عقد السناتور الأميركي ريتشارد بلاك اليوم مؤتمرا صحفيا في فندق الفورسيزون بدمشق تحدث فيه عن زيارته لسورية وقال بلاك “تشرفت بلقاء الرئيس الأسد والسيدة عقيلته وخرجت بانطباع ممتاز. فعندما بدأت بإجراء دراسة عن سورية كنت مهتما بالرئيس الأسد وعقيلته وسعدت جدا عندما وجدتهما تماما كما كنت أراهما في الإعلام وهما شخصان لطيفان ويحبان وطنهما بكل صدق”.
وأضاف إن الشعب السوري من اكثر شعوب العالم شجاعة معتبرا أن نتيجة الحرب في سورية ستحدد مصير الحضارات الإنسانية. وحذر بلاك مجددا من أن سقوط سورية سيهدد الدول المجاورة لها ولاحقا أوروبا حيث سينجح الإرهابيون في نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في تلك الدول.
وردا على سؤال عن دور دول الجوار في الحرب الإرهابية على سورية قال السناتور الأميركي “لقد راودتني المخاوف جراء مشاركة الأردن في ما يحصل بسورية ولا سيما أنه سمح عام 2012 للمخابرات الأميركية بتدريب مئات المسلحين وإرسالهم لمهاجمة دمشق.. يبدو أن بعض الدول المحيطة بسورية تتوهم أن بإمكانها حقن السم في جزء من الجسم دون أن ينتقل إلى مكان آخر منه.. لكننا رأينا الهجمات الإرهابية التي حصلت في عدد من المدن الأوروبية وهذا يهدد بكارثة”.
وتمنى لو أن الولايات المتحدة كانت أكثر حزما في محاربة الإرهابيين وقال “علينا أن ننتظر لنرى موقف الرئيس الاميركي الجديد الذي آمل أن يتجه نحو تحقيق السلام بالمنطقة”. وعبر السناتور بلاك عن رغبته بإعادة فتح السفارة السورية في واشنطن معتبرا أن إغلاقها عام 2014 كان بسبب الانتخابات الرئاسية في سورية لأن الإدارة الأميركية تخوفت من السوريين الذين سيأتون إليها بأعداد كبيرة ليصوتوا لصالح الرئيس الأسد الأمر الذي يشكل صفعة للحكومة الأميركية.
السناتور بلاك لجرحى الجيش العربي السوري في مشفى بدمشق: أنتم ضحيتم من أجل سورية وحضارة العالم بأسره
إلى ذلك زار السناتور الأمريكي ريتشارد بلاك اليوم مشفى الشهيد أحمد حاميش بدمشق واطلع على عمل أقسامه ومعمل الأطراف الصناعية فيه معربا عن تقديره لتضحيات الجيش العربي السوري من أجل الدفاع عن سورية. وقال بلاك لعدد من الجرحى “أنتم ضحيتم من أجل سورية وحضارة العالم بأسره”.
وفي تصريح لمراسل سانا أعرب السناتور بلاك عن قلقه إزاء الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على سورية والذي يحد من قدرتها على استيراد وتصنيع أجهزة الأطراف الصناعية وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين واصفا الأمر بأنه جريمة ضد الإنسانية. واستغرب بلاك قيام الولايات المتحدة بمنع وصول التجهيزات الطبية إلى بلد ما لأهداف سياسية وقال علينا الخروج من هذه الحرب القذرة وإيقاف الحصار الاقتصادي.
بلاك خلال لقائه البطريرك يازجي والبطريرك أفرام الثاني: ما حدث في سورية كان مخططا من قوى خارجية بهدف تدميرها
وخلال لقائه اليوم غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في الكاتدرائية المريمية بدمشق بحضور مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري قال السناتور بلاك إنه كان دائما يتابع ما يحدث في سورية منذ بداية الحرب الإرهابية عليها مؤكداً أن ما يجري كان مخططا له من قوى خارجية بهدف تدميرها. وأشار بلاك إلى أنه سينقل حقيقة ما شاهده في سورية والذي يفند ما يبثه الإعلام حول هذه الأحداث مجددا إعجابه بصمود الشعب السوري في وجه هذه الهجمة الإرهابية.
من جانبه أكد البطريرك يوحنا العاشر أن الأسرة السورية الواحدة بأبنائها المسلمين والمسيحيين متشبثون بأرضهم وصامدون وملتفون حول جيشهم البطل بقيادة الرئيس بشار الأسد، متمنياً أن تعود سورية أفضل مما كانت وأن يعود السلام والأمن والاستقرار إلى ربوعها.
ولفت يازجي إلى أن المسيحية انطلقت من سورية، ففيها اهتدى بولس الرسول للمسيحية وفي هذا الشارع المستقيم سار، وفيها عدد من أقدم الكنائس التي تعود إلى عصور المسيحية الأولى. ودعا البطريرك يازجي القوى العظمى التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، ومنها الولايات المتحدة الأميركية، أن تدع الكيل بمكيالين وأن تساعد في إحلال السلام في سورية لافتا إلى أن ما يبثه الإعلام مناف تماما للحقيقة.
وخلال لقائه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس اغناطيوس أفرام الثاني بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، أكد السناتور بلاك أن الجميع في سورية متضرر من الإرهاب، منوها ببطولات الجيش العربي السوري وتضحياته في سبيل الحفاظ على نسيج المجتمع السوري وحماية كل أطيافه، موجها له التحية على ما يقوم به في مكافحة الإرهاب الذي بات خطرا يهدد أمن واستقرار كل العالم.
من جهته أكد غبطة البطريرك أفرام الثاني أن الإرهاب في سورية يستهدف جميع شرائح المجتمع السوري مشيرا إلى جرائم واعتداءات الإرهابيين على الكنائس والمساجد ورجال الدين المسلمين والمسيحيين.
ولفت البطريرك أفرام الثاني إلى حالة التآخي والمحبة التي تجمع كل أطياف الشعب السوري وتعاونه في مواجهة هذه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها موءكدا أن السوريين جميعا يريدون أن تبقى سورية موحدة قوية.
وفي تصريح خاص لـ سانا عقب جولته في دمشق القديمة قال السناتور الأمريكي ريتشارد بلاك إن الرئيس بشار الأسد “قائد رائع ورجل يمتلك حكمة وكرامة عظيمة ومن دونه لن يكون هناك أمل لسورية.. لأنه هو من يبقيها موحدة”.
وقبل مغادرته سورية بقليل أعرب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ثقته بانتصار سورية في حربها ضد الإرهاب وقال “أعتقد أن سورية ستنتصر ونصرها سيكون نصرا للعالم أجمع”.
المصدر: وكالة سانا