عندما يلقي فيلدور هولمان محاضرته يجلس الدارسون على الأرض ويتزاحمون للجلوس بالقرب منه، ولا يبقى هناك مكان شاغر.
لم يأت الطلاب إلى هذه المحاضرة للحصول على شهادة حضور من الأستاذ هولمان ولا ليتمكنوا من اجتياز امتحاناته. إنهم يحضرون المحاضرة لأنهم يريدون الاستماع لهذا الأستاذ الشهير المتخصص في الطب الرياضي والذي يبلغ من العمر 92 عاماً وأصبح منذ وقت طويل يحاضر بشكل فخري وغير متفرغ.
ولا يفكر البروفيسور هولمان في التوقف عن التدريس. وقد بدأ الفصل الجامعي الصيفي أمس الثلاثاء حيث سيبدأ من جديد في إلقاء محاضرته الاستثنائية في كلية الرياضة الألمانية في جامعة كولونيا. ويحاول من خلال هذه المحاضرة توصيل «علوم أكاديمية عامة وأساسية» تبدأ وفقا لهولمان بشيء لا يقل عن نشأة أطلس العالم حسبما أوضح.
ثم يحاضر عن نشأة الشمس والأرض وحياة البشر. عن ذلك يقول: «أريد من خلال ذلك أن أصنع ممن يسمَون متخصصين حمقى أشخاصاً يعرفون الحياة جيداً بشكل عام».
في جُعبة هولمان الكثير لطلابه وهو ما جعله لا يزال مستمراً في إلقاء المحاضرات حسبما أكد مبرراً استمراره في التدريس بقوله: «لأني أجد سعادة غامرة في التعاون مع الشباب».
أوضحت وزارة التعليم في ولاية شمال الراين فيستفاليا المسؤولة عن جامعـــــة كولونـــــيا أنه من المعتاد جداً أن يبــــقى أساتذة عقب تفرغهم على إخلاصهم وارتباطهم بمؤسساتهم العلمية.
ودرس هولمان الطب في مدينة كولونيا وحصل على الدكتوراه. وفي عام 1985 أسس بنفسه معهد أبحاث الدورة الدموية والطب الرياضي وذلك عندما استأجر غرفة في كلية الرياضة. والمعهد اليوم حاز سمعة دولية. وأصبح عام 1965 أستاذا في طب القلب والطب الرياضي ثم عميد كلية الرياضة عام1970.
ورغم الانشغالات البحثية يبقى لدى هولمان وقت لطلابه حيث حصل أكثر من 1000 منهم على درجة الماجستير أو الدكتوراه تحت إشرافه. ولا يزال يشرف في الوقت الحالي على ثمانية رسائل دكتوراه . فما هو سر نجاحه؟
عن ذلك يقول: «قيل لي منذ وقت مبكر في حياتي إنني أمتلك ذاكرة غير طبيعية… ما أسمعه مرة واحدة أستطيع الاحتفاظ به».
المصدر: د ب ا