كما كل المحطات السياسية والانتخابية المحلية يحضر حزب الله في الانتخابات البلدية والاختيارية في مختلف المناطق التي له تواجد فيها في مختلف المناطق اللبنانية، ويخوض الحزب الاستحقاق البلدي انطلاقا من تحالفه الثابت مع “حركة أمل” وبلوائح موحدة.
ومشاركة حزب الله في هذه الانتخابات تؤكد للقاصي والداني انه جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني اللبناني وحاضر كما غيره من التيارات والاحزاب والقوى في كل المفاصل الحياتية التي تهم المواطنين، وحزب الله بذلك يدحض محاولات البعض في المحيط والعالم لتشويه صورته عبر وصفه هنا وهناك بصفات لا تمت اليه بصلة.
فخوض الحزب غمار الانتخابات المحلية في القرى والمدن المختلفة يؤكد وجوده في الحياة اللبنانية بصورة طبيعية وعادية بعكس ما تحاول بعض وسائل الاعلام وبالاخص الخليجية تصويره انه ينتمي الى حالة غير لبنانية او أنه حالة طارئة على المشهد اللبناني، فحزب الله اليوم موجود حيث يجب ان يكون، فكما هو موجود لمواجهة العدو الاسرائيلي ايضا موجود في صد الارهاب التكفيري، وهذا لا يعني انه سيتخلى عن دوره الداخلي في المشاركة في الحياة السياسية من المجلس النيابي والحكومة واليوم في المجالس البلدية والاختيارية باعتباره جزءا من المجتمع اللبناني فلا يمكن فصله عن بيئته وأهله.
حزب الله.. تنمية ووفاء
فحزب الله منذ نشأته لم يغب عن العمل الاجتماعي في القرى والمناطق خاصة تلك التي وجد فيها، وهو طالما سعى لسد الثغرات والنقص في حياة الناس من خدمات وتقديمات مما يجب ان تقدمه الدولة، فكيف يمكن التساؤل بعد ذلك عن كيفية وجود الحزب في الاستحقاق الانمائي، فالحزب كبقية الاحزاب باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمعات لا يمكن ان تكون خارج هذا الاستحقاق الانمائي الهادف لتطوير المجتمعات المحلية لا سيما في القرى والارياف، ومن الطبيعي ان يدعو الحزب كغيره المناصرين والمحازبين الى المشاركة الفعالة والكثيفة، كما انه عمل لاتمام كل التحضيرات اللوجستية على صعيد عمل لجانه وماكينته الانتخابية.
حول ذلك لفت “مسؤول العمل البلدي في منطقة البقاع في حزب الله” حسين النمر الى ان “الاتفاق بين حزب الله وحركة أمل أراح الناس والمنطقة لان الحزب بالاضافة الى الحركة وباقي الاحزاب يشكلون كل النسيج الاجتماعي في المنطقة”، ولفت الى ان “هذه أبناء المنطقة من الاحزاب صمموا على تشكيل اللوائح المشتركة في معظم القرى والبلدات بما يعبر عن حالات التوافق التي سجلت حتى الآن فوز 13 بلدية بالتزكية وربما يرتفع العدد الى 15 قبل يوم الانتخاب في بعلبك الهرمل وشرق زحلة”.
واشار النمر في حديث لموقع “قناة المنار” الى ان “التوافق في المنطقة هو السمة العامة وحتى في القرى حيث لم يحصل توافق من يواجه لوائح الوفاء والتنمية(لوائح حزب الله وحركة امل) هم افراد منفردون او حتى بعض اللوائح غير المكتملة”، مؤكدا ان “التنافس يجري في جو اخوي عائلي بين الاقارب والاهل في القرية الواحدة وهذا ما يؤكد الصيغة الديمقراطية للانتخابات رغم الحالة التي تشكلها الاحزاب في المنطقة ومن ضمنها حزب الله”.
التحضيرات اكتملت والجهوزية تامة..
وفيما أكد النمر ان التحضيرات اللوجستية الخاصة بعمل ماكينة حزب الله الانتخابية قد اكتملت، لفت الى ان “الجميع في هذه الماكينة على جهوزية تامة لاتمام العمل المطلوب منهم قبل وخلال يوم الانتخاب وبعده وباعلى درجات الاحترافية والمهنية”، آملا “إنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي الحضاري بأفضل صورة وبما يصب في خدمة الصالح العام”.
ورأى النمر ان “المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية لا سميا في منطقة البقاع هي يفترض ان تكون استفتاء على شعبية المقاومة في هذه القرى والبلدات بما يعبر عن تجديد البيعة للمقاومة والوفاء لدماء الشهداء”، وتابع “خاصة ان البقاع على مقربة من التكفيريين وصواريخهم التي سبق ان اعتدت على العديد من القرى البقاعية والتهديد ما زال موجودا رغم ان المقاومة تواجهه بفضل الله وسواعد مجاهديها”.
ولفت النمر الى ان “أهل البقاع يدركون جيدا من وقف الى جانبهم في كل الظروف سواء في التنمية على مختلف الصعد او الدفاع عن الارض”، واكد ان”اهل البقاع اوفياء لمقاومتهم ولشهدائهم”، وذكّر ان “حزب الله موجود اجتماعيا منذ البدايات ولديه عمل بلدي وجهد كبير لتطوير المناطق حتى وصلت التنمية اليوم الى مستوى 60 % في القرى البقاعية من البنى التحتية والكهرباء والماء والطرق والاتصالان… وغيرها”.
واشار النمر الى ان “حزب الله حزب جهادي في كل المجالات من التنمية الى التعليم والعسكر والسياسي ولديه من العقول والقدرات التي تعمل في المجال المدني والبلدي كما تعمل في المجالات العسكرية والسياسية”، وراى ان “أبناء المنطقة هم الذين ينهضون بمنطقتهم ولذلك التاريخ يشهد ان ابناء البقاع حملوا السلاح بيد وباليد الاخرى نشطوا لتحسين مدنهم وقراهم وهم لديهم من القدرات والخبرات ما يكفي كي يخوضوا الانتخابات البلدية والاختيارية في جو من التوافق المفيد لمنطقتهم او التنافس الانتخابي حيث لم يحصل التوافق”، ودعا “أهل المقاومة ومناصريها للمشاركة الكثيفة والاقتراع للوائح الوفاء والتنمية في كل القرى والبلدات”، واعدا “بمواصلة العمل لتنمية جميع القرى والبلدات والوقوف بجانب الناس في كل الظروف”.
استفتاء على المقاومة وتجديد البيعة..
وحول مشاركة حزب الله الفاعلة في الانتخابات البلدية والاختيارية، توجهنا بالسؤال لعينات من المواطنين اللبنانيين ممن يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات، فقد اعتبرت منال(تعيش في الضاحية الجنوبية حيث تنتخب) ان “حزب الله هو حالة سياسية قائمة في لبنان ويشكل من المجتمع فكيف لا يشارك وكيف لا يحصد نتائج كبيرة في الانتخابات”، وتابعت “صحيح ان الانتخابات البلدية والاختيارية لها الطابع العائلي والقروي إلا ان الناس في القرى باتوا ينتمون الى احزاب ويؤيدون ويصوتون عل اساس برامج تنموية ترعاها الاحزاب”.
ورأى محمد(يعيش في البقاع حيث ينتخب) ان “مشاركة الحزب تعطيه شرعية اكبر وان كان له حضور على الساحة وخصوصا بالانتخابات البلدية لانها تعبر عن مدى تفاعل العائلات والقاعدة الشعبية مع الحزب كناشط سياسي خدماتي اجتماعي”، واعتبر ان “هذه الانتخابت تعطي الحزب زخما اكبر لحثه على تقديم خدماته الاجتماعية على الدوام وعدم ربطه بفترة ما قبل الانتخايات البلدية”.
أما صادق(يعيش في الجنوب حيث ينتخب) فقال إنه “رغم وضع بعض الجهات حزب الله على لائحة الارهاب ورغم محاولة البعض لحصار الحزب إلا ان للحزب قاعدة جماهيرية كبيرة ستصوت لمشروعه المقاوم”، واكد ان “شريحة واسعة من اللبنانيين لا يعنيها قرار تصنيفه حزبا او منظمة على لائحة الارهاب وانما تعتبره حزبا مقاوما ولذا تصوت لصالحه بالاضافة الى ان الحزب فاعل في الخدمات الاجتماعية والبلدية”.
وشددت ايناس (تعيش في الضاحية وتنتخب في الجنوب) على ان “اهمية عطاءات الحزب وتضحياته وسواء اكان يتم في سبيل الوطن كما ان له شعبية كبيرة في مختلف المناطق ومن الضروري ان يمثل مؤيدوه ومحبوه في البلديات وغيرها من ادارات الدولة لان هؤلاء الناس وضعوا ثقتهم فيه وبكل الاحوال هذا الحزب من هذا الشعب ومن ابناء القرى والمدن وعليه المشاركة في الانتخابات ترشيحا وانتخابا”، واكدت انها “ستصوت للائحة التوافق بين حزب الله وحركة امل في قريتها الجنوبية”.
من جهتها، قالت غنوة(تعيش في بيروت وتنتخب في البقاع) إن “الحزب يجب عليه المشاركة في الانتخابات لان بغيابه يكون هناك خلال في التركيبة السياسية والاجتماعية في البلد باعتباره من اكبر الاحزاب على الساحة اللبنانية”، وتابعت “هو طالما قدم لهذا المجتمع من التضحيات الجسام فكيف يريدون ابعاده عن العمل البلدي والاختياري والاجتماعي”، واضافت “هو جزء من المجتمع ونتائج الانتخابات ستؤكد حضوره الفاعل فيها”.
صحيح ان التوافق والاتفاق على لوائح واحدة موحدة والفوز بالتزكية في الانتخابات البلدية يريح الجو العام في مختلف المناطق، إلا ان الجو التنافسي الديمقراطي ايضا له من الايجابيات الكثير ومنها اختيار الافضل للخدمة العامة، لكن يبقى المهم هو الحفاظ على الحريات العامة والاستقرار وضمان ممارسة الحقوق الانتخابية تحت سقف القانون.
المصدر: موقع المنار