في زيارة ليست الأولى من نوعها، وصل وفد برلماني أوروبي إلى الأراضي السورية في زيارة غير رسمية، وذلك للوقوف على واقع الأمر في البلاد، ورؤيةٍ جلية عن كثب لما يحدث، بغرض تقصي الحقائق بعيداً عمّا يتم ترويجه في وسائل الإعلام بشكل بعيد عن الواقع.
الوفد عبارة عن مجموعة أشخاص من عدة بلدان أوروبية، وخلفيات سياسية وأصحاب آراء شخصية متنوعة، شكلوا جمعية فيما بينهم وهم جميعهم أعضاء برلمانيون في بلدانهم، عددهم عشرة، وهذه الجمعية حسب المتحدث باسمها السيد خفير كوسونا مسؤول الشؤون الخارجية في البرلمان الاسباني، تهدف إلى دعم السلام في سورية.
حيث أكد في تصريح صحفي له عزم هذه الجمعية على التعاون من اجل إعادة العلاقات بين البرلمان السوري والبرلمان الاوروبي وإعادة تطبيع العلاقات، لأنه يرى ان تجميد هذه العلاقات بين البرلمانين أحدث مشكلات في السابق ولم يساعد على عملية السلام بل عقدها.
وقال كوسونا خلال عرضه لنشاطات الوفد الذي قام فيها خلال زيارته سورية وتجوله في مناطق عدة من البلاد، أنه “يجب أن نساعد كأشخاص أو كمجموعة على إعادة هذه العلاقات مرة أخرى”.
مجموعة البرلمانيين تتألف من أشخاص ينتمون لعدة أحزاب سياسية أوروبية وهي اليسار الموحد، وحزب الشعب الأوروبي، تكتل الخضر، التحالف الديموقراطي للاشتراكيين الديمقراطيين، إضافة إلى مجموعة أوروبا للحرية والعدالة، وحسب المتحدث هذه المجموعة لا تمثل بشكل رسمي للأحزاب المذكورة إنما تمثل التنوع السياسي في البرلمان الأوروبي بشكل غير رسمي.
من ضمن الأنشطة التي قامت بها مجموعة البرلمانيين الأوروبيين خلال الزيارة إلى سورية، التجول ميدانياً في مدينة حلب، حيث أعرب كوسونا باسم جمعيته، عن اسف شديد حيال ما رآه في أحياء شرقي حلب بعد تحريرها من الإرهاب على حد وصفه لاحتياجات السكان وضرورة العمل على إعادة الإعمار حيث أكد أنه لا يوجد أيًّ من المساعدات الأوروبية في المنطقة، كما كانت سابقا، وأيضا التقى الوفد بمحافظ حلب وممثل الهلال الأحمر العربي السوري العامل على الشؤون الإنسانية والإغاثة. وكان ذلك في اول أيام الزيارات الميدانية.
ولدى العودة إلى دمشق التقى الوفد بمجموعة ن البرلمانيين السوريين في المجلس على رأسهم السيدة هدية عباس رئيس مجلس الشعب السوري، وتبادلا وجهات النظر والحديث عن الأوضاع في أرض الواقع.
كما التقى الوفد مسؤول بعثة الأمم المتحدة في سورية، للوقوف على احتياجات الشعب السوري خلال الحرب، وأكد العزم على انشطة ولقاءات أخرى يوم غد لأخذ فكرة أكبر ومعرفة أوسع عن حقيقة الوضع في سورية.
فور انتهاء الزيارة والعودة إلى أوروبا سيعقد الوفد البرلماني مؤتمراً صحفياً لنشر صورة ما رأوه في سورية من حقيقة لم ينقلها الإعلام بحرفيتها، ولنقل احتياجات الشعب السوري خلال الحرب، وعلى رأس هذه الاحتياجات حسب تأكيد المتحدث خفير كوسونا، سيكون العمل جدياً على إقناع البرلمان الاوروبي بخصوص إزالة العقوبات عن الدولة السورية .
الجدير ذكره وخلال المؤتمر الصحفي وصل خبر التفجير الإرهابي في العاصمة دمشق والذي راح ضحيته 45 شهيداً وحوالي 120 جريحاً ، إلى قاعة المؤتمر الصحفي في مجلس الشعب، أثناء تحدث رئيس الوفد البرلماني الاوروبي مما اثار امتعاضه وأدان العمل الإرهابي مباشرة واصفاً إياه بالعمل الإجرامي اللاإنساني. واكد ان أروبا عانت من الإرهاب مما جعلهم يشعرون بفظاعة الإرهاب من خلال مقاربته لأي عمل إرهابي لما شهده في بلاده بمدريد.
المصدر: خاص