية حصة كبرى منها، مضافاً اليها الإحباط الشعبي المسيحي الناتج من استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وعدم وضع قانون انتخاب عادل، وهذا كله أفرز أزمة ثقة في السلطة والطبقة السياسية، انعكست على صناديق الاقتراع في المناطق المسيحية.
ويتابع: أنا أتفهم موقف الحريري وغضبه، لكنني أتمنى عليه أن يقارب ما حصل من زاوية موضوعية، وأن يدرك أن هناك وجعاً وجرحاً عند الناس بفعل التراكمات، وأنا أدعوه الى عدم التأثر بأولئك الذين يحرضونه.
الكتائب: لا مؤامرة
وفي سياق متصل، تؤكد أوساط قيادية في حزب الكتائب أن حصيلة الانتخابات البلدية في بيروت لا تعبر عن مؤامرة أو خيانة تستهدف الحريري، بل تعكس تحولا في المجتمع اللبناني على أنقاض «8 و14 آذار» اللتين فقدتا البوصلة. وتشدد الأوساط الكتائبية على أنه لم يكن هناك قرار لدى الاحزاب المسيحية بتهريب الأصوات الى «بيروت مدينتي»، أقله لسبب مصلحي نابع من وجود مرشحين لهذه الأحزاب على لائحة «البيارتة»، ومن كون مصداقيتها على المحك، وبالتالي فليس منطقيا أن تسيء الى نفسها بنفسها.
وتعتبر الاوساط أن هناك نوعا من التمرد داخل جمهوري كل من «8 و14 آذار»، ردا على الأزمات المتمددة في كل الاتجاهات، وحتى الـ 80 في المئة الذين قاطعوا الانتخابات البلدية في العاصمة، إنما كانوا يعبرون عن موقف سياسي احتجاجي واعتراضي موجّه الى الطبقة السياسية المعنية بأن تلتقط هذه الرسالة، لا أن تتجاهلها. وتتساءل الأوساط: أيهما أهم بالنسبة الى الناس، انتخاب جمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت أم انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الشغور المتمادي في قصر بعبدا؟
وترى الأوساط القيادية في الكتائب أن لبنان دخل في مرحلة تغيير، وعلى الحريري أن يكون مسرورا لان هذا التغيير يحصل حتى الآن بطريقة سلمية، وليس من خلال «داعش» و «النصرة». وتلفت الاوساط الانتباه الى أن ما جرى في الاشرفية يوم الانتخابات يُبين أن المجتمع المسيحي لا يزال ينبض، ويفرز انتفاضات.
النهار
عدوى البلديات تتمدد إلى الانتخابات النيابية معركة جونية تبعثر اصطفافات زحلة الحزبية
قبل ثلاثة أيام من موعد المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان الاحد المقبل، بدا واضحاً ان المناخات والنتائج المحققة حتى الآن عقب مرحلة بيروت والبقاع وما تستتبعه في بقية المحافظات ستنطبق عليها قاعدة “ما بعد الاستحقاق البلدي لن يكون كما قبله” على مختلف المستويات السياسية الداخلية. فاذا كان ضجيج النتائج والصدمات التي أثارتها نتائج بيروت وزحلة في شكل خاص قد ملأ الفضاء الاعلامي والسياسي في الايام الاخيرة من حيث تأثيراتها الفورية أو البعيدة المدى على العلاقات بين أفرقاء وحلفاء سياسيين بدوا هذه المرة على شفير “طلاق” ما لم تستدرك الهزة العنيفة التي اقتحمت واقع تحالفاتهم، فان الجديد المفاجئ الى حد بعيد جاء أمس من بوابة فتح ملف تداعيات نتائج الاستحقاق البلدي على ملف الانتخابات النيابية نفسها.
وفتح الملف على الغارب من خلال ما بدا “مبادرة” لرئيس مجلس النواب نبيه بري لاقى عبرها النتائج الفورية للمرحلة الاولى ليقطع الطريق أولاً على أي امكان للتمديد تكراراً لمجلس النواب وليمضي ابعد في تحديد برنامج مبدئي يفضي الى التوافق على قانون جديد للانتخاب ومن ثم اجراء انتخابات نيابية مبكرة ومن ثم انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولو بمن يحضر. والحال ان بري الذي تدرج في طرحه من اجراء الانتخابات وفق القانون الحالي في حال تعذر التوافق على قانون جديد الى توافق على تقصير ولاية المجلس الحالي وتعهد الكتل انتخاب رئيس ولو بمن حضر، أثار غباراً كثيفاً مكتوماً حول هذه المبادرة ينتظر ان تتبلور المواقف منه تباعاً.
وعلمت “النهار” من أوساط نيابية مواكبة للطرح الجديد للرئيس بري المتصل بإجراء إنتخابات نيابية قبل الرئاسية شرط التزام إنتخاب رئيس للجمهورية فور إنجاز هذه الانتخابات، أن رئيس المجلس وجّه بإقتراحه هذا الرسائل الآتية:
– إذا لم يتم التوافق على قانون جديد للانتخاب في حدود الخريف المقبل، تكون الامور ذاهبة الى إجراء الانتخابات الربيع المقبل بموجب قانون الستين.
– ان الدعوة الى التوافق على قانون الانتخاب تعني ان القانون المختلط هو الانسب.
– ان إجراء الانتخابات النيابية قبل إنتهاء فترة التمديد يسبقه تعهد من كل الاطراف السياسيين لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم تكرار الممارسة الحالية بتعطيل النصاب وذلك منعا لتطيير الحكومة بسبب إنتخاب مجلس جديد من دون وصول رئيس الى بعبدا يطلق عملية الاتيان بحكومة جديدة، وتالياً تصبح البلاد بلا سلطة تنفيذية كليا.
في غضون ذلك تصاعدت حمى الاستعدادات لمعركة جونية الانتخابية باعتبارها المعركة الاكثر توهجاً في قضاء كسروان وأقضية الجبل عموماًً. وبدا واضحاً ان نتائج السباق السياسي والانتخابي في زحلة خصوصا قد لفح معركة جونية بمزيد من الحرارة مع ان لعاصمة كسروان خصوصية تميزها عن عاصمة البقاع ولا تجعل المعطيات نفسها تؤثر في المعركة إلاّ من باب مواقف الاحزاب المسيحية التي تقف في جونية في مواقع مختلفة عما شهدته زحلة. ذلك ان المعركة في جونية تتركز على انقسام قوي بين العائلات وتجسده لائحتان الاولى برئاسة فؤاد البواري المدعوم من ائتلاف يضم النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن ورئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام والوزير السابق فارس بويز، والثانية برئاسة جوان حبيش مدعومة من “التيار الوطني الحر” وحزبي الكتائب والوطنيين الاحرار. وتقف “القوات اللبنانية” من التنافس في موقع حرج جعلها تتجه كما افادت المعلومات مساء أمس الى اطلاق الحرية لانصارها في الانتخاب.
وفي سياق انتخابي آخر، كشف رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون امس في حديث الى “النهار” ان لائحة مكتملة من العونيين و”القوات اللبنانية” ستقف في وجهه في دير القمر حيث يدعم شمعون والوزير السابق ناجي البستاني لائحة برئاسة فادي حنين. كما أكد شمعون ان “جماعة وليد بك (جنبلاط) يعملون ضدي ويدعمون اللائحة الثانية”.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” ان جلسة مجلس الوزراء العادية عصر اليوم ستبحث في جدول أعمال من 120 بنداً بعدما سحب منه رئيس الوزراء تمام سلام “صواعق” يمكن أن تطرح إشكاليات وفق توصيف مصادر وزارية.لكن هذه “الصواعق” المنزوعة لا تشمل بنوداً مثيرة للجدل تتعلق بالصحة وتجهيزات المطار التي تريد وزارة الاشغال العامة والنقل حصر مدة إستدراج العروض لتوفيرها بخمسة أيام فقط.
اللاجئون
وفي تطور مفاجئ في موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، علمت “النهار” ان الحكومة تخلت عن الرفض المطلق للشرط الدولي ربط المساعدات للبنان بتشغيل اللاجئين وقررت ان تنظر في كل مشروع ستموّله الجهات المانحة على قاعدة المواءمة بين تشغيل اللاجئين والقوانين اللبنانية المرعية، على ان يتم توفير فرص عمل كثيرة للبنانيين بموجب مشاريع مطروحة. وجاءت هذه المعلومات عقب الاجتماع الذي رأسه عصر أمس الرئيس سلام للجنة الوزارية المعنية التي ضمت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العمل سجعان قزي ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فيما غاب عن الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الموجود في قطر. وأبلغ الوزير قزي “النهار” ان البحث تناول المواءمة بين طلبات الدول المانحة والقوانين اللبنانية في ضوء ما طلبه لبنان في مؤتمر لندن وبعده من دعم مادي لإنشاء بنى تحتية وإصلاح أخرى بما يحافظ على فرص العمل للايدي العاملة اللبنانية وفتح سوق العمل أمام اللاجئين في القطاعات التي إعتاد لبنان أن يفتحها أمام العمال السوريين. وكشف ان هناك مشاريع زراعية والثروة السمكية وإستصلاح الشواطئ والمواصلات البرية والصحة ستنطلق بناء على ما قدمه لبنان أمام مؤتمر لندن.
وفي سياق آخر، نفذت أمس مناورة عسكرية مشتركة في اطار التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني في قاعدة حامات الجوية والبقعة البحرية المقابلة لها اشتركت فيها طوافات.
الاخبار
ما يقوله السياسيون المسيحيون عن تهديدات الحريري وأخطائه ومغامراته
منذ ان اقفلت صناديق الاقتراع في بيروت والرئيس سعد الحريري يطلق تهديدات في حق القوى السياسية المسيحية حول المناصفة وغيرها. ماذا يقول المسيحيون عن اخطاء الحريري وتهديداته ومغامراته السياسية؟.
هيام القصيفي
لا يحتاج الرئيس سعد الحريري الى صناديق الاقتراع في بيروت، وحتى في زحله، كي يكتشف ان ثمن مغامراته السياسية، وآخرها ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، كبير وباهظ. ولا يحتاج ايضا الى هذه الحملة الاعلامية والسياسية المضادة، كي يطلق تهديدات في شأن الحفاظ على الشراكة، ما دامت القوى المسيحية هي التي تحمل منذ سنوات شعار رفع الغبن عن المسيحيين واحترام حقوقهم التي حافظ عليها اتفاق الطائف وأهدرها تنفيذه برعاية الرئيس رفيق الحريري، وترويكا الحكم في ظل النظام السوري.
ولا يحتاج حكماً الى التلويح بالمناصفة، ما دامت المناصفة الحقيقية «سرقت» في عهد الأب والابن، بحسب ما تقول اوساط مسيحية، بعدما ضاعف الحريري من حدّة تهديداته تجاه القوى المسيحية، فيما لم يتوجه الى حلفائه الاخرين بأي كلمة اعتراضية. في الاسابيع الاخيرة، كُشف عن كلام قيل في بيت الوسط، يعبّر تماماً عن النيات المضمرة تجاه القوى المسيحية الحليفة وغير الحليفة، وليس اقلها ما اعاد الحريري قوله علنا عن المناصفة في بلدية بيروت وغيرها. واذا كانت المناصفة في بلدية بيروت لا تحتاج الى الحريري وحده، وهي جرت برعاية كافة القوى السياسية ولا سيما الرئيس نبيه بري الذي حرص على تذكير المعنيين بضرورة حصولها مهما كان الثمن، فان القوى المسيحية المعنية لديها ايضا دفتر شروط مضاد في وجه تلميحات الحريري وتلويحه باتخاذ «عقوبات مستقبلية» في حق الشركاء المسيحيين.
بعيداً عن لغة الارقام والنتائج المعبّرة التي خلصت اليها الانتخابات البلدية وتقويم الاقتراع المسيحي والاسلامي للوائح المتنافسة في بيروت وقدرة الاحزاب المسيحية على التجييش، فان ثمة حقائق سياسية يقولها سياسيون معنيون ويفترض بفريق الحريري ومستشاريه ان يضعوها في حساباتهم، وهي ان هذا الاقتراع ليس عملية حسابية، والرد على الحريري لن يكون باللجوء الى تبريرات علمية وجداول وارقام. هناك كلام يقال لرئيس الحكومة السابق بوضوح:
هذا الاقتراع بنسبه المئوية كان اقل من نسبة الاقتراع التي سجلت عام 1992 حين قاطع المسيحيون الانتخابات النيابية، والتي اوصلت الى المجلس النيابي طاقم الحكم الذي لا يزال مستمراً حتى الان بمعظمه منذ ذلك الحين، من دون الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
والاقتراع المسيحي، ببساطة، ليس وليد اللحظة الانتخابية او انقلاباً على التحالفات التي صيغت من فوق الطاولة او من تحتها، وليس قفزاً فوق لقاءات عقدت في بيت الوسط او غيره. عمر هذا الاقتراع المسيحي اشهر وسنوات، وهو نتيجة ما يسميه احد السياسيين «تسويات غامضة وشكوك وسوء نية» يمارسها الحريري وفريقه يوميا تجاه القوى المسيحية الاساسية. فاقتراع بيروت، وتحديدا الدائرة الاولى، لا علاقة له لا بتصفيات حسابات شخصية داخل التيار الوطني الحر، ولا بدور القوات اللبنانية في التحكم بجمهورها، بل له علاقة بممارسة الحريري تجاه المسيحيين منذ التحالف الرباعي حتى اتفاق الدوحة وبعده وترؤسه الحكومة وخروجه من بيروت وعودته اليها. هذا الاقتراع هو جردة حساب منذ «السين سين» وزيارة دمشق والرئيس بشار الاسد، هو اقتراع تشكيل الحكومة مع من كان يتهمهم بنفسه باغتيال والده، والمشاركة في حكومة وحوار من دون القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع، والانقلاب على الحوار مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، والسير بكل ما هو ضده في الحكومة وفي قانون الانتخاب وفي ترشيح فرنجيه. وهو اقتراع ضد خيار تسوية باريس وترشيح فرنجيه في وجه تفاهم معراب ــــ الرابية، والاصرار عليه بعدما اعلن جعجع ترشيح عون.
«بيروت مدينتي» تضم مرشحين اقرب الى فكرة 14 آذار نالوا هذا الكم من التصويت الاعتراضي
هذا الاقتراع هو تماما ما كانت القيادات السياسية المسيحية تحاول ان تغلّفه بقالب ديبلوماسي، وابقاءه تحت الطاولة حفاظا على الاستقرار وعلى التحالفات التي بنيت بعد عام 2005، بعدما خطف الحريري وفريقه كل الانتصارات التي حققها المسيحيون مع البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، ليتخلى لاحقا عن الفوز في انتخابات عام 2005 ومن ثم عام 2009 ليلة اقفال صناديق الاقتراع، لمصلحة ما يعده هو تركيبة ثابتة مع بري.
وتصويت بيروت يعني حقيقة ان احدا من هذه القيادات لم يغفر للحريري ما يقوم به يوميا، في اطار استبعاد القيادات المسيحية ومحاولة التحدث باسمها، فقط لان في كتلته بضعة اسماء مسيحية. ولم تسامحه يوما على انه يريد الاستئثار بحصة المسيحيين في مجلس الوزراء ومجلس النواب وفي الادارة، وفي الاستمرار في نهب المال العام والفساد الذي استشرى في عهد حكومات فريقه المتتالية.
واذا كان «بيت الوسط» لا يسمع سوى الموالين له في قوى 14 آذار والمستفيدين من تركيبة الحريري، فان الدلالة الابرز التي لا تتعلق فقط بالمسيحيين، هي ان اعضاء لائحة «بيروت مدينتي» التي تضم مرشحين هم اقرب الى فكرة 14 آذار، نالوا هذا الكم من التصويت الاعتراضي على اسلوب ادارة السلطة التي يتمثل الحريري وفريقه بأبرز رموزها، ولا سيما في آخر ملفين حيويين: سوكلين والنفايات، واوجيرو والاتصالات.
منذ عودة الحريري الى بيروت تتوالى خطواته الناقصة. لا يكاد يمر يوم من دون هفوة سياسية كبيرة او صغيرة، وسط استمرار سياسته في استهداف القوى المسيحية. ما لم يدركه الحريري بعد ان هذه القوى لن تغض الطرف عن التهديدات التي يطلقها. فما يقال امام الكاميرات، يختلف تماما عما يقال في الصالونات السياسية. هكذا هي الحال في «بيت الوسط» حيث تكبر دائرة المطالبين باقصاء المسيحيين، وهكذا هي حال القوى المسيحية التي لن تكون مكسر عصا. ولن تسكت كما لم تسكت منذ عام 1990 وحتى 2005، حين سكت آخرون.
البناء
«داعش» ينفّذ مجزرة في بغداد تحصد 300 قتيل وجريح… ودعوات للحسم
غطاء غربي لـ«جيش الإسلام» و«أحرار الشام»… وموسكو تنتظر نتائج فيينا
بري للإسراع بقانون الانتخابات… ونصرالله اليوم منتصراً على الحرب الناعمة
كتب المحرر السياسي
التفجيرات المتلاحقة التي أصابت بغداد، بانتحاريّي ومفخخات «داعش» أكدت وفقاً لمصادر عراقية متعدّدة الحاجة إلى الترفع عن الخلافات الجانبية التي تعطل العمل الذي يحتاج العراق لحسم سريع مع تنظيم «داعش»، وكانت التفجيرات التي حصدت ثلاثمئة بين قتيل وجريح قد حازت التنديد من كلّ العواصم الدولية، وتأكيد أولوية الحرب على الإرهاب.
الإجماع على الحرب مع «داعش» يصير رمادياً عندما يصل إلى تنظيم القاعدة بنسخته السورية الرسمية التي تمثلها «جبهة النصرة»، فلا يخجل الوزير الأميركي أو يشعر بالإحراج عندما يقترح على نظيره الروسي تأجيل التعامل مع «النصرة» كتنظيم إرهابي إلى ما بعد الخلاص من «داعش»، ويصير الغطاء الأميركي الفرنسي البريطاني لـ»جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في مجلس الأمن علنياً، للحؤول دون تصنيفهما تنظيمين إرهابيين رغم تموضعهما العسكري مع «جبهة النصرة» وانتسابهما إلى الفكر التكفيري ذاته، وتاريخهما المليء بالمسؤوليات عن عمليات القتل والذبح والحرق للمدنيين والنساء الأطفال والشيوخ.
موسكو التي تقدّمت بطلب التصنيف، تنتظر اجتماع فيينا الثلاثاء المقبل، لمسؤولي الدول المشاركة في دعم مسارات التسوية في سورية، لتبلور الموقف من التفاهم الروسي الأميركي على صيغة تضمن السير بالتسوية مجدداً، سواء بصيغة إحياء الهدنة أو العودة إلى محادثات جنيف، على قاعدة تقييم جيش الإسلام وأحرار الشام في ضوء تصرفهما تجاه الحرب مع «جبهة النصرة» وقبولهما مع سائر الفصائل المنضوية تحت لواء جماعة الرياض، ومن ورائهم جميعاً تركيا والسعودية بدعم فرنسي بريطاني، بأحكام التفاهم الذي يفرض تحديد مناطق سيطرة الأطراف المنخرطة بالهدنة لتحييدها وبالمقابل تحديد مواقع ومناطق سيطرة «جبهة النصرة» لجعلها خارج أحكام الهدنة، وإنهاء أيّ تشابك بين مَن يفترض أنهم معارضة و«جبهة النصرة» المصنّفة إرهاباً والموضوعة خارج أحكام الهدنة.
جماعة الرياض التي تتضارب تصريحات رموزها تجاه التفاهم الروسي الأميركي سيتبلور موقفها على ضوء الموقفين التركي والسعودي بين خيارَيْ خوض الحرب مع «جبهة النصرة» خارج الغطاء الأميركي أو الانضواء تحت أحكام التفاهم وضبط أداء جماعة الرياض و«جيش الإسلام» و«أحرار الشام» للقبول بالتفاهم وتفادي شمولها بالحسم العسكري، مقابل الحفاظ على الحدّ الأدنى من الحضور ضمن معادلة التسوية المعروضة.
لبنانياً دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لأخذ نتائج الانتخابات البلدية بالاعتبار والإسراع بإقرار قانون انتخابي جديد حاسماً استحالة تمديد ولاية المجلس النيابي مرة أخرى، بينما يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي خلفية الإطلالة النتائج التي حملتها الانتخابات البلدية، التي قالت إنّ الحرب الناعمة في جولتها الأولى قد فشلت في محاصرة المقاومة وإضعافها، فخطاب التحريض عليها، أصيب بنكسة شعبية واضحة في انتخابات بيروت، وبيئتها الحاضنة أظهرت تماسكاً وراء قياداتها وتمسكاً بخياراتها، وفقاً لانتخابات البقاع ونتائجها.
المستقبل يهدّد المسيحيين بنسف الطائف
لم تنته تداعيات انتخابات بلدية بيروت وما خلّفته من مزيد من التصدّع في العلاقة بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية ومتبادل للاتهامات. وأكدت مصادر في تيار المستقبل لـ«البناء» «أن ما تقوم به الأحزاب المسيحية أو ما يُمسّى بتحالف الأقليات ليس إلا محاولة لتهميش الرئيس سعد الحريري، تمهيداً لفرط اتفاق الطائف». وشددت المصادر على «أن المسيحيين سيكونون الخاسر الأول في أي صيغة جديدة، فالمناصفة التي نص عليها اتفاق الطائف بين المسلمين والمسيحيين، ستغيب عن أي ميثاق وطني جديد، لأن المسيحيين لا يشكلون أكثر من 30 من سكان لبنان». وأكدت مصادر المستقبل «أن الضخ الإعلامي الطائفي والحملة على الرئيس سعد الحريري سواء من القوات أو من التيار الوطني الحر ليس إلا لعباً بالنار، فأي تهميش للرئيس الحريري يعني تقوية للتطرف الإسلامي الذي سيكون نتيجة للتطرف المسيحي»، معتبراً «أن القوى المسيحية في التيار والقوات تضرب صيغة العيش المشترك وتقامر بالبلد».
والقوات… لنرَ أي بلد سيبقى لهم
وأبدى النائب أنطوان زهرا في حديث لـ«البناء» انزعاجه من رمي الاتهامات جزافاً بحق حزب القوات من قبل تيار المستقبل»، مشيراً إلى أنه في «بيروت الأولى هناك رأي عام مسيحي غير حزبي صوّت ضد لائحة البيارتة اعتراضاً على مخالفات البلدية السابقة»، ومشدداً على أن القواتيين في دائرة بيروت الثالثة صوّتوا لكل أعضاء اللائحة على عكس جمهور تيار المستقبل ومناصريه الذي عمدوا إلى تشطيب مرشح حزب القوات إيلي يحشوشي، والدليل على ذلك فرق 6000 صوت بين يسرى صيداني ويحشوشي. ورفض زهرا حديث مصادر المستقبل «أن المسيحيين لا يمثلون 30 وهذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في أي اتفاق جديد»، فأشار إلى «أنه عندما لا يعود المسيحيون نصف البلد سياسياً ومعنوياً، فمبروك عليهم البلد ولنرَ أي بلد سيبقى لهم».
المستقبل إلى التوافق في طرابلس!
أما في عاصمة الشمال طرابلس، فإن حظوظ التوافق بين تيار المستقبل من جهة والرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي من جهة أخرى لم تتبلور بعد. وأكدت مصادر الرئيس ميقاتي لـ«البناء» أن الأمور لم تحسم حتى اللحظة، مشيرة إلى أن الساعات الـ48 المقبلة ستحدد مآل الأمور، إما التوافق أو المعركة. ولفتت المصادر إلى «أن النقاش يدور الآن حول اسم رئيس البلدية»، مشيرة إلى أن الرئيس ميقاتي والوزير كرامي توافقا على اسم الدكتور عزام عويضة كرئيس توافقي، وهما بانتظار موقف المستقبل حيال ذلك، ففي حال أبدى الرئيس سعد الحريري تأييده لعويضة ذهبنا إلى التوافق، وفي حال العكس، فإن المعركة الانتخابية ستحصل».
وسألت مصادر طرابلسية عبر «البناء» هل يستطيع الحريري بعد نتائج انتخابات بيروت أن يخوض معركة في طرابلس ضد الوزير أشرف ريفي من جهة، وضد الرئيس ميقاتي والوزير كرامي من جهة أخرى؟ وقالت: القوة الضاربة في طرابلس هي للرئيس ميقاتي والقوة التي تليها هي لتيار المستقبل، والقوة الثالثة هي للوزير محمد الصفدي والوزير كرامي والقوة المجهولة هي للوزير أشرف ريفي. وبالتالي فإن اجتماع ميقاتي كرامي من جهة والمستقبل والصفدي من جهة أخرى سيحقق توازناً مع أرجحية الفوز بالتأكيد لـ ميقاتي وكرامي. بالتالي يكون الحريري قد كشف أوراقه في طرابلس وما يمثل من نسبة لا تتعدى 25 . ولذلك ليس من مصلحة الحريري خوض المعركة، معتبرة «أن النائب السابق مصباح الأحدب لا يقدم ولا يؤخر في ترشيحه للبلدية».
وأمام هذا الوضع الضبابي عقدت القوى والأحزاب المسيحية والقيادات الروحية في طرابلس اجتماعاً في منزل النائب روبير فاضل وحضور النائب سامر سعادة، تمّ خلاله البحث في المستجدات التي طرأت على الاستحقاق الانتخابي في المدينة. واعتبر المجتمعون أن «سقوط التوافق السياسي والاتجاه نحو المعركة، من شأنه أن ينعكس سلباً على المدينة وعلى مستقبل المجلس البلدي الجديد، وعلى التمثيل المسيحي فيه»، وداعين كل الأطراف «العمل على إيجاد تسوية تُرضي جميع الأطراف وتؤمن التمثيل الصحيح في هذا الاستحقاق».
القوات.. الصوت المرجّح في جونية
وعلى عكس انتخابات زحلة التي شهدت تحالفاً متماسكاً بين الرابية ومعراب ترك حزب القوات الحرية لمناصريه في انتخابات بلدية جونية التي تتنافس فيها لائحتان لائحة كرامة جونية برئاسة جوان حبيش يدعمها التيار الوطني الحر وحزب الكتائب، ولائحة جونية التجدّد ومسيرة عطاء برئاسة فؤاد البواري ونائبه فادي فياض المقرّب من الدكتور سمير جعجع ويدعمها النائبان السابقان فريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون، ورئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام. وأكد فياض، في حديث تلفزيوني، أن لائحة التجدد التي ينتمي إليها ستفوز بشكل كامل بفارق لا يقل عن 1000 صوت.
إطلالة للسيد نصر الله اليوم
إلى ذلك، أكد رئيس المجلس النواب نبيه بري ارتياحه لحسن سير المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، مؤكداً «ضرورة أن تستكمل باقي المراحل في ظل هذه الأجواء». وقال: «إننا أصبحنا أكثر حاجة اليوم لإنجاز قانون جديد للانتخابات والخروج من دائرة المراوحة لأنه يشكل مفتاح حل لأزماتنا السياسية». وجدد القول «ان التوافق على هذا القانون يفتح الباب امام إجراء الانتخابات النيابية في اي وقت»، مؤكداً في الوقت عينه أن «لا تمديد للمجلس بأي شكل من الإشكال بعد اليوم».
ويلقي الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في الرابعة والنصف من عصر اليوم خلال الاحتفال بيوم جريح المقاومة الإسلامية، في مجمع المجتبى في حي الاميركان. وستكون كلمته في سياق صورة المنطقة من الانفجارات التي وقعت في مدينة الصدر في العراق، إلى التطورات الميدانية في حلب. وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى أن ملف البلديات سيأخذ الحيز الأكبر من إطلالته وسيدعو السيد نصر الله إلى أخذ العبر من الانتخابات التي حصلت في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، لا سيما أن انتخابات البقاع الغربي وبعلبك الهرمل بعثت برسالة شعبية مهمة إلى خصوم حزب الله في الداخل والخارج.
ويفتتح رئيس الحكومة تمام سلام في التاسعة والنصف صباح اليوم «منتدى الاقتصاد العربي» في دورته الـ 24 في فندق فينيسيا بمشاركة نحو 500 مستثمر ورجل أعمال من 19 بلداً. ومن المقرر أن تتخلل جلسة الافتتاح كلمات لكل من سلام وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أن يطل الرئيس سعد الحريري عند السادسة مساء في ختام «منتدى الاقتصاد العربي» ليتحدث كما قالت مصادره لـ«البناء» عن العلاقات اللبنانية السعودية واستمرار المملكة في دعم لبنان. وسيتناول الحريري ملف الانتخابات الرئاسية من زاوية تأكيد ضرورة الإسراع في إنهاء أزمة الفراغ لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الوضع الاقتصادي.
من ناحية أخرى لن يبحث مجلس الوزراء اليوم في ملف جهاز أمن الدولة الذي أصبح في عهدة رئيس الحكومة تمام سلام. ورجحت مصادر وزارية لـ«البناء» أن يُنهي الرئيس سلام مشاوراته واتصالاته مع الأفرقاء المعنيين قبل جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل»، مشيرة إلى أن «رئيس الحكومة تعهد بأنه سيعالج هذا الملف ضمن مهلة معينة تنتهي الأسبوع المقبل».
اللواء
«تفاهم معراب» يختبر صموده في جونية.. وعائلات الغبيري تواجه «الثنائي الشيعي»
72 ساعة فاصلة عن المرحلة الثانية للانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، تسبقها جلسة لمجلس الوزراء عصر اليوم، حافلة بجدول أعمال ببنود وظيفية، وسط استحقاقات داهمة، مثل اقفال مطمر الناعمة بعد أسبوع بصورة نهائية من دون ان تكون قد تمت التلزيمات المطلوبة لمطمري برج حمود و«الكوستا برافا»، ومن دون العثور على مطمر مناسب لنفايات إقليم الخروب وبعض جبل لبنان، على ان تجري عملية تقييم لاجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، التي فتحت الباب امام همة نيابية عبر عنها الرئيس نبيه برّي، كما اشارت «اللواء» بطي أي محاولة لتمديد جديد لمجلس النواب في العام 2017، وتركيز الجهود على إقرار قانون جديد للانتخاب، حتى إذا انتخب على أساسه مجلس نواب جديد ودعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنه على استعداد لإسقاط شرط الثلثين، ويجري الانتخابات الرئاسية بمن حضر إذا لم يلتزم النواب بأن يوفروا النصاب، على غرار ما يحصل في الجلسات النيابية التي تنتظر الرقم 40 في 2 حزيران المقبل.
وإذا كانت دوائر المجلس النيابي سارعت إلى سحب نية الرئيس برّي التخلي عن شرط الثلثين للنصاب النيابي لانتخاب الرئيس، فإن هذا الموقف جاء على خلفية عدم القبول بالاستمرار في حالة المراوحة، والتي تتزامن مع رغبة جامحة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لتحريك حجر الرحى بما خص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث كان هذا الموضوع موضع بحث لدى استقبال الرئيس تمام سلام للسفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون الذي يمارس مهامه قبل تقديم أوراق اعتماده، والذي وصفت زيارته إلى السراي في إطار التحضير لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلى بيروت في 27 الشهر الحالي، لمتابعة محادثات الرئيس هولاند مع المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأخيرة للعاصمة اللبنانية، والتي تركزت على موضوعين: انتخاب الرئيس ودعم لبنان في تحمل أعباء أزمة النازحين السوريين.
وسيحضر هذان الموضوعان في كلمة الرئيس سلام امام المنتدى الاقتصادي العربي صباح اليوم في دورته الـ24 والتي يُشارك فيها نحو 500 مستثمر ورجل أعمال من 19 بلداً. كما ستكون هناك كلمة في ختام المنتدى بعيد السادسة مساءً للرئيس سعد الحريري يتطرق فيها إلى أهمية اجراء الانتخابات البلدية والافاق التي من شأنها ان تفتحها في ما خص ملء الفراغ الرئاسي لتحريك الحركة الاقتصادية والانتاجية في البلاد.
وعند الرابعة عصراً، ولمناسبة «يوم الجريح» للمقاومة الإسلامية، يلقي الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله كلمة عبر الشاشة يتطرق فيها إلى معاني المناسبة، والتطورات المتصلة بالمعارك البلدية، فضلاً عن التطورات السياسية المحلية والإقليمية، في ضوء العودة إلى التفجيرات في العراق، واحتدام المعارك في حلب والغوطة الشرقية في دمشق.
وهذه الفسحة السياسية تأتي في سياق مناسبات، من دون ان تخطف الضوء عن التحضيرات الجارية للمعارك الانتخابية في جبل لبنان، مع بروز مؤشرات «تمرد شيعي» في بلدات الضاحية الجنوبية، بدءاً من الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، بعدما أصبح من الثابت ان نتائج الانتخابات في البقاع وبعلبك – الهرمل فتحت شهية الشخصيات غير المتفقة مع حزب الله على خوض الانتخابات، لا سيما بعدما حصدت اللائحة المناهضة للائحة «التنمية والوفاء» في بعلبك 46 في المائة من الأصوات.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور أديب كنج لائحة «الغبيري للجميع» ضمّت بلال علامة، والمحامي واصف الحركة وجمال الخنسا والمحامي ايمن فرحات، في مواجهة لائحة «التنمية والوفاء» التي غاب عنها رئيس البلدية السابق محمّد سعيد الخنسا.
وفي حارة حريك أعلن زياد نجيب دكاش ترشيحه لعضوية مجلس بلدية حارة حريك منفرداً مقابل لائحة «الوفاء والتنمية والاصلاح»، والمدعومة من «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» و«حركة أمل».
صيدا
ومن صيدا، أفادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر ان كثافة مرشحين للمجالس البلدية سجلت في السراي، حيث فاق العدد الألف متقدّم، باشراف المحافظ منصور ضو، مع الإشارة إلى ان عدد بلديات محافظة الجنوب (باستثناء النبطية) 47 بلدية وعدد أعضائها 576 عضواً، في حين ان عدد المخاتير في صيدا وجوارها يصل إلى 123 مختاراً، وذلك قبل دقائق من اقفال باب الترشيح.
وعلى صيعد اللوائح، وبالاضافة إلى لائحتي رئيس بلدية صيدا الحالي محمّد السعودي المدعوم من نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري وتيار «المستقبل» والمؤسسات الاقتصادية والاهلية والتي ترشح من ضمنها أمس، أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري، ولائحة «صوت الناس» برئاسة بلال شعبان والتي يدعمها التنظيم الشعبي الناصري وتجمع الأحزاب الوطنية الحليفة، أعلن مسؤول الحملة الانتخابية للجماعة الإسلامية أحمد الجردلي ان مرشحي الجماعة للانتخابات هم: كامل كزبر وحسن الشماس ومطاع مجذوب.
صراع «القوات» – عون
مسيحياً، انضمت ماكينة «القوات اللبنانية» إلى لائحة «جونية التجدد» برئاسة فؤاد البواري في مواجهة لائحة جوان حبيش الرئيس الحالي للمجلس البلدي والتي يخوضها بعنوان لائحة «كرامة جونية» المدعومة من «التيار الوطني الحر» ورئيسة النائب ميشال عون. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مسؤولة في لائحة «جونية التجدد» ان التعاون الانتخابي بين المكونات العائلية والسياسية والحزبية التي تلتقي حول كافة المرشحين في لائحتها وبرنامجها الإنمائي هو راسخ بشكل لم يسبق له ان تجسّد في معارك انتخابية مماثلة، الأمر الذي سيحقق نتائج ستحدث صدمة لدى كثيرين.
وأوضحت المصادر ان «القوات اللبنانية» أكثر من داعمة للائحة، وانها مكون أساسي إلى جانب المكونات الأخرى في اللائحة وقد التحق مسؤولو ماكينتها الانتخابية بالماكينة الام للائحة وباشروا عملهم.
الا ان أي مصدر قواتي لم يعلن ذلك رسمياً، وذلك خوفاً من ان تجر معركة جونية إلى تصدع «تفاهم معراب».
وفي المقابل، أعلن كل من التيار العوني و«القوات» انخراطهما معاً في معركة انطلياس – النقاش برئاسة المحامي الياس يوسف الصافي، في مواجهة لائحة شكلها الرئيس السابق للبلدية ايلي فرحات بوجودة باسم «اهالي انطلياس النقاش».
جبيل
على ان المفاجأة جاءت من جبيل، حيث انه في الوقت الذي أعلن فيه فوز بلديات الفيدار وحصرايل وحجولا بالتزكية، بدا ان رئيس بلدية جبيل الحالي زياد حواط الذي شكل لائحة «جبيل أحلى» لن يفوز بالتزكية إذا ما اصرت المرشحة كلود مرجي على خوض المعركة منفردة، في حين وقف التيار العوني على الحياد. وإذا كان حواط يخوض المعركة مرتاحاً إلى انجازاته في جبيل، فهناك معركة مخاتير موازية، حيث ترشح 15 شخصاً لمنصب مختار على 6 مقاعد اختيارية.
وفيما لم تتوقف تداعيات ما يمكن وصفه «بالزلزال الانتخابي» على الرغم من فوز اللوائح الائتلافية في بيروت وزحلة والبقاعين الشمالي والغربي، وصفت السيدة ميريام سكاف رئيسة الكتلة الشعبية مجموع الأصوات التي حصلت عليها وبفارق لا يتجاوز الـ1300 صوت عن لوائح الأحزاب الثلاثة الفائزة، بالانتصار، متسائلة: «ضد من كان هذا الائتلاف؟»، مشيرة إلى ان منزل ايلي سكاف «لن يقفل في زحلة».
مجلس الوزراء
وعلى صعيد آخر، وفيما يعكف وزير الاتصالات بطرس حرب على اعداد جوابه على الملف الذي ارسله له المدعي العام المالي علي إبراهيم مقروناً بطلب ملاحقة رئيس هيئة «اوجيرو» عبد المنعم يوسف وتوفيق شبارو وغابي سميرة، لتسليمه اليوم، استبعدت مصادروزارية، طرح ملف الانترنيت غير الشرعي في مجلس الوزراء اليوم، مثل ملف جهاز أمن الدولة الموضوع في عهدة الرئيس سلام، كما استبعدت المصادر ذاتها تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان في الجلسة ذاتها.
وأشارت المصادر إلى ان وزير الإعلام رمزي جريج في حال طرح الموضوع لن يتم اقراره بسبب الخلاف على المركز الارثوذكسي معتبرة ان الموضوع لم ينضج بعد وهو لا يزال بحاجة إلى مزيد من المتابعة والدرس، ولكنها لم تستبعد ان يتم تعيين في جلسة اليوم محافظ لجبل لبنان، وهو القاضي محمود مكية. وأوضحت مصادر وزارية في كتلة الرئيس ميشال سليمان ان عدم ادراج أسماء إضافية للتعيينات في مجلس إدارة تلفزيون لبنان قد يؤدي إلى عدم تمرير هذه التعيينات الا إذا كانت هناك رغبة ببت الأمر سريعاً، مؤكدة ان هناك وزراء سيطلبون عرض هذه الأسماء.
ولفتت إلى ان ما هو وارد في المشروع لا يُبرّر اجراء تغيير للرئيس الحالي لمجلس الإدارة طلال المقدسي والذي هو بحسب هؤلاء الوزراء أجرى تغييرات جيدة في إدارة عمل تلفزيون لبنان.
المصدر: صحف