بعد إصداره فتوى اقتلاع أعضاء وأطراف بشرية صالحة من أجسام “الكفار” لزراعتها في أجسام المسلمين، في أواخر كانون الثاني 2015، أخضع داعش أكثر من 180 “كافراً” بين مقاتلين أو مجرد مسيحيين عاديين أو مساجين لديه، إلى اقتلاع الأعضاء، وفي أكثر الأحيان عندما يكونون أحياء، حسب تقرير صحيفة “الموندو” الإسبانية.
وقالت الصحيفة إن داعش، ينتزع دماء وأعضاء أعدائه من المساجين والمقاتلين، بشكل صناعي تقريباً لمواجهة الطوارئ الصحية التي يعرفها التنظيم، بسبب تزايد عدد المصابين والجرحى والمبتورين من مسلحيه بعد تزايد الضربات الجوية، وتكبده خسائر فادحة متزايدة، أو لبيعها في الأسواق المتخصصة لضمان عوائد مالية ضخمة.
وعلى هذا الأساس يُجبر داعش في الموصل العراقية، الأسرى والسجناء على “التبرع” بالدم، أما الذين أصدر التنظيم أحكاماً بإعدامهم فإنه يُطيل مدة التنفيذ لاستخراج كميات كبيرة من الدم منهم، ثم ينتزع أعضاءهم الصالحة للزراعة والتي يحتاجها جرحى التنظيم ومُصابيه.
ولا تتوقف العمليات الجراحية لاستئصال الأعضاء على جرحى التنظيم، ذلك أنها تُغذي تجارة حقيقية قائمة الذات حسب الصحيفة، التي نقلت عن شهود عيان من مدينة الموصل، في بداية شباط خضوع جُثث العشرات من الشباب إلى عمليات مختلفة، لانتزاع أعضاء من أجسادهم قبل قتلهم.
وأضافت الصحيفة أن العمليات لاستئصال الأعضاء، شهدت منذ آب الماضي نسقاً تصاعدياً مثيراً في اثنين من المستشفيات التي تخضع مباشرة للتنظيم، مستشفى السلام ومستشفى الزهراوي، بعد احتضان عشرات العمليات المماثلة التي خصصت لاقتلاع أعضاء المحكومين بالإعدام من قبل التنظيم.
وتضيف الصحيفة أن داعش، أحدث منشأة متخصصةً في المنطقة مكلفة بهذه الجراحات وخصص لها أحدث التقنيات والإمكانات المادية الطبية والمادية، تحت إدارة متخصص ألماني، لا يغادر المصحة أبداً، نجح في تحويل المنشأة إلى بنك حقيقي للأعضاء البشرية في الطابق الثاني من مستشفى ابن سينا في الموصل.
وأكدت الصحيفة أن 183 محكوماً بالإعدام في سجون داعش، خضعوا لاستئصال أعضائهم المختلفة، تحت إشراف طبي، في ثلاثة مستشفيات على الأقل في مدينة الموصل.
ونقلت “الموندو” عن مصادر طبية في الموصل، أن العاملين في المستشفيات أحصوا ما لايقل عن 163 جثة، تحمل خياطة جراحية من الصدر حتى البطن.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة نقلاً عن مصادر محلية في العراق، إن داعش أحدث فريقاً طبياً متخصصاً لنقل الأعضاء المنتزعة وتوصيلها إلى خارج الموصل خاصة في سوريا وفي كردستان، لتأمين الطلب عليها، سواءً من قبل الجرحى والمصابين المهمين في التنظيم، أو لبيعها إلى شبكات متخصصة في هذه”القطع” الثمينة.
وتُشير الصحيفة إلى اعترافات الداعشي أبو عمر الجزراوي الذي عمل مسؤولاً أمنياً في صفوف التنظيم قبل انشقاقه، والذي تحدث عن عمله في مستشفى كبير، تحت إدارة فريق طبي أجنبي، يتألف خاصة من أطباء مصريين، يستلمون يومياً عشرات الجُثث يستأصلون منها ما يلزم لعلاج المقاتلين أو لبيعها.
المصدر: صحف مع مواقع