علق السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة من مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك،على” الأجواء إيجابية بشأن القانون الانتخابي… حيث الحديث الآن عن اقتراب التوافق بين القوى السياسية على المبادئ الأساسية لقانون انتخابي جديد، يقوم على أساس النسبية، على أن تقسم الدوائر إلى خمسة عشر دائرة، وإن بقيت بعض التفاصيل الخلافية التي تجعلنا لا نستغرق في التفاؤل بعدما عشناه في أكثر من تجربة.. والمؤمن لا ينبغي أن يلدغ من جحر مرتين.”
وقال السيد فضل الله إن القانون لم يبصر النور “إلا بعد أن اطمأنت كل القوى السياسية التي كانت خائفة من القوانين التي طرحت سابقا، إلى أن هذا القانون يلبي رغبتها في إبقاء حجمها في المجلس النيابي القادم ضمن الطوائف التي تمثلها، وعلى المستوى الوطني العام. إن لم نقل زيادة حجمها بعد أن فصلت الدوائر، بما يلبي احتياجات مصالح القوى السياسية، لا مصالح الشعب اللبناني، الذي يريد القانون الانتخابي الذي يعزز المواطنية وقوة الدولة، على حساب التنازع الطائفي وضعف الدولة، وهما مصدرا الفساد في هذا البلد. وهذا ما ينبغي أن يختزنه اللبنانيون عند تقييمهم لنوعية هذه المواقع عندما يأتي وقت الحساب”.
أضاف: “نحن رغم كل ذلك، لا بد من أن نلفت إلى أهمية إقرار قانون انتخابي جديد يقوم على قدر من النسبية، والذي ربما يسمح بتمثيل أفضل لفئات كانت مهمشة بناء على القانون الأكثري، ويؤسس لبناء القانون المنشود، فضلا عن تأثيره الإيجابي في الاستقرار السياسي النسبي الذي بدأ في هذا البلد منذ انتخاب رئيس للجمهورية. وهو ما يحتاج لبنان إليه لمواجهة الاستحقاقات الداخلية، وما أكثرها على الصعيد الاقتصادي والإنمائي ومتطلبات المواطن! بعد أن وصل هذا الواقع إلى الدرك الأسفل في مواجهة أزمات الخارج، حيث التحدي الكبير الذي يفرضه العدو الصهيوني، الذي تتحدث التقارير عن إقامته لقرى شبيهة بالقرى اللبنانية، ليتدرب جنوده على كيفية اقتحامها، إضافة إلى التحدي القائم على الحدود الشرقية، وأزمة النزوح السوري، وما قد تحمله التطورات التي تجري في المنطقة، حيث بدأ الصراع في سوريا أو في العراق يأخذ أبعادا جديدة لا بد من التنبه إلى مخاطرها، وبعد أن بات صراع المحاور الدولية والإقليمية أكثر وضوحا.
ودان السيد فضل الله التفجيرات الدموية التي شهدتها العراق ومصر وأفغانستان. كما دعى لتحرك اسلامي لوذع حد للأزمة الانسانية في اليمن. كما توقف عند ذكرى هزيمة العام 1967 وما ينبغي ان يستفاد منها من جهة الالتفات لغدر العدو وعدم الركون إلى سلام معه.
وختم: “أما المناسبة الثانية، فهي مناسبة التحاق الإمام الخميني بالرفيق الأعلى. هذه المناسبة التي تذكرنا بتميز هذه الشخصية، في صفائها، ونقاء فكرها، والأثر الذي تركته، والذي لا يقف عند حدود إيران، بل يتعداها إلى الخارج، حيث رعى قضية فلسطين واعتبرها منذ البداية قضيته التي لا يحيد عنها، وحمل لواء الوحدة الإسلامية ولقاء الأديان. ودعا إلى إسلام منفتح على العصر وعلى الحياة والمستضعفين في العالم، وأكد على المسلمين ضرورة أن يتحدوا.. وقد كانت له بصمته الكبرى في كل هذه الميادين.
إننا في هذه المناسبة، نعيد التأكيد أن الوفاء للإمام يكون بالوفاء لكل القضايا التي عاش من أجلها. وأن الإخلاص له يكون بالإخلاص لها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام