وفي الانقلابِ الثاني وصلَ بن سلمان ، بعدَ ان اقتلعَ بن نايف الذي عبَرَ عليه كجسرٍ الى المُلْكِ القريب ..
وليُ العهدِ الجديدُ جاءَ ضمنَ سياقِ التوقعات، بعدَ ان باتت المملكةُ السعوديةُ واسرارُها بمتناولِ من يشاء.. فماذا بعدَ قراراتِ الليل، وايُ مملكةٍ سيرثُ محمد بن سلمان؟
اوصلتهُ صفقةُ الخمسِمئةِ مليارِ دولارٍ او ساهمت بايصاله، لكنها هل ستَقدِرُ على تثبيتِ حكمِه؟ وهل سيُنزلُه كرسيُ العرشِ عن شجرةِ اليمنِ الدامية، ونظيرتِها القطريةِ الساخنة، ام سيدفعُ به للهروبِ الى الامامِ في وحولِ السياسةِ والاقتصادِ فضلاً عن مستنقعاتِ الدماء؟
واِن كان مدبِّرو الانقلابِ قد اَتقنوا رسمَ الصورةِ الداخليةِ لمملكةِ الارتباك، فانَ على الجميعِ الانتظارَ ليكتملَ المشهدُ الذي ما زالت بعضُ اجزائِه مخفيةً بينَ عباءاتِ العائلةِ الحاكمة، فهل سيرحلُ بن نايف المعزولُ بقبلتينِ على يدِه وانحناءٍ على قدمِه التي كُسرت سياسياً عن كلِّ المناصبِ والالقاب؟
اولَ ناصبي بياناتِ الوُدِّ والترحيبِ كانت الصحافةُ العبريةُ التي اعتبرت وصولَ بن سلمان خبراً جيداً لاسرائيلَ التي سبقَ ان التقى كبارَ مسؤوليها بحسبِ صحيفةِ هآرتس..
في لبنانَ وبحسبِ محضرِ جلسةِ مجلسِ الوزراء، فانَ القطوعَ الكهربائيَ انقضى من دونِ ان يصيبَ السياسة، فرُحِّلَ ملفُ البواخرِ والتلزيماتِ الى دائرةِ المناقصات، ومَهَّدَت الطريقَ الى لقاءِ الخميسِ الذي دعا اليه الرئيس عون في بعبدا، ليكونَ قوةَ دفعٍ جديدةً بعدَ تخطي البلادِ الكثيرَ من المطبات..