حصدت حرائق الغابات الهائلة التي اجتاحت جنوب إيطاليا أول ضحاياها، إذ لقي شخصان مسنان مصرعهما أمس الخميس في إقليم كالابريا.
وفارق أحد هذين الرجلين الحياة، حسب المعطيات الرسمية، اختناقا بالدخان، بينما لقي الآخر حتفه وسط النيران أثناء محاولته حماية مزرعته من الحريق.
في غضون ذلك، تبذل السلطات الإيطالية الجهود في سبيل إخماد الحرائق المدمرة التي أصابت معظم الأقاليم الجنوبية، إذ نفذت فرق الإطفاء أكثر من ألف عملية في المناطق المنكوبة يوم أمس وحده.
وأعلنت الإدارة الوطنية لإخماد الحرائق أن عمليات الإطفاء تجري بمشاركة 14 طائرة من طراز “كنداير” و21 مروحية، علاوة على 3 طائرات أرسلتها فرنسا إلى إيطاليا في إطار برنامج المساعدة الأوروبية.
ولا يزال الوضع في جزيرة صقلية في غاية الصعوبة، إذ لبت فرق الإطفاء يوم أمس أكثر من 260 طلب استغاثة، في وقت لا يزال فيه عدد المقيمين والسياح الذين تم إجلاؤهم من المناطق المنكوبة في ارتفاع مستمر ليبلغ المئات.
في الوقت نفسه، تحسن الوضع في إقليم كامبانيا نسبيا بعد إشراك العسكريين في إطفاء النيران، غير أن عمليات إجلاء المواطنين من البلدات والقرى التي تهددها النيران لا تزال مستمرة أيضا.
وأفادت منظمة Legambiente، أكبر المؤسسات الإيطالية لحماية البيئة، أن النيران التهمت منذ منتصف يونيو/حزيران المنصرم نحو 26 ألف هكتار من الغابات، نصفها في صقلية، وهو ما يساوي 94% من مساحة حرائق الغابات في عام 2016 بأكمله.
ويعتقد خبراء الأرصاد الجوية أن سبب الكارثة قد يكمن في موجة الحر القياسية التي ضربت شبه الجزيرة الإيطالية، غير أن السلطات تصر على أن العديد من الحرائق قد تكون جريمة متعمدة.
وأعربت النيابة العامة لمدينة نابولي عن قناعتها بأن الحريق الذي دمر 100 هكتار من الغابات في منتزه فيزوف الوطني كان عملا إجراميا، بينما يحمل الخبراء مسؤولية الحريق المتعمد لمجموعات إجرامية منظمة ذات مصالح في إدارة النفايات.
في هذا السياق بعث حاكم إقليم بازيليكاتا، مارتشيلو بيتيلا، برسالة إلى مواطنيه، دعاهم فيها إلى إبلاغ السلطات المحلية بكل جريمة حرق جديدة، مشيرا إلى أن المساعي التي يبذلها رجال الطوارئ لا تكفي لمعالجة الأوضاع الحرجة في المنطقة.