قالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في بيان لها إنّ “النظام البحريني أقدم بتواطؤ وصمت دولي على ارتكاب جريمة بشعة وخطيئة تاريخية وتجاوز فاضح لكل الأعراف الدولية الحامية لمبادئ حقوق الإنسان في اقتحام ساحة الاعتصام بالدراز بجوار منزل أبرز مرجعية دينية للطائفة الشيعية في البحرين والخليج سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، واقتحام منزله، واعتقال قرابة 300 مواطن، وجرح العشرات، وسقوط شهداء، واستخدام القوة المفرطة في مواجهة المحتجين السلميين من الرجال والنساء والأطفال، فيما لا يزال مصير آية الله قاسم مجهولا حتى هذه اللحظة؛ رغم اعتراف السلطة بأنّه في منزله؛ إلا أنّه ليست هناك معلومات واضحة حول وضعه الصحية؛ بسبب منع التواصل معه”.
وطالبت الوفاق بالكشف عن أسماء بقية المعتقلين والمفقودين، وتمكين ذويهم من معرفة مصيرهم؛ وتمكين عوائل الشهداء من ممارسة حقهم الإنساني في مواراة جثامينهم، لافتة إلى أنّه لا يمكن الاعتماد على رواية النظام في التحقق من ظروف مقتل الشهداء وما أعلنته من تفاصيل مضللة حول العملية الأمنية في الاقتحام الوحشي للدراز بحق المحتجين السلميين؛ لأنّ هذا بحاجة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية؛ خصوصا مع التجارب السابقة مع النظام الذي يلجئ لتلفيق الأكاذيب من أجل تبرير الانتهاكات والجرائم.
وأشادت الوفاق البحرينية بالملحمة الشعبية والجماهيرية في الدفاع عن القائد الوطني الكبير والرمز سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم؛ والتي عمقت حجم الهزيمة النفسية التي يعاني منها النظام، مؤكدة على ضرورة استمرار الصمود وتعزيز حالة الصبر الاستيراتيجي والنزول للشوارع والتعبير عن حالة الاحتجاج وتوسعة الغضب الشعبي في مختلف مناطق البحرين.
وتابعت إنّ المعركة اليوم هي معركة إرادات، مؤكدة على أنّ خيار الشعب البحريني في تحقيق التحول الجذري نحو الديمقراطية هو خيار صحيح وسينتصر مهما تعقدت الظروف، وأنّ السلطة تكرر أخطائها الكارثية في الاعتداء على حق الشعب في سيادة نفسه عبر تكريس الواقع الفاشل للمعالجات الأمني، لافتة إلى أّنّ الشعب البحريني سينتزع حقوقه العادلة والمشروعة مهما كان حجم التضحيات.
وحمّلت الوفاق البحرينية كل من الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة المسؤولية عن جريمة الاقتحام لساحة الفداء في الدراز، مشددة على أنّهم يتحملون المسؤولية عن تداعيات مثل هذه المغامرة السياسية، التي تشكل انعطافة كبيرة في البحرين، كما يتحملون المسؤولية حول سلامة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، الذي يشكل الضمانة الوطنية للمسارات الثابتة للمعارضة.
وشددت الوفاق البحرينية على أنّه بعد المحاكمة الباطلة لآية الله قاسم ونتائجها فإنّ الشعب البحريني هو الذي أصدر الحكم تجاه هذا النظام المستبد في انتزاع الحقوق العادلة والمشروعة؛ لأنّ هذا الاستهداف هو تجاوز لما يزيد على 60% من الديمغرافية السياسية في البلاد، ويدق المسمار الأخير في نعش الاستبداد.
واختمت الوفاق بأنّ التركيبة الحالية للحكم عصيّة على الإصلاح والعقلانية والتوزان؛ فقد تجاوز النظام كل الحدود في الاستفزاز والطائفية والعداء تجاه الأغلبية السياسية؛ فالنظام لا يريد الخير للبحرين وهذه تعكس طبيعته، وهي تأخذ البحرين للمنزلقات المدمرة، مؤكدة على أنّ النظام لن ينال بجريمة اليوم مافشل عن نيله طوال ست سنوات من عمر فشل الخيارات الأمنية.
المصدر: موقع المنار