الجيش اللبناني .. إشادة دولية وهستيريا إسرائيلية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجيش اللبناني .. إشادة دولية وهستيريا إسرائيلية

عناصر-من-الجيش-اللبناني

 كانت مُلفتة تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته لبنان منذ أيام، بحيث ابتعد عن “ديبلوماسية العموميات” وقارب الحقيقة واعترف بها اذ اعلن “أن الجيش اللبناني من أولى المؤسسات التي يضع الشعب اللبناني ثقته بها، وأن هذا الجيش لا يضعف امام مواجهة الإرهاب، وليس من المبالغة القول – كما فعل زميلي  وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته الأخيرة- بأن لبنان هو واحد من الخطوط الأمامية الرئيسية في مواجهة داعش، يمسكه الجيش اللبناني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى وبكفاءة فعَّالة ملحوظة، وهذا كله يثير إعجابنا وتقديرنا، لأننا نقدِّر أن الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية بدفاعها عن لبنان، تساهم أيضا في الدفاع عن أمن أوروبا، ومن الطبيعي أن نفرد أولوية كبيرة لتعاوننا مع هذا الجيش، من خلال تأمين التجهيزات والتدريبات أو من خلال إرسال المساعدات العسكرية وتدريب عناصر في فرنسا، ونحن نفعل ذلك لأننا نعلم أن الجيش اللبناني هو شريكٌ يُعتمد عليه”.

والوزير الفرنسي، ساوى بين التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس وبعض المناطق الفرنسية الأخرى عامي 2015 و 2016، والمناطق اللبنانية التي ضربها الإرهاب نفسه، واعترافه بدور لبنان الأمامي في الدفاع عن أمن أوروبا، يبدو وكأنه لسان حال كل مسؤول أوروبي قرع الإرهاب أبواب بلاده، وبات يرى أن الحرب على هذا الإرهاب حيث هو اليوم في الشرق الأوسط، يُبعِد عن أوروبا المستقبل الأسود، وقد سبق لناشطين أوروبيين، أن قارنوا بين استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للنازحين السوريين لديه كورقة ضغط وابتزاز لأوروبا، وجدِّية لبنان في محاربة الإرهاب وتحمُّل شعبه أعباء نزوح لا تحتملها أوروبا ذات الـ 550 مليون نسمة.

وقبل الوزير الفرنسي بأيام، كانت زيارة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل الى بيروت نهاية الشهر الماضي، وبصرف النظر عن تفاوت الترحيب به بالمقارنة مع الضيف الفرنسي، إلَّا أنه صرَّح بكلامٍ ديبلوماسي أنه  نقلَ إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تهاني القيادة العسكرية الأميركية بانتخابه رئيساً، وأبلغَه وجود قرار أميركي على أعلى المستويات، باستمرار دعمِ القوات الأمنية والعسكرية في لبنان، خصوصاً الجيش اللبناني الذي أثبتَ قدرات عالية في ممارسة المهام التي أوكِلت إليه، ولا سيّما في مواجهة الإرهاب، منَوّها بأهمية العمليات الأمنية الإستباقية التي قامت بها القوى العسكرية والأمنية مجتمعةً، وأن قرار استمرار الدعم قد  اتّخِذ في اجتماعٍ عسكري عالي المستوى عُقِد في واشنطن، وهو الأول من نوعه منذ أن تسَلم الرئيس دونالد ترامب مهامّه في البيت الأبيض.

الدعم الدولي للجيش اللبناني يأتي ضمن سياق مصالح كل دولة، لكنه أيضاً إقرارٌ بعقيدة هذا الجيش، وبالموقع الجيو – سياسي للبنان وسط آتون النار، وإذا كانت أوروبا القريبة نسبياً من اللهب لم تُغيظها مواقف فخامة الرئيس عون من واجب وجود المقاومة الى جانب الجيش، فإن لأميركا حُكماً تحفظاتها، لكن الأولويات تُلزِمها بالصمت حالياً وتَجاهُل “نواح إسرائيل” من “وحدة الحال” بين الجيش والمقاومة، ولعل الإرباك المسعور الذي أصاب وزير الأمن الصهيوني أفيغدور ليبرمان والحملة التي شنَّها أمام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والجيش اللبناني بقوله: ” سمعنا الرئيس اللبناني ميشال عون يُعلن أن لبنان وجيشه وحزب الله منظومة واحدة موجهة ضد إسرائيل..،  لذلك ليكن واضحا للجميع، أنه من ناحية إسرائيل، فإن بُنية الجيش اللبناني ودولة لبنان، وكذلك بُنية حزب الله، هما بنية واحدة، والمسألة الأكثر إثارة للقلق، هي في تهريب الأسلحة الكاسرة للتوازن من سوريا إلى لبنان، وكذلك إنتاج صواريخ دقيقة وطائرات من دون طيار، وكل ذلك يجري بتكنولوجيا وتدريب وتمويل ايراني “.

وبصرف النظر عن فرضيات واستنتاجات ليبرمان بأمور التسلُّح، فإن الكيان الإسرائيلي يُدرِك، أن قناعة الرئيس عون بواجب وجود المقاومة تعود الى زمن تدرُّجه في المؤسسة العسكرية وخدمته في الجنوب اللبناني، وهو المؤمن بحقها الى جانب الجيش، والشعب خلفهما، بتحرير الأرض وحماية السيادة، و”نواح” ليبرمان لم يتردَّد صداه في الخارج بقدر ما تردَّد في الداخل الإسرائيلي والشارع الشعبي، المُرتعِد أصلاً من مفاعيل إصابة مُفاعل ديمونا وحاويات أمونيا حيفا، وأسلحة توازن الرعب اللبنانية مع إسرائيل باتت موجودة في الداخل الإسرائيلي، مع وجود فارق كبير، أن الشعب الإسرائيلي لا يُصدِّق حكومته ولا يؤمن بقدرة جيشه على حمايته، ويبحث عن ملجأ قبل البحث عن شقة في مستوطنة، والشعب اللبناني مؤمنٌ بجيشه ومقاومته ولن يكون يوماً من نزلاء الملاجىء …

المصدر: موقع المنار