مارين لوبان تفاجئ الجميع .. اليمين المتطرف لم يخسر بعد! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مارين لوبان تفاجئ الجميع .. اليمين المتطرف لم يخسر بعد!

لوبان
حسين سمّور

 بعد ساعات قليلة على انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية قبل نحو أسبوع، بدأ المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون يتصرّف وكأنه الرئيس الفرنسي، متجاهلا الى حدّ كبير الجولة الثانية من الانتخابات والتي ستجمعه مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وهو ما لاقى استغرابا من عدد كبير من المتابعين للانتخابات الفرنسية.

 ثقة ماكرون الزائدة، عززتها بعض الاطراف التي اعلنت دعمها له وعلى رأسها مرشح يمين الوسط فرانسوا فيون ومرشح اليسار بونوا امون، وهو ما دفعه الى البدء باستشارات مع الاطراف متجاهلا القيام بجولات على المناطق، وهو ما فتح المجال امام لوبان التي لم توفر مدينة خلال الايام القليلة الماضية الا وزارتها لتلتقي بالناخبين، وتحاول اقناع الناخب الفرنسي المتذبذب ومن دعموا مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في الدورة الاولى لتكسب أصواتهم في الجولة الحاسمة، وهو ما نجحت بتحقيقه بحسب استطلاعات الرأي.

 وبعد ان كانت الاستطلاعات تشير بعد انتهاء الدورة الأولى الى حصول مارين لوبان على 30% من الاصوات المحتملة مقابل 70% لماكرون، أظهرت الاستطلاعات الأخيرة مساء الاثنين 1/5/2017 حصول مارين لوبان على 39% فيما حصل ماكرون على 61%، وعزت مراكز الدراسات هذا التقدم الى الحضور القوي للوبان في الشارع، بينما تغيّب ماكرون عن الساحة الاعلامية. واشار الاستطلاع الى ان نسبة تقدّر بحوالي 30% من ناخبي اليمين التقليدي ستصوت لصالح لوبان في الجولة الثانية، كما انه من المرجح ان تذهب 60% من الاصوات التي ذهبت لمرشح اليسار الراديكالي ميلانشون لصالح ماكرون في الجولة الثانية، وتذهب 20% من هذه الاصوات الى لوبان، لتبقى 20% غير مسحومة لاي اتجاه ستذهب.

ومن النقاط الايجابية التي تصب أيضا في مصلحة لوبان هي في تحالفها مع رئيس حزب “انهضي فرنسا” والمرشح الخاسر في الجولة الاولى “نيكولا دوبون انيان”، لتكون هي المرّة الاولى التي يتحالف فيها اليمين المتطرف مع اليمين التقليدي، وهو ما يمكن ان يساعدها على كسب مزيد من الأصوات. أمّا ماكرون فيعاني من ازمة كبيرة تتعلق بنسبة الممتنعين عن التصويت والتي من المرجح ان تكون مرتفعة جدا هذه الجولة بحسب استطلاعات الرأي. كما أن ماكرون وبسبب طروحاته الاقتصادية فإنه يعاني كثيرا في موضوع اقناع العمال في الشارع بالتوصيت له، على اعتبار انه هو عرّاب خطط فرانسوا هولاند الاقتصادية والتي اعطت حوافز للمؤسسات الاستثمارية على حساب الطبقة الوسطى.

تطورات وتقلبات كبيرة تعيشها الساحة السياسية في فرنسا قبل ايام من موعد الجولة الثانية والحاسمة، والأكيد ان الامور لم تحسم بعد، وان اليمين المتطرف يتقدم بشكل واضح، وحتى في حال خسارته هذه الانتخابات، فإن عجز ماكرون عن تحقيق اغلبية في مجلس النواب، وايجاد حلول جديّة للوضع الاقتصادي فإن اليمين المتطرف سيحظى بالمزيد من الدعم وسياخذ فرصته في اي استحقاق انتخابي مقبل، سواء في الانتخابات النيابية او المناطقية وحتى في الرئاسة.

المصدر: موقع المنار