في عالم الفن يبقى التمايز هو السبيل الوحيد للإبداع وإثبات الذات، وهذا هو حال النحات اللبناني، نعمان الرفاعي (48 عاما)، الذي ينجز منحوتات على رؤوس أقلام الرصاص، تمثل مجسمات لقلاع ومساجد وكنائس، وغيرها الكثير.
الرفاعي قال: «لا شك أن هذا العمل مضن وصعب، ويحتاج إلى وقت طويل؛ فمادة الرصاص صلبة وغير مطواعة، لكن الفنان بأحاسيسه يطوع ما لا يُطوع، فابتكرت طريقة لذلك، رغم أن قلم الرصاص صغير جدا، لكنك إن أردت ولديك مخيلتك وأحاسيسك تستطيع أن تنتج وتفجر ما لا طاقة لأي عاقل على تصوره».
وكلّما اقترب النحات من إكمال منحوتته، كلّما أصبح الرصاص عرضه للكسر في أيّ لحظة؛ فحجمه يتآكل ليصبح دقيقا للغاية. وأضاف الفنان اللبناني أن «القصة بدأت بعد أن كنت أمارس في السابق مهنة الرسم والنحت على الخشب والحجر، وكان يستهويني التخطيط بالحروف، وهو ما نشأت عليه، ثم قررت متابعتها على الرصاص».
ومضى الرفاعي، وهو خطاط وفنان تشكيلي، قائلا: «شاركت في معارض محلية ودولية، أحدثها معرض بمناسبة يوم الخشب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أبهرت منحوتاتي كل الحضور، وأصبح لي، كما يقال، تياري الفني الخاص، خصوصا وأن عدد من ينتحتون على أقلام الرصاص لا يتعدى عشرة في العالم».
وهذا النوع من النحت نادر للغاية في العالم؛ إذ يتطلب دقة عالية؛ لاسيما وأن حجم المنحوتة لا يتعدى مليمترات.
وزاد النحات اللبناني بقوله: «آمل أن ينشئ له متحفا يضم أجنحة خاصة لأعمالي، بما فيها النحت الرصاصي.. وأتمنى أن تعم التجربة المدارس، ليدرك التلاميذ أن زمن القلم لم يأفل، وأن للأقلام الرصاص فوائد وأهمية في ابتكار الكثير الكثير».
ومثل فنانين كثيرين شكى الرفاعي مما قال إنه «عدم الاهتمام والرعاية بالفن والإبداع في لبنان، فيجب أن تعتمد على ذاتك لترفع اسم بلدك عاليا، لذا أسعى جاهدا إلى تحقيق ذلك عبر مشاركتي بكل ما يؤكد قدرة اللبناني على الإبداع والابتكار رغم كل الصعوبات والتحديات».
المصدر: وكالة الاناضول