أعلن رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني الاثنين ان بلاده ستستثمر 5 مليارات جنيه استرليني (5.8 مليارات يورو) في بريطانيا على مدى خمس سنوات خصوصا في البنية التحتية والخدمات.
ويشكل الاعلان الذي صدر في لندن بمناسبة اليوم الاول من “منتدى قطر والمملكة المتحدة للأعمال والاستثمار” خبرا سارا لبريطانيا في الوقت الذي تستعد فيه لبدء مفاوضات لا تزال نتائجها غامضة حول خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي.
وقال رئيس الوزراء القطري خلال هذا المنتدى “على مدى السنوات الثلاث او الخمس المقبلة، ستوظف قطر 5 مليارات جنيه استرليني في الاقتصاد البريطاني من خلال صناديق استثمارات مختلفة والجهات المعنية في قطر، وهو ما سيشكل إضافة الى استثماراتها الاخرى الناجحة في بريطانيا”.
وستركز الاستثمارات على قطاعات الطاقة والبنية التحتية والعقارات والخدمات، بحسب ما أعلن عبدالله عقب حضوره المنتدى الذي يشارك فيه أكثر من 400 من قادة الاعمال البريطانيين والقطريين وكبار السياسيين.
واستثمرت قطر أكثر من 40 مليار جنيه (46 مليار يورو) في بريطانيا في السنوات الاخيرة، اشهرها الاستثمار في العقارات وأشهرها برج “شارد” وقسم كبير من حي الاعمال في كناري وارف بلندن بالاضافة الى متاجر هارودز الفاخرة، كما اشترت قطر القرية الأولمبية عقب اولمبياد لندن 2012، كما تعتزم تحويل السفارة الأميركية الحالية في لندن إلى فندق فاخر بعد انتقال السفارة إلى موقع جديد.
وشارك وزير التجارة البريطاني ليام فوكس في المنتدى الذي سينقل أعمال اليوم الثاني والاخير إلى مدينة برمنغهام وسط البلاد.
وحرص فوكس على أن يعرض للعالم أن بريطانيا منفتحة على الأعمال رغم أنها ستخرج من الاتحاد الاوروبي، وقال أن قطر هي الشريك التجاري المثالي لفترة ما بعد البريكست.
وقال أمام المنتدى “علينا أن نتوقف عن النظر إلى الأمور من منظار البريكست”.
صرح فوكس ان “قطر والمملكة المتحدة هما حليفان طبيعيان واعتقد أن نمو القطاع الخاص في البلدين قادر على أن يعزز العلاقات ويشجع الاستثمار الاجنبي المباشر”.
وأضاف أن رغبة قطر في تنويع اقتصادها وحاجة بريطانيا الى تصدير خبراتها في مجال الخدمات في أنحاء العالم يعني أن التجارة بين البلدين ستكون مربحة للطرفين.
وقال “لا يمكن أن تفشل أية تجارة بين المملكة المتحدة وقطر لنقص التمويل أو التأمين”، مضيفا أن بريطانيا “ستضاعف التمويل المتوفر من الصادرات البريطانية لدعم التجارة مع قطر لتصل إلى 4.5 مليار جنيه استرليني”.
وأكد الوزير أن البريكست “سيسرع التغيرات التي يجب أن تمر بها المملكة المتحدة في عالم معولم” وأنه يتعين على الدول الأخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التأقلم مع مشهد التجارة العالمية المتغير، ومن المقرر أن تطلق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عملية البريكست يوم الاربعاء.
وقال عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار،أن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي لن يحول دون القيام باستثمارات مستقبلية في بريطانيا.
وصرح في المنتدى “هناك ضغوط من مجلس إدارة الجهاز للتنويع من حيث الجغرافيا وفئات الأصول، ولكننا لا نزال نبحث عن فرص حتى بعد البريكست”.
وأعلن عن خطط لفتح مكتب في وادي السيلكون في الولايات المتحدة في إطار المساعي لتنويع الاقتصاد القطري وتغيير اعتماده على قطاع النفط وتحوله إلى قطاعات أكثر استدامة مثل المعرفة والاقتصاد، وقال أن الجهاز سيفتح مكتبا في سان فرانسيسكو في مستهل العام المقبل.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية