برعاية فخامة رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون ممثَّلًا بمعالي وزير الصّناعة الدّكتور حسين الحاجّ حسن، افتتحت المؤسّسة الإسلاميّة للتّربية والتّعليم مدارس المهديّ (ع) مؤتمر “المعالجة التّربويّة” الذي تنظّمه بالشّراكة مع المعهد الفرنسيّ في لبنان وجامعة القدّيس يوسف، وبالتّعاون مع المركز التّربويّ للبحوث والإنماء وكلّيّة التّربية في الجامعة اللّبنانيّة، وبمشاركة مجموعة من المختصّين التّربويّين الدّوليّين من لبنان وفرنسا وبلجيكا والمغرب وإيران والأردنّ.
المؤتمر الذي أقيم في قصر اليونيسكو في بيروت، حضره ممثّل فخامة رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون، الوزير د. حسين الحاجّ حسن، دولة رئيس المجلس النّيابيّ ممثَّلًا بسعادة النّائب نوّار السّاحلي، دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري ممثلاً بوزير الثقافة د. غطّاس خوري ، رئيس جمعية المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم د. حسين يوسف، جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي، ملحق التعاون اللغوي في السفارة الفرنسية السيدة كارول فاندوفل، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء د. ندى عويجان، عميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية د. تيريز الهاشم، المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية السيد شريعت مدار، ممثلي الهيئات الروحية الإسلامية والمسيحيّة، ممثلي وزراء التربية والبيئة والإعلام، ممثلي رؤساء الجامعات، عمداء وأساتذة كليات الجامعة اللبنانيّة والجامعات الخاصة، ممثلي المؤسسات التربوية والتعليميّة، ممثلي قادة القوى الأمنية اللبنانيّة بالإضافة إلى فعّاليّات تربويّة وسياسيّة واجتماعيّة.
افتُتح الحفل بتلاوة آيات بيّنات من الذّكر الحكيم، تلاها النّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ.
ومن ثمّ تَمَّ عرض فيلم بعنوان “تجارب مُلهِمة” حول موضوع المعالجة التّربويّة.
بعد ذلك، كانت كلمةٌ لجامعة القدّيس يوسف حيث تحدّثت عميدة كلية العلوم التربوية د. باتريسيا راشد عن موضوع المعالجة التربوية وأهميته، ولفتت أن متابعة الطلاب هي عملية محفوفة بالتحديات ويجب إيجاد الحلول لها من خلال المعالجة التربوية التي تهدف إلى إنشاء شخصية مميزة. وأكدت أن جامعة القديس يوسف تهتم بالمعالجة التربوية.
بعدها كانت كلمة المعهد الثّقافيّ الفرنسيّ ممثلة بملحق التعاون اللغوي في السفارة الفرنسية السيدة كارول فاندوفل حيث توجهت بالشكر للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم وتحدثت عن دور السفارة الفرنسية بالعملية التعلمية.
بعدها كانت كلمة لرئيس جمعية المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم الدكتور حسين يوسف حيث رحب بداية بالحضور وتمنى التوفيق في هذا المؤتمر ببركة ولادة الإمام المهدي (ع) الذي يصادف العيد السنوي الـ24 للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم.
قال إن أهمية المؤتمر تكمن أولاً في موضوعه المتصلّ بالعدالة التربوية، وثانياً في كونه يأتي تتويجاً لتجربة تربوية خاصة خاضتها المؤسسة.
أضاف قائلاً: ” إضافة إلى بعده العلمي، يحملُ مؤتمرنا معانٍ ساميةً وإشاراتٍ لطيفةً تستدعي التوقّفَ عندها، فهو يمثّل شراكةً مميزةً بين المدرسة، وبين مؤسسات جامعية وبحثية تُعنى بإنتاج العلوم التربوية وتطويرها.
وهو أيضاً يرسم طيفًا من ألوان الشّراكة والتعاون بين الجهات الرّسمية المعنيّة بالتخطيط للتربية والتعليم، وبين المؤسسات التربوية الخاصّة التي تشارك في تقديم خدمات التربية والتعليم لأهلنا.”
وقال أن المؤتمر يمثل فسحة تأمل هادىء وتفكر عميق في قضية إنسانية عامة وأصيلة، في زمن تتسارع فيه التحولات والتبدلات وفي عالم تتفاقم فيه الازمات والانقسامات.
ولفت أنه في قلب هذه التحولات والأزمات تجد التربية نفسها أمام تحديات كثيرة من بينها تحدي المحافظة على هوية التربية ودورها الأصيل حتى لا تصبح ميداناً لترويج بضائع غيرها.
ولا يكون ذلك إلا من خلال استحضار مبادئ التربية ومرتكزاتها والمراجعة الدقيقة والدائمة لقيمها ورسالتها، بذلك تستطيع التربيةُ المحافظةَ على تركيزها على دورها الجوهري في تهيئة الإمكانات والفرص وإعداد الأرضية أمام المترّبين، لأجل تفتح اختيارهم وإبراز ميولهم الفطرية، وتزايد قدرة انتخابهم وعملهم بحرية لإدراك وضعيتهم وإصلاحها المستمر، والسعي الدائم لتسامي هويّتهم ببُعدَيها الفردي والجماعي لينالوا مرتبةً لائقًة من الحياة الطّيبة.”
ختم رئيس جمعية المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على رعايته للمؤتمر وللشركاء والمنظمون للمؤتمر والمتحدثون.
وفي الختام كانت كلمة فخامة رئيس الجمهوريّة ممثَّلًا بمعالي وزير الصّناعة الدّكتور حسين الحاجّ حسن، حيث قال: “ينعقد هذا المؤتمر في لبنان بهذه الفترة الحسّاسة التي تمرّ فيها منطقتنا العربيّة والإسلاميّة بمسلميها ومسيحيّيها، والّتي نحن فيها أحوج ما نكون إلى مبادئ التّربية والمعالجة التّربويّة الصّحيحة لبناء الأفراد والمجتمعات على الأسس الوطنيّة والدّينيّة السّليمة، لمواجهة الانحرافات الخطيرة والمتعدّدة”.
وأشار معالي الوزير إلى أنّ لبنان يمثّل النّموذج الحضاريّ والتّربوي الأبرز للاعتدال والتّسامح والعيش المشترك بين الإسلام والمسيحيّة والمعتقدات المتنوّعة، وعلينا أن نحافظ على هذا النّموذج في الميادين كافّة، ولاسيّما في حقل التّربية والمعالجة التّربويّة.
وأكّد معاليه على دور التّربية المحوريّ في بناء الأفراد والمجتمعات والدُّول، مُنوّهًا بِاسمِهِ وبِاسمِ فخامة رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون بالمؤسّسة الإسلاميّة للتّربية والتّعليم والشّركاء المنظِّمين لهذا المؤتمر وبدوره الحضاريّ.
وأضاف: “إنّنا نعتبر هذا المؤتمر حدثًا تربويًّا مهمًّا سيتناول قضيّة الإنسان بشكل تكامليّ انطلاقًا من حقّ كلّ متعلّم في الحصول على التّعليم الذي يتناسب مع استعداداته وقدراته ومواهبه، ويتعامل مع خصوصيّاته. إنّ هذا المؤتمر يمثّل رسالة أمل ورجاء في رسم السّياسات التّربويّة للمدرسة، ويوجّه أعمالها لتكون أكثر فعّاليّة وأكثر تركيزًا في تأمين الفرص التّعليميّة، والّتي تتعامل مع التّلامذة جميعًا بالنّظر إلى فروقاتهم الفرديّة، ما يفتح نوافذ الأمل لمستقبلٍ مشرقٍ بالحياة على صعيد بناء الدّولة العادلة، كما على صعيد بناء المجتمع المتماسك والمتناغم أو على صعيد بناء الأفراد المتعلّمين والمنتجين…”
وختم د. حسين الحاجّ حسن كلمته متمنّيًا النّجاح للمؤتمر ومُثنيًا على الجهد العلميّ المتميّز المبذول في المؤتمر.
هذا، وتستمرّ فعّاليّات المؤتمر لمدّة يومين، وتتضمّن مداخلاتٍ ووُرَشًا لنُخبة من التّربويّين الدّوليّين والمحلّيّين.
المصدر: موقع قناة المنار