تدخل المفاوضات بين الاتحاد الاوروبي وبريطانيا حول بريكست بجولتها الثانية التي تبدأ الاثنين في بروكسل، في صلب الموضوع بينما يحث الاوروبيون رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي اضعفت، على الاسراع في تحديد استراتيجيتها للخروج.
ويتوجه وزير بريكست ديفيد ديفيس الى بريطانيا للقاء كبير المفاوضين الاوروبيين ميشال بارنييه في جولة ثانية من المحادثات المعقدة حول خروج بريطانيا من الكتلة، المقرر في اذار/مارس 2019.
وبعد جولة اولى من المفاوضات في حزيران/يونيو الماضي، حذر بارنييه قبل هذه الجولة التي تستمر أربعة أيام هذا الاسبوع، من ان “العمل الصعب يبدأ الان”، وقال ان “الوقت يضيق” للتوصل الى اتفاق.
وأبدى الاتحاد الاوروبي ثقة متزايدة في الاسابيع الاخيرة وانتقد بريطانيا لانها لم تحسم موقفها حول ما اذا كانت تريد خروجا “متشددا” او “مرنا” بعد أكثر من عام على الاستفتاء حول الخروج.
وقال ديفيس ان التركيز سيكون على مسألة حقوق المواطنين الحساسة، مشددا على ان تحقيق “تقدم فعلي” أمر في غاية الاهمية”، وتابع في بيان قبل المحادثات “قمنا ببداية جيدة الشهر الماضي، وسندخل هذا الاسبوع في صلب الموضوع”.
وكان بارنييه وديفيس اتفقا في حزيران/يونيو الماضي على جدول زمني ممكن للمفاوضات حول العلاقة التجارية المستقبلية التي تريد بريطانيا ان تخوض فيها في أقرب فرصة ممكنة، الا ان بروكسل تصر على ان التفاوض حول قضايا مستقبلية لن يبدأ الا بعد تحقيق “تقدم كاف” حول مسائل أساسية مرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد، من بينها كلفة بريكست التي تقدر بمئة مليار يورو، وحقوق المواطنين والحدود في ايرلندا الشمالية.
وقال بارنييه لصحافيين الاربعاء “هدفنا لكل من هذه المواضيع الاولية هي ضمان اننا نعمل انطلاقا من الاسس نفسها ولتحقيق اهداف مشتركة”.
يفترض ان تتناول المحادثات مسائل تفصيلية اخرى مثل مستقبل بريطانيا في وكالة الامن النووي التابعة للاتحاد الاوروبي (يوراتوم) ودور محكمة العدل الاوروبية أعلى هيئة قضائية في التكتل.
والاسبوع الماضي، بدت امكانية التوصل الى ارضية مشتركة بعيدة، بعد ان قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ان الاتحاد الاوروبي يمكنه “الجري” لتحصيل كلفة الخروج الهائلة مما حمل بارنييه المفوض الاوروبي ووزير الخارجية الفرنسي السابق على الرد بان لا “احد يجري بل الوقت يضيق”.
من جهته، أعلن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند الاحد ان بريطانيا ستتحمل مسؤولية الاموال المتوجبة عليها لكنه استبعد فاتورة المئة مليار يورو معتبرا انها “سخيفة”.
وكان بارنييه عقد الاسبوع الماضي سلسلة من اللقاءات في بروكسل مع زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربن ومسؤولين بريطانيين اخرين على خلاف مع ماي.
وكتب بارنييه في تغريدة اثر اجتماعه مع كوربن ورئيسي وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن وويلز كاروين جونز “بابي مفتوح لاستمع لكل وجهات النظر حول بريكست”.
كما التقى نائب بارنييه رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو بعد ان أحيا خروج بريطانيا من الاتحاد الخلاف حول السيادة على هذه الاراضي مع اسبانيا الى الواجهة.
ويشعر هؤلاء المسؤولون بالقلق من ان تؤدي مقاربة ماي المتشددة الى خروج بريطانيا من دون ضمان وصولها بشكل كامل الى السوق المشتركة التي تضم 500 مليون شخص، لوقف قدوم اليد العاملة بحرية من التكتل.
لا تزال حكومة الاقلية برئاسة مي في وضع هش بعد شهر على الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعت اليها وخسر فيها حزبها المحافظ غالبيته المطلقة في مجلس العموم، مما حملها على التحالف مع الحزب الوحدي الديموقراطي الايرلندي الشمالي المحافظ المتشدد.
وزعزعت هذه التوترات الحكومة البريطانية التي اصدرت الخميس مشروع قانون ينهي رسميا عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
وتواجه ماي معركة حول مشروع القانون الذي يقول معارضوه انه يشمل “هيمنة خطيرة على السلطة” من قبل لندن على حساب اسكتلندا وويلز.
وأقر هاموند ان الوزراء منقسون حول عناصر عديدة متعلقة ببريكست بعد ان تناولت الصحف في نهاية الاسبوع الماضي الخلافات الداخلية باسهاب.
وقال هاموند “أعتقد انه سيكون من المفيد على عدة أصعدة ان يركز زملائي وجميعنا على العمل الذي يترتب علينا. لدى هذه الحكومة وقت قصير لمفاوضات بريكست”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية