قضت محكمة تركية بسجن 23 شخصا مدى الحياة لاشتراكهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الرئيس رجب طيب اردوغان العام الماض، في أول أحكام قضائية تصدر في هذا السياق في أنقرة.
وأدينت المجموعة بـ”محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري” و”حرمان فرد من حريته”، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وقال المدعي أن جنودا انقلابيين أجبروا الأمين العام لرئاسة الجمهورية التركية فخري كاسيرغا على الصعود إلى سيارة اسعاف واقتادوه إلى قاعدة اكنجي الجوية في أنقرة، حيث يعتقد أنه تم التخطيط للانقلاب.
وحكم على 18 من المدانين بالسجن المشدد مدى الحياة فيما قضت المحكمة بسجن الخمسة الباقين مدى الحياة.
ويختلف السجن المشدد مدى الحياة عن السجن مدى الحياة بأن ظروف الاعتقال فيه تكون أكثر قسوة، وهي صيغة استبدل بها حكم الإعدام الذي ألغته تركيا عام 2004 كجزء من محاولتها الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. وتمت تبرئة جنديين خلال المحاكمة.
وتأتي الأحكام بعد انطلاق المحاكمة الرئيسية المتعلقة بمحاولة الانقلاب في 22 أيار/مايو والتي تتناول قضايا 220 مشتبها به، بينهم أكثر من 20 جنرالا تركيا سابقا، متهمين بأنهم بين قادة المحاولة الفاشلة.
وتتهم تركيا المعارض فتح الله غولن بتدبير محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، وهو ما ينفيه الأخير، وغولن واحد بين 221 مشتبها بهم على ارتباط بالقضية الأساسية.
وتجري عدة محاكمات في أنحاء البلاد للنظر في قضايا المتهمين بالتورط في الانقلاب، في ما ينظر إليه على أنه أكبر اجراء قانوني في تاريخ تركيا الحديث.
وصدر عدد من الأحكام بحق أشخاص على ارتباط بمحاولة الانقلاب إلا أن أحكام الخميس هي الأولى في أنقرة حيث تجري بعض أهم المحاكمات.
وتم اعتقال أكثر من 50 ألف شخص من القطاع العام بينهم أكاديميون وقضاة ومدعون وجنود وعناصر شرطة اثر ارتباطهم المحتمل بغولن.
وكان اردوغان أشار مرارا إلى إمكانية إعادة تطبيق عقوبة الإعدام للمشتبه بارتباطهم بمحاولة الانقلاب، إلا أنه بات يأتي على ذكر المسألة بشكل أقل منذ فوزه في الاستفتاء الذي جرى في 16 نيسان/ابريل على توسيع صلاحياته.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية