تنفيذا لاتفاق المصالحة في حي الوعر بمدينة حمص تم اليوم خروج أكثر من 1400 من المسلحين الرافضين للاتفاق وعائلاتهم إلى الريف الشمالي تمهيدا لإعادة الأمن والاستقرار وعودة جميع مؤسسات الدولة إلى الحي.
وذكر مراسل سانا في حمص أنه خرج 423 من المسلحين الذين رفضوا اتفاق المصالحة و1056 من افراد عائلاتهم إلى الريف الشمالي مشيرا إلى أن عملية خروج المسلحين وعائلاتهم ماتزال مستمرة لاستكمال إخراج الدفعة الأولى من المسلحين.
وذكر محافظ حمص طلال البرازى في تصريح لسانا أن “المحافظة انجزت جميع الإجراءات والترتيبات اللوجستية لخروج الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من حي الوعر تنفيذا لاتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه الاسبوع الماضي”.
وأشار المحافظ إلى أن الدفعة الأولى “تتضمن خروج أكثر من 1500 شخص من مسلحين وعائلاتهم باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي” مبينا أن “عملية الإخراج تتم بإشراف الهلال الاحمر العربى السورى وقوى الأمن الداخلي السورية والشرطة العسكرية الروسية”.
ونفى المحافظ ما تداولته بعض وسائل الإعلام الشريكة في جريمة سفك الدم السوري حول إجراء تغيير ديموغرافي في حي الوعر مؤكدا أن هذه الأكاذيب هي محاولة يائسة للتشويش على اتفاق مصالحة حي الوعر بشكل خاص ومسيرة المصالحات المتواترة بشكل عام.
ولفت المحافظ إلى أنه من المتوقع أن “يبقى في حي الوعر أكثر من 40 ألف نسمة بعد إخراج جميع المسلحين الرافضين للاتفاق وعائلاتهم من الحي والذين يقدر عددهم بنحو الـ10 آلاف شخص” مؤكدا أن “المحافظة تعكف حاليا على وضع خطة متكاملة لعودة جميع العائلات التي تركت منازلها في حي الوعر في أوقات سابقة وذلك بعد استكمال إخراج المسلحين وتأمين الخدمات للحي بشكل كامل”.
من جانبه قال أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي عمار السباعي أن “عدد افراد العائلات المهجرة من حي الوعر يبلغ أكثر من 100 ألف شخص وسيعودون إلى منازلهم بعد إتمام تنفيذ الاتفاق”،موضحا أن الدولة السورية هي الضامنة للمواطن ولبقاء المواطنين امنين في الوعر وسيعود الأمن والأمان إلى الحي”.
ودعا السباعي المواطنين في حي الوعر إلى عدم الاستماع لأي إشاعة مغرضة والى البقاء في الحي لأنهم ابناء هذا الوطن موضحا أن هذا الوطن بحاجة إلى جهود ابنائه لإعادة الاعمار.
بدوره أشار قائد شرطة حمص اللواء خالد هلال إلى أنه “مع انتهاء تنفيذ اتفاق حي الوعر سيكون الحي آمنا وستكون مدينة حمص مدينة آمنة بالكامل”، موضحا أن “وحدات قوى الأمن الداخلي ستعود مع نهاية تنفيذ الاتفاق إلى مراكزها في قسم شرطة حي الوعر وشرطة القصر العدلي وسيقومون بضبط الأمن في الحي وضمان عودة الأهالي إلى منازلهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة ولن نسمح بأي عملية اخلال للأمن في الحي”.
ولفت أمين عام حزب الشعب نواف الملحم إلى أن “المصالحات الوطنية التي بدأت في حمص منذ ثلاثة أعوام لها التأثير الحقيقي الذي عولنا عليه لتقليل مناطق انتشار المجموعات المسلحة وبالتالي التقليل من الدمار والمحافظة على أبناء الوطن”.
من جانبه دعا مدير أوقاف حمص الشيخ عصام المصري أبناء حي الوعر إلى “عدم الخروج وترك حيهم وعدم الاستماع لما يبثه اعداء الوطن من اشاعات مغرضة”، مؤكدا أن “باب التسوية مفتوح لكل ابناء الوطن والتي تضمن العيش بأمان”.
وشدد مدير أوقاف حمص على أن “أعداء الوطن يبثون دعاية التهجير وتخويف الأهالي ليتركوا منازلهم ليفرغوا الحي من أهله لكن نحن نقول لأهالي الوعر كرامتكم محفوظة وامنكم محفوظ وبلدنا أولى بنا”.
وتم يوم الاثنين الماضي التوصل إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر بمدينة حمص يقضى بتسوية أوضاع المسلحين في الحى وخروج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم تمهيدا لعودة جميع مؤسسات الدولة اليه وذلك بالتنسيق بين اللجنة الامنية والعسكرية في حمص ومركز المصالحة الروسي في حميميم.
ويعد حي الوعر اخر أحياء مدينة حمص الذى تنتشر فيه مجموعات مسلحة تحاصر المواطنين وسبق أن تم إخراج المجموعات المسلحة من مدينة حمص القديمة في آذار عام 2014.
المصدر: وكالة سانا - سوريا