حذرت الأمم المتحدة من “انهيار تام” للخدمات الأساسية في قطاع غزة الفقير والمحاصر في حال تخفيض امدادات الكهرباء، مشيرة الى ان سكان القطاع رهائن للنزاع السياسي الداخلي.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية قررت في اجتماعها مساء الاحد تخفيض امدادها من الكهرباء لغزة بمعدل 45 دقيقة يوميا، بينما كان سكان القطاع يحصلون قبل ذلك يوميا على ثلاث او أربع ساعات من التيار الكهربائي في أفضل الاحوال.
وأكد وزير الامن الداخلي جلعاد اردان الاثنين ان السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس وطردتها حركة حماس من غزة عام 2007، قررت “التقليل الى حد كبير” من الاموال التي تدفعها لاسرائيل لتزويد غزة بالكهرباء.
وحذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية روبرت بايبر في بيان من ان استمرار انقطاع التيار الكهربائي سيكون له اثار كارثية. وقال بايبر “زيادة فترة انقطاع الكهرباء من المحتمل ان تؤدي الى انهيار تام للخدمات الاساسية بما في ذلك القدرات الهامة في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي”. وأضاف بايبر أنه “لا يجب احتجاز سكان غزة رهائن لهذا النزاع الفلسطيني الداخلي الطويل”.
ومن جانبه، نفى وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وجود أزمة انسانية في قطاع غزة. وقال ليبرمان “من البديهي أن قطاع غزة ليس سويسرا. ولكن لا يوجد هناك أي أزمة انسانية” مشيرا الى دخول “مئات” من الشاحنات التي تقوم بايصال البضائع الى القطاع الفقير.
في المقابل ضمت عدة منظمات غير حكومية اسرائيلية على غرار بتسيلم والسلام الآن. ومنظمة العفو الدولية اصواتها الى التحذير الاممي معلنة انها طلبت من المدعي العالم الاسرائيلي التدخل. وأعلنت المنظمات في بيان مشترك ان “مجموعة من منظمات المجتمع المدني وجهت اليوم رسالة عاجلة الى المدعي العام افيخاي مندلبليت تطالبه بان ينصح أعضاء الحكومة الامنية الاسرائيلية بالإلغاء الفوري لقرارها تقليص الامداد الكهربائي الى قطاع غزة”.
وفي بيان منفصل حذرت العفو الدولية من “كارثة انسانية وشيكة” في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقالت المنظمة ان التخفيضات الاضافية في امدادات الكهرباء ستكون “عواقبها كارثية في قطاع غزة وستهدد حياة الالاف. خصوصا المرضى والذين يحتاجون الى عناية مركزة”.
وتخفيض إمدادات الكهرباء الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس ويقيم فيه نحو مليوني نسمة قد يؤدي إلى تصعيد التوتر في القطاع الذي شهد ثلاث حروب مدمرة بين 2008 و2014 بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لا يرغب في “التصعيد” العسكري مع حماس.
وأزمة الكهرباء في قطاع غزة الفقير ليست جديدة، لكنها تعود لعدة أسباب منها النقص في قدرة التوليد حيث يوجد في القطاع محطة وحيدة قام الجيش الاسرائيلي بقصفه سابقا وتوقفت عن العمل في نيسان/ابريل بسبب نفاد الوقود.
ورغم استيراد الكهرباء من الكيان الاسرائيلي ومصر الا انها لا تعوض النقص. وتضطر حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 لاستيراد الوقود للمولدات من السلطة الفلسطينية، ولكنهما على خلاف مستمر حول الدفع، ما يؤدي الى نقص مستمر.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية