بعد أسابيع قليلة على تحرير مدينة تدمر السورية التاريخية من أيدي عناصر تنظيم “داعش”، عادت “لؤلؤة البادية” لتشهد فعاليات الثقافة ومظاهر الفرح، حيث تستقبل أمسية موسيقية سمفونية روسية.
ويقود قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغياف، مساء اليوم الخميس، حفلاً سمفونياً في مسرح مدينة تدمر الأثرية التي حررها الجيش السوري نهاية آذار، من مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية”- “داعش”.
وستحيي الأوركسترا السمفونية لمسرح مارينسكي في سان بطرسبرغ هذا الحفل الذي يقام تحت عنوان “صلاة من اجل تدمر. الموسيقى تحيي الجدران العتيقة”، ويبدأ في الساعة 14,00 بتوقيت غرينيتش، بحسب ما اعلن الجهاز الاعلامي في المسرح.
وأثار استيلاء التنظيم المتطرف على المدينة في أيار العام 2015 وتنفيذه إعدامات جماعية في المعبد الروماني العائد للقرن الثاني، تنديداً في العالم أجمع. ويمكن لموسكو أن تتباهى بانتصار كبير تمثل بطرد الارهابيين من تدمر.
وبعدما أعلن الجيش الروسي في اواخر نيسان، انتهاء أعمال نزع الالغام التي زرعها مسلحو تنظيم “داعش” من المواقع الاثرية في تدمر، استقبت عاصمة مملكة زنوبيا هذا النشاط الموسيقي الراقي، إذ أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن الحفل في تدمر يشهد على “تضامن شخصيات الثقافة مع الذين يكافحون الإرهابيين”.
وفاليري غيرغياف قائد اوركسترا يحظى بشهرة عالمية، وهو يدير مسرح مارينسكي منذ العام 1996. وسبق أن أحيا حفلات موسيقية في مواقع دمرتها حروب أو كوارث طبيعية.
واحيت فرقته في العام 2008 حفلاً أمام المباني الحكومية المدمرة قي تسخينفالي، عاصمة أوسيتيا الجنوبية، الجمهورية الجورجية الانفصالية الموالية لروسيا، بعد قليل على حرب خاطفة بين روسيا وجورجيا للسيطرة على هذه المنطقة.
وفي العام 2012، قاد حفلاً موسيقياً في طوكيو تكريماً لذكرى ضحايا كارثة فوكيشيما النووية في العام 2011.
كما نظم العديد من الحفلات عبر العالم لجمع أموال من أجل ضحايا عملية احتجاز الرهائن في احدى مدارس بيسلان في القوقاز الروسي، والتي انتهت بمقتل اكثر من 330 شخصاً بينهم 186 طفلاً.