اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن بالتدخل دائما في الانتخابات الروسية، وقال إن تدخلها ضد إعادة انتخابه عام 2012 كان عدوانيا بشكل خاص، وإنها فعلت الشيء نفسه مع دول أخرى.
وأعلن الرئيس الروسي ردا على سؤال للمخرج الأمريكي أوليفر ستون حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تدخلت في الانتخابات الرئاسية الروسية عام 2012؟ أن “واشنطن تدخلت دوما في الانتخابات الرئاسية الروسية، سواء عام 2000 أو عام 2012 حين كان تدخلها عدوانيا وشرسا جدا على نحو خاص، وقال إنها فعلت الشيء نفسه مع دول الاتحاد السوفيتي السابق وبلدان أخرى”، وأضاف” لن أخوض في التفاصيل، مع أن تدخلها كان أيضا من خلال دبلوماسييها”.
وتابع بوتين قائلا إن “الشركاء الأمريكيين يعرفون ذلك، وقلت وتحدثت لوزير الخارجية السابق جون كيري، والرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، إنه كان يصعب علينا أن نتصور قيام الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين بالمشاركة بقوة وعدوانية في الحملة الانتخابية في روسيا، حسنا لقد نظّموا وشاركوا في الاجتماعات مع قوى المعارضة الموالية للغرب حتى داخل السفارة الأمريكية، وقاموا بتمويلها، كما شاركوا بقوة وفعالية في كل أنواع أنشطة المعارضة ومسيراتها، مع العلم أن على السلك الدبلوماسي القيام بمهمات أخرى، على رأسها إقامة وبناء علاقات دبلوماسية طيبة بين الدول”.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن أن الولايات المتحدة تتدخل في العمليات السياسية في العديد من بلدان العالم، ولكن تدخل روسيا المزعوم في الانتخابات الأمريكية يغضبها.
وجاء تصريح بوتين هذا في مقابلته مع قناة NBC الأمريكية، حيث قال” لا أريد الإساءة إلى أحد، ولكن الولايات المتحدة تتدخل بشكل نشط في الحملات الانتخابية لبلدان أخرى في كل مكان حول العالم، وفي أي مكان على خريطة العالم هناك شكاوى من أن مسؤولين أمريكيين يتدخلون في العمليات السياسية الداخلية”.
وأضاف الرئيس الروسي “ولذلك، إذا أثر أحد، وأنا لا أقول إن الحديث يدور عنا – فنحن لم نتدخل– إذا أثر أحد، أو يحاول التأثير في هذه العمليات، أو يشارك فيها بشكل أو آخر، فلا يوجد أي سبب للانزعاج لدى الولايات المتحدة، من يقول لنا إننا نتدخل، ومن ينزعج منا بسبب تدخل؟ انتم تتدخلون على الدوام”.
وأكد بوتين أن “الرؤساء يأتون ويذهبون، فيما النهج السياسي لا يتغير، وبشكل عام، ليس هناك أي فرق بالنسبة لنا من سيكون رئيسا للولايات المتحدة، وفي كل حال، نعرف تقريبا ماذا سيحدث، ولذلك فلا جدوى بالنسبة لنا من التدخل، حتى لو كنا نرغب في ذلك”.
وأوضح في مقابلته مع المخرج الأمريكي ستون، أن “للمنظمات غير الحكومية أن تفعل ما تريد، ولكن كيف نحدد من أي منشأ وطني هذه (المنظمة) على اعتبار أن المنظمات غير الحكومية غالبا ما يتم تمويلها من خلال سلسلة من المنصات والهياكل السرية المشبوهة والمرتبطة – سواء بوزارة الخارجية الأمريكية، أو من بعض المصادر الأخرى شبه العامة، وهذا ما حدث ويحدث في الفضاء السوفيتي السابق بأكمله، وفي أوروبا الشرقية، ودول أخرى، وفي إفريقيا، والشيء نفسه يحدث في أمريكا اللاتينية”.
وفيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة تدخلت في الانتخابات الروسية بوسائط إلكترونية، على غرار ما يتهم الساسة الأمريكيون حاليا موسكو بالتدخل في انتخاباتهم الرئاسية الأخيرة، رد بوتين قائلا “أنا، بصراحة، لم ولا ألتفت لهذا ولا أعيره اهتماما كبيرا، لأن لدينا جدول أعمالنا، ونحن نسير في طريقنا المرسوم، ومن خلال ذلك أعتقد أن العديد من شركائنا غالبا ما يعيشون داخل عالمهم الخاص، وغالبا ما لا يفهمون العمليات الفعلية التي تجري في بلدان أخرى، بما في ذلك داخل روسيا “.
المصدر: روسيا اليوم